انطلاق المؤتمر الوطني الثامن للرابطة العمانية للجراحة بمشاركة طبية واسعة

يتناول 9 حلقات ومحاور عمل تخصصية -

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة أن القطاع الصحي بالسلطنة ولله الحمد في تطور مستمر، وذلك بفضل الدعم المتواصل من لدن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، وأضاف معاليه أن ما يثلج الصدور أن أقسام الجراحة بالمؤسسات الصحية في مختلف محافظات السلطنة يوجد فيها الكثير من الكوادر الطبية من بناتنا المقبلات على تخصص الجراحة، وأن هذا على المستوى العالمي نادر، ولكننا لا نقول أنه نادر جدا، وأشار معالي الدكتور وزير الصحة إلى أن المؤتمر الوطني الثامن للرابطة العمانية للجراحة الذي تنظمه الرابطة العمانية للجراحة وبقية المؤتمرات الأخرى هي تعد إضافة ذات قيمة عالية جدا لتطوير مهارات ومعارف أبنائنا وبناتنا العاملين بالقطاع الصحي في مختلف المؤسسات الصحية، وأن ما يميز هذا المؤتمر أن جميع المتحدثين فيه هم من داخل السلطنة وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على كفاءة ومقدرة أبناء وبنات السلطنة العاملين بالقطاع الصحي على ذلك.

وأضاف معالي الدكتور أحمد السعيدي أن نتائج العمليات الجراحية ولله الحمد تضاهي مثيلاتها من العمليات الأخرى بالدول المتقدمة، كما أن عدد العمليات بالمؤسسات الصحية بمختلف محافظات السلطنة هي في تزايد مستمر، وأن الكفاءات العمانية والتدريب الذي حصلوا عليه داخل وخارج السلطنة كان له دور فاعل ومهم في تطوير قدرات أبنائنا وبناتنا الجراحين، وأن القطاع الصحي بالسلطنة سوف يستمر في مواصلة العطاء والتطور بإذن الله.

إن إقامة مثل هذه المؤتمرات وحلقات العمل من الضروري أن تستمر في قادم الوقت لتحسين الخدمات المقدمة، ولتطوير الكفاءات الوطنية لكي تساهم في تقديم الرعاية والخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين بصورة جيدة.

جاء تصريح معاليه ذلك خلال رعايته افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للرابطة العمانية للجراحة صباح أمس بقاعـة منتجع ميلينيوم المصنعة الذي يقام بتنظيم من الرابطة العمانية للجراحة، ويستمر لمدة يومين.

ففي بداية المؤتمر ألقت الدكتورة زينب بنت ناصر البلوشية- استشارية أول جراحة أطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس- رئيسة الرابطة العمانية للجراحة- كلمة أوضحت فيها أن المؤتمر يشهد مشاركة عدد من الجراحين المبدعين والجراحين الذين هم تحت التدريب حاليا، وتهيئتهم ليكونوا يوماً ما من أفضل الجراحين... بأبي الجراحة الحديثة الذي أخاله فرحاً وفخوراً بهم، فهم يمشون على منهجه ونبدع ونطور من أساليبه جيلاً بعد جيل... أبو القاسم الزهراوي الجراح الطبيب الرائد في عالم الجراحة، علم في رأسه نار، وأنه أول من تيقن أن الجراحة لا تناسب إلا الأطباء، وهم من سيحملون أمانتها إلى يوم الدين.

وأشارت إلى أنه جراح لم ينفك يوما يطور ويبدع، ووضع جل اهتمامه في تأسيس قواعد الجراحة، بل وتطرق لجميع فروعها فوضع حجر الأساس لكل من أتى من بعده.. هذا وترك أثر كبير وقيم في كتابه الرائد الغني عن التعريف (التصريف لمن عجز عن التأليف).

وأضافت الدكتورة زينب البلوشية أن إقامة المؤتمر هو يعد فرصة طيبة للجراحيين أن يخلدوا ذكرى مؤسسي الجراحة، وأن لا يتم إهدار جهودهم هباء، بل سيسعون كسعيهم، والتفوق عليهم لهدف تكملة مسيرتهم العظيمة، لنرقى بنتائج حميدة ترسم ابتسامة الرضا على محيا مرضانا، ويمدهم الله بالصحة والعافية والشفاء العاجل.

وأشارت رئيسة الرابطة العمانية للجراحة الى أن إقامته تأتي امتداد وتخليد لتطوير أساليب الجراحة وتحسينها، لكي تفي بمعايير العلاج الوافي والكافي ولإيجاد وابتكار الأفضل فالأفضل، ومعاً سنحقق كل الأهداف المرجوة والآمال المرسومة من أجل ولادة وتنشئة آلاف ممن هم على شاكلة أبو القاسم الزهراوي والأطباء الجراحين المبدعين على مر العصور والأزمنة في السنوات الماضية. لنعمل كي تكون لنا أيضا بصمة في تاريخ الطب الحديث.

بعدها ألقى الدكتور سليمان بن سيف الشامسي- استشاري أول جراحة أوعية دموية- رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى السلطاني- رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر- كلمة قال فيها: إن المؤتمر الوطني الثامن للرابطة العمانية للجراحة جاء هذا العام مختلفا، من ناحية زيادة عـدد المشاركين فيه من جميع المؤسسات الصحية بمحافظات السلطنة، إلى جانب مشاركة جيدة من طلبة كلية الطب بجامعة السلطان قابوس.

وأضاف أن المؤتمر يغطي معظم اختصاصات الجراحة على مدى يومين في تسع حلقات علمية لآخر ما توصلت إليه البحوث العلمية في هذه التخصصات يقوم بإلقائها نخبة من الجراحين العمانيين ويتضمن عرض ورق بحثي، كما أشار الى أنه تم تخصيص جوائز لأفضل ثلاثة بحوث علمية.

إن المؤتمر يسعى لتعزيز التواصل بين المؤسسات الصحية وتبادل الخبرات والآراء العلمية والعملية بين الأطباء  ويأمل المؤتمر بخروج بتوصيات لبعض الأمراض لتوحيد طرق العلاج بين المراكز الصحية. بعدها تم تقديم عرض مرئي عن سيرة وقصة الحياة العملية للدكتور محمد بن علي جعفر اللواتي والدكتور مسعود بن علي العبادي.

يذكر أن المؤتمرالوطني الثامن للرابطة العمانية للجراحة يعتبر الثامن من نوعه بالسلطنة، ويشارك فيه حوالي أكثر من 300 من الكوادر الطبية المتخصصة والتدريبية في الجراحة وفروعها الأخرى وفئات التمريض والفئات الطبية الأخرى المساعدة من مختلف المؤسسات الصحية في محافظات السلطنة ومن طلبة كلية الطب بجامعة السلطان قابوس.

ويحاضر فيه نخبة من الخبراء المتخصصين في تخصصات طب الجراحة من داخل السلطنة يقدمون من خلال تسع جلسات علمية ومجموعة من أوراق العمل تعنى بالجراحة في: أمراض السمنة والأطفال والإصابات الحوادث وسرطان الثدي والشرايين والأوعـية الدموية والكبد والقنوات المرارية والصدر والجهاز الهضمي والغدد الصماء والقولون والمستقيم، وغيرها من الموضوعات المتخصصة في مجال الجـراحة، وهو يهدف إلى التعرف على آخر المستجدات المتعلقة بالجراحة، بالإضافة الى تبادل الأفكار والممارسات الخاصة بتحسين رعاية المرضى، والتناقش والتدارس ما بين الجراحين المشاركين فيه من مختلف المستشفيات في كيفية تقديم أفضل الخدمات الصحية.

في ختام المؤتمر قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بتكريم الدكتور محمد بن علي جعفر اللواتي- استشاري أول جراحة عامة. والدكتور مسعود بن علي العبادي- استشاري أمراض باطنية- وذلك نظير ما قدموه للقطاع الصحي بالسلطنة في السنوات الماضية، كما كرم معاليه مؤسسات القطاع الخاص التي ساهمت في إقامة ورعاية المؤتمر لهذا العام.

هذا وقد صاحبت افتتاح المؤتمر إقامة معرض احتوت أركانه على عدة أقسام تتعلق بالجراحة.