1139688
1139688
الاقتصادية

استئناف المفاوضات التجارية الأمريكية - الصينية في واشنطن

22 فبراير 2019
22 فبراير 2019

واشنطن، (أ ف ب) - استأنف كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين بواشنطن جولة اللحظة الأخيرة في مفاوضاتهما التجارية، وذلك سعيا للتوصل إلى اتفاق بعد أشهر من التوتر والتهديدات. والتقى ممثل التجارة الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير المالية ستيفن منوشين مع نائب رئيس الوزراء والموفد التجاري الصيني ليو هي في مبنى قرب البيت الأبيض. ورفض المسؤولون الرد على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا تم إحراز تقدم في المفاوضات.

وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فينغ إن «هذه المشاورات المكثفة بين الفريقين المكلفين بالاقتصاد والتجارة تهدف إلى العمل بلا هوادة للتوصل إلى اتفاق يتطابق مع التسويات بين رئيسي الدولة».

وتأتي هذه الجولة الرابعة من المفاوضات الرفيعة المستوى بعد يومين من المحادثات التمهيدية بين وفدي البلدين. ولم يتسرب شيء تقريبا عن هذه المحادثات.

وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء وهو يؤكد أن المفاوضات «المعقدة جدا» تجري بشكل «جيد جدا»، وكأنه يبدي مرونة بشأن مهلة الأول من مارس التي ترغب الإدارة الأمريكية بعدها في رفع الرسوم الجمركية من 10 إلى 25 بالمائة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.

وقال ترامب: «الموعد ليس تاريخا سحريا، لأن الكثير من الأشياء بصدد الحدوث».

وفي تغريدتين نشرهما مع افتتاح جولة المفاوضات امس الأول، انتقد ترامب حجب تكنولوجيا الجيل الخامس (5جي) «الأكثر تقدما»، في ما بدا إشارة إلى أكبر شركات العالم في هذا المجال الصينية هواوي التي تشتبه سلطات غربية في أنها تقدم تقارير إلى أجهزة المخابرات الصينية.

اتفاق في الأفق

وقال ديفيد دولار الخبير في الاقتصاد الصيني: «أعتقد أن الرئيسين» شي جيبينغ ودونالد ترامب «أمرا مفاوضيهما بعقد صفقة».

من جانبه قال المحلل وليام رينش: «أنا متأكد انهم سيتوصلان إلى شيء ما سيكون تجميليا جدا لكنه سيكون أقل مما يطلب».

ويطلب الأمريكيون خفض العجز التجاري مع الصين لكن أيضا تغييرات «هيكلية» مثل وقف النقل المفروض للتكنولوجيا واحترام حقوق المؤلف الفكرية وإنهاء القرصنة المعلوماتية وإزالة الحواجز غير الجمركية.

ويتوقع أن تعرض الصين «شراء المزيد من المنتجات الأمريكية» على غرار الصويا «الأمر الذي سيسر بالتأكيد الرئيس ترامب، بحسب المحلل دولار.

وأثرت رسوم المعاملة بالمثل العقابية الصينية بشدة على الزراعات الأمريكية. وبحسب بولمبيرغ نيوز فقد اقترح الصينيون زيادة مشترياتهم الزراعية بـ30 مليار دولار.

وقال وزير الزراعة الأمريكي سوني بيرديو لدى سؤاله بهذا الشأن: إنه «من المبكر» الخوض في مثل هذه المعلومات طالما لم يتم التوصل إلى «اتفاق كبير».

وقال امس الأول في مؤتمر تجاري منفصل عن المفاوضات: «بكل تأكيد المشكلة الكبرى هي الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية وتطبيق إجراءاتها».

وأضاف: «أعتقد انه إذا تمكنّا من الحصول على تطمينات بأن الصين تأخذ على محمل الجد مسألة الملكية الفكرية فسيكون بإمكاننا النظر في إنعاش المبادلات الزراعية بين البلدين».

وبشأن الإصلاحات المطلوبة بشأن الشراكات الأجنبية قال المحلل دولار: انه من المتوقع تقديم قانون جديد حول الاستثمارات الأجنبية في الصين في الدورة القادمة للبرلمان الصيني التي تبدأ في الخامس من مارس مضيفا: «لكن سيكون من الصعب على الولايات المتحدة بعد ذلك المطالبة بالمزيد» وخصوصا لمراقبة تنفيذ هذه التغييرات العميقة.

بيد أن هذا الخبير الاقتصادي أوضح انه من المتوقع تقديم قانون جديد حول الاستثمارات الأجنبية في الصين في الدورة القادمة للبرلمان الصيني التي تبدأ في الخامس من مارس. وأضاف أنه باستثناء ذلك «سيكون من الصعب ، صراحة، التفكير في Yجراءات للتثبت من التطبيق».

من جهته يرى المحلل وليام رينش أن واشنطن تريد الحفاظ على «إمكانية أن تبادر من جانب واحد لإعادة فرض الرسوم العالية ولا اعتقد انه بإمكان الصينيين القيام بكل ما يطلب منهم». ويرى ديفيد دولار أيضا أن الولايات المتحدة تريد أن تبقي على «تهديد الرسوم الجمركية» لكن ذلك ينذر بإطالة أجواء «الشك بين أوساط الأعمال».

وفي حال تم التوصل إلى اتفاق لوحت الإدارة الأمريكية إلى اجتماع الرئيسين الصيني والأمريكي في الأسابيع القريبة.

وأفادت بلومبرج أن من المتوقع أن تقترح الصين إنفاق 30 مليار دولار إضافية على واردات زراعية من الولايات المتحدة سنويا.

كانت رويترز ذكرت الأربعاء أن الصين والولايات المتحدة تتفقدان قائمة تحوي عشرة سبل تتيح للصين خفض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة من بينها شراء منتجات الزراعة والطاقة وسلع أخرى.