1139669
1139669
الرياضية

رباعي المربع الذهبي للكأس يعيش الحلم الكبير .. واستنفار مبكر للجماهير

22 فبراير 2019
22 فبراير 2019

بعد وضوح الصورة بالقرعة -

جرت في يوم 13 من شهر فبراير الجاري مراسم قرعة دور الأربعة لبطولة الكأس، وهو الموعد الذي سبقه الكثير من الترقب والتوقعات بالنسبة للأندية الأربعة المتأهلة وجماهيرها، وكان كل فريق يأمل في حسبة فنية محددة يرجو أن تترجم عبر القرعة في سياق مساعيه الرامية للاستفادة من فرصة التواجد في المربع الذهبي وتحقيق الحلم الكبير والفوز باللقب الغالي.

جاءت القرعة وكشفت عن وقوع فنجاء مع فريق مرباط، فيما سيقابل صور فريق مجيس لتوصف بأنها جاءت متوازنة للحد البعيد، ومنحت فرصة ذهبية لأن يصعد لمنصة التتويج بطل جديد من مرباط أو مجيس اللذين لم يسبق لهما أن حصلا على الكأس الغالية عكس فنجاء وصور.

تقترب مباريات المربع الذهبي في لقاء الإياب المحدد له السادس من الشهر المقبل والإياب في السابع عشر منه، ورغم تركيز الفرق الأربعة على الدوري الذي تتواصل مبارياته إلا أن بطولة الكأس تجد اهتماما كبيرا، وتعتبر مباريات الدوري أشبه بالبروفة والتحضيرات الفنية والبدنية لمواجهتي الذهاب والإياب في الكأس.

أكدت الفرق الأربعة فتحها لملف التحضيرات للمربع الذهبي لبطولة الكأس، وأنها تتساوى في حلم الوصول إلى النهائي، ومن ثم الصعود لمنصة التتويج والتوشح ببريق الذهب في ختام السباق الساخن.

حرصت الأندية الأربعة على توفيق أوضاعها الفنية في فترة الراحة الحالية والاستفادة من التسجيلات الشتوية لدعم صفوفها بنجوم يصنعون الفارق ويقدمون الأداء الذي يساعد في كسب التحدي المنتظر وتلبية طموحات الجماهير التي تعيش حلم معانقة الكأس في ليلة النهائي بعد عبور عقبة دور الأربعة.

المؤشرات الفنية للفرق الأربعة تكشف عن صعوبة قطع الشك باليقين بأنه بالإمكان ترجيح كفة فريق دون الأخر، وكذلك منح أفضلية لهذا أو ذاك بين الفرق الأربعة التي نجحت في حجز مقعدها في الأدوار النهائية للبطولة من خلال الاعتماد على حسابات الصعود والعبور لدور الأربعة والنتائج التي حققتها الفرق الأربعة في مباراتي الذهاب والإياب، وكانت المحصلة الكلية عبورها بجدارة إلى المربع الذهبي، والفرص تبدو متساوية ومتاحة أمام أي فريق لأن يكون الحصان الأسود للبطولة.

حافظت منافسة بطولة الكأس منذ الجولات الأولى فيها على معادلات الفوز التي تكون دوما خارج دائرة التوقعات وتمنح مساحات كبيرة لحدوث المفاجآت في أي من المباريات حتى تلك التي يكون المنطق الفني يمنح الفريق أولوية ونسبة كبيرة للفوز على منافسه، وهو ما يشجع الفرق الأربعة ويجعلها تفكر بصوت مسموع وعال بحثا عن اللقب والدفاع عن حقها المشروع في الحصول على الكأس الغالية.

تدرك الفرق الأربعة أن الحصول على بطاقة العبور إلى دور الأربعة لا يعني أكثر من وضع قدم في المربع وعليها أن تنتظر الخطوة الأخرى الجولة المقبلة الحاسمة التي ستحدد مؤشرات حقيقية عن الفريق أو الفريقين صاحبي الفرصة الأكبر للفوز بالكأس.

الفرص تبدو حتى الآن متساوية على ضوء النتائج الماضية، وهو ما يعني أن مرحلة الحسم ستشهد جهدا كبيرا وتنافسا قويا يشعل من حرارة المنافسة ويبشر بمباريات مثيرة وقوية تلبي طموحات المتابعين والجماهير.

تباين مسار الفرق المتأهلة في مشوار العبور إلى هذا الدور وقفز فريق مجيس فوق جراحاته بالدوري وتفوق على مضيفه العروبة في واحدة من مفاجآت البطولة قياسا بمستوى الفريق في الدوري ووجوده في المركز الأخير حينها ومواجهته لفريق يتقدمه في الترتيب العام ويتفوق عليه من حيث القدرات والخبرات.

وواصل فريق صور مسيرته الجيدة في المنافسة بعد أن حقق نتيجة طيبة على حساب فريق السيب بأفضلية تسجيل هدف خارج في لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الإيجابي لينجح في فرض التعادل السلبي في الإياب وينال بطاقة التأهل.

وحقق فريق فنجاء فوزا مهما على حساب منافسه صحار في الذهاب، وفتح أمامه الباب واسعا للعبور وتأكيد ريادته، وأن الكبير لا تهزه العواصف ولا تثنيه الظروف التي جعلته يهبط في الموسم الماضي لدوري الدرجة الأولى.

فرض فريق مرباط أفضليته الفنية هذا الموسم في مواجهة المصنعة، وتأهل بفوز في الإياب وتعادل في الذهاب؛ ليكون صاحب النتيجة الأفضل في الدور الماضي بجمعه 4 نقاط من المباراتين ومنع منافسه من تحقيق أي مفاجأة على حسابه.

نتائج الفرق الأربعة في دور الثمانية ربما لا تعطي مؤشرات فنية قاطعة ومؤكدة بما يمكن أن يكون عليه الواقع في دور الأربعة؛ وذلك لعدة أسباب منها حدوث متغيرات كبيرة في الفرق من خلال عملية الإحلال والإبدال التي تمت في فترة التسجيلات الماضية بجانب ارتفاع سقف الطموحات والروح المعنوية والقتالية والرغبة في الوصول إلى المحطة الأخيرة في المنافسة الغالية.

فرص متساوية

يعتبر خبراء لعبة الكرة في السلطنة والمتابعون لمسيرة بطولة الكأس في نسختها الحالية أن وصول أربعة فرق للمربع الذهبي لبطولة الكأس الغالية من خارج دائرة التوقعات في هذا الموسم ليس من بين الكبار في الدوري العام مع وجود فريق فنجاء ممثلا لدوري الدرجة الأولى يمثل نقلة نوعية مهمة في البطولة وعلى صعيد منافسات الكرة بصورة عامة.

ويرون أن صعود الفرق الأربعة التي تضم ثلاثة أندية بدوري عمانتل وفريق بدوري الدرجة الأولى يمثل دعما حقيقيا للكرة بشكل عام، ويمكنه أن ينعكس إيجابا على مستويات الفرق المشاركة في دوري عمانتل وخاصة مجيس وصور، وهما بحاجة لتحسين النتائج، ومن ثم تحسين مركزهما في الترتيب العام، وتواجدهما في مربع الكأس يمثل حافزا جيدا لهما، ويساعدهما في كسب المزيد من الثقة والظهور في الدوري بوجه جديد يثري المنافسة ويضاعف قوتها، وهو ترجمة فريق مجيس الذي نجح في تحسين وضعه بالدوري بعد أن حقق فوزا مهما في بداية الدور الثاني.

استنفار جماهيري

تقوم الجماهير بدور كبير في إضفاء الإثارة والندية والقوة على مباريات الكأس، وظلت دوما تساهم مساهمة فاعلة في عبور الفرق والتأهل إلى مراحل متقدمة في البطولة عبر ما تقدمه من دعم معنوي كبير والتشجيع الإيجابي وتابعنا أن الاستنفار المبكر للجماهير في الأندية الأربعة بتفعيل قدراته وجهوده التي تضمن التواجد بكثافة في المدرجات خلال مباريات المربع الذهبي كل يقف خلف فريقه حتى يعبر إلى النهائي ويقترب من تحقيق الحلم الكبير.

الواضح أن جماهير كل فريق عقدت العزم على تقديم أفضل نموذج لدعم فريقها في الذهاب والإياب المقبلين.

وحسب المعلومات المتوفرة فإن هذه الأيام تشهد تدريبات مجيس مع عدد جمهور كبير دعما للاعبين ولمنحهم الدوافع والحوافز لتقديم الأفضل والتركيز على العطاء الجميل وتطوير موهبتهم وصقلها عبر تفادي الأخطاء والسلبيات والالتزام بالتدريبات وتعليمات الجهاز الفني.

ويعتبر وجود الجماهير بكثافة كبيرة ببطولة الكأس أمر يأمل المسؤولون باتحاد الكرة أن يحدث في ملاعب الدوري التي ظلت تعاني من غياب الجماهير وحضورها بنسبة متواضعة لا تسهم في تطور المنافسة وتطبيق استراتيجية النهضة الكروية التي كانت سببا في إطلاق دوري المحترفين قبل عدة مواسم.

رؤية جديدة

شهدت بطولة الكأس تنظيما جيدا في جميع النهائيات الماضية وخرجت جميع مبارياتها في مشهد إيجابي وكان تركيز الجميع على الأداء الطيب وتحقيق النتائج الإيجابية التي تخدم الأهداف المشروعة ويميزها الحضور الجماهيري الكبير.

يسعى المسؤولون في اتحاد الكرة لمواصلة التنظيم الجيد لنهائي نسخة الموسم الحالي وبدأت رابطة دوري المحترفين في البحث عن سيناريو يحمل رؤية جديدة لنهائي اللقب وكذلك بحث إمكانية إقامة المباراة خارج العاصمة مسقط من أجل منح فرص جديدة لمناطق لم تسبق أن شهدت نهائي الكأس.

لمن اللقب؟

مع اقتراب مواجهات الذهاب والإياب في بطولة الكأس التي تحدد طرفي النهائي تتم حسابات فنية مقرونة بتاريخ الفرق الأربعة في المنافسة، ويظهر فريق فنجاء بأنه صاحب الرقم الكبير في قائمة الأندية التي حصلت على لقب الكأس الغالية، ثم يأتي فريق صور أيضا بعده من بين الأربعة في سجل إنجازات بينما لا يزال الثنائي مرباط ومجيس يبحثان عن اللقب الأول في البطولة، وهذا ما يحدث اليوم حراكا كبيرا فيهما ويقود الإدارة والجماهير للتضامن معا والعمل الجاد من أجل اغتنام هذه الفرصة التي ربما لا تتكرر قريبا واستغلالها بتجهيز الفريق بالصورة المطلوبة التي تجعله قادرا على تحقيق هدف عبور دور الأربعة والوصول إلى المباراة النهائية ومن ثم تحقيق الإنجاز الكبير.

الواقع اليوم يحدث عن أن مجيس ومرباط يعملان في صمت بعيدا عن الأضواء لحسم صفقات مهمة مع لاعبين أجانب ومحليين يقدمون الدعم والسند للمشوار في البطولة المهمة ويكون لوجودهما تأثير إيجابي في الأداء يسهل من مهمة تحقيق النتيجة الإيجابية.

الأمر بالنسبة لفريق فنجاء رغم الهزة الفنية التي حدثت للنادي في الموسم الماضي وجعلته يهبط لدوري الأولى يمثل مناسبة للتأكيد على قدرة النادي الكبير على تحقيق الألقاب والإنجازات حتى وهو يعاني ويمر بظروف استثنائية، وفي ذات الوقت يحتاج الفريق لتجديد صور التتويج بالكأس وزيادة رصيده بلقب جديد يمنحه التفوق في قائمة الفائزين باللقب منذ إشهار المنافسة.

فنجاء يريد اللقب ليكون بداية لمصالحة جماهيره وبابا يعبر منه إلى العودة لدوري الكبار من جديد ليحافظ على وضعيته كناد كبير ورائد، وإن ما حدث له كبوة جواد ستساهم في تصحيح مسيرته للأفضل وتحول دون تكرار مثل هذا السيناريو في المستقبل.

فريق صور يخطط اليوم لضم عدد لا يقل عن خمسة لاعبين جدد في التسجيلات الشتوية، ويهدف من ذلك ليعود إلى ملاعب الكأس بفريق جديد وقوي قادر على تخطي أي عقبة في المربع الذهبي والمضي قدما إلى المباراة النهائية، وبعدها سيكون لكل حادثة حديث، وسيبقى أمر تحقيق لقب جديد نصب عينه وقمة طموح جماهيره التي تأمل أن ترى ناديها يعود للواجهة من جديد بعد سنوات صعبة مرت عليه أفقدته بريقه.

كل ما سبق يطرح سؤالا عن لمن سيكون اللقب، وسيظل قائما حتى الدقائق الأخيرة من مباراتي الذهاب والإياب وكذلك مواجهة النهائي.