AZZA
AZZA
أعمدة

أيقونة الحرية.. 3 نصوص مسرحية للدكتـورة عـزة القصابيـة

21 فبراير 2019
21 فبراير 2019

عزة القصابية -

عمّان- «العمانية»: تعاين الكاتبة العمانية الدكتورة عزة القصابية في كتابها الأخير «أيقونة الحرية تستغيث بصلاح الدين» جزءاً من تاريخ النضال الفلسطيني في مواجهة آلة الاحتلال الصهيوني، ويركز الكتاب الذي يتضمن ثلاثة نصوص مسرحية، على جيل الأطفال، وتتناول فيه عدداً من الشخصيات الحقيقية لأطفال فلسطينيين وقفوا في وجه الاحتلال وتعرضوا للسجن والقمع والموت.

ويرسم النص المسرحي «أيقونة الحرية تستغيث بصلاح الدين» صورة نضالية للطفلة عهد التميمي التي غدت أيقونةً للنضال.

ويتكون هذا النص من أحد عشر مشهدًا، تتنوع بين الأداء الاستعراضي والملحمي والتوثيقي والواقعي، وترصد فيه الكاتبة الأصداء التي تركتها حالة الفتاة التي واجهت بكفِّها مِخرز الاحتلال، وتمزج بين الواقعي والمتخيل باستحضار شخصية صلاح الدين، حيث يجتمع أهل قرية النبي صالح أمام المحكمة التي تقف أمامها عهد التميمي وهم يهتفون: «صلاح الدين قائدنا.. اخرجوا من أرضنا».

كما تستحضر القصابية في هذا النص، شخصيات عالمية كجان دارك، والرسام باتريك الذي رسم شخصية المناضل الأممي جيفارا، ليرسم الطفلة «عهد» وهي تقف شامخة في مواجهة الاحتلال، أما نَصّ «جوفيل» فيحيل عنوانه إلى اسم شاب من مخيم النصيرات بغزة تعرض للدهس من قِبل قوات الاحتلال فأصبح مُقعَدًا ولكنه لم يستسلم وبقي يواجه الاحتلال.

وتُبرز الكاتبة دور المرأة الفلسطينية من خلال شخصية «أم جوفيل» التي تساند ابنها نفسيًا، خصوصًا بعد استشهاد صديقه، وبدنيّاً لمواجهة الحياة الصعبة الناتجة عن الإعاقة ومواجهة العدو وهو دور تقوم به المرأة لتقوية إرادة المقاومة والصمود أمام محاولات كسر روح الشعب الفلسطيني ومحو هويته. وتعمد الدكتورة عزة القصابية للمزج بين الواقعي والمتخيل باستحضار شخصيات مكافحة ليس في مواجهة الاحتلال، وإنما للعيش بكرامة وهي حينما تختار الأطفال نماذج لمسرحيتها فإنما تنحاز للجيل الجديد الذي يواصل الثورة ويحمل راية استمرارها.

ويتحدث نصّ «الطفل دوابشة» عن طفل قام أحد المستوطنين بحرق منزل أهله ما أدى إلى وفاة والده ووالدته واثنين من عائلته وتشوّهه نتيجة الإصابة.

ويحمل هذا النص رمزية الاستمرار إذ أن الطفل يعيش وهو يحمل ذكريات أليمة عن موت عائلته وعن جريمة الاحتلال التي تشهد عليها الندوب الباقية على وجهه فيعيش حياته وهو يناضل من أجل إزالة التشوه الذي تركه العدو على جسده والتشوه الذي أحدثه الاحتلال على أرضه.

ويكشف هذا النص عن همجية الاحتلال وسلوكه الدموي واستهتاره بالقيم الإنسانية وأرواح الناس.

ويشتمل كتاب الدكتورة عزة القصابية الصادر عن/‏‏ الآن ناشرون وموزعون بعمّان في 169 صفحة من القطع المتوسط على قراءات ودراسات نقدية تناولت موضوعات الكاتبة ورسالتها وخصائص أعمالها الفنية والجمالية.

تقول الدكتورة وطفاء الحمادية: إن الكاتبة والباحثة القصابي «انشغلت بمعالجة قضايا إنسانية عامة وقضايا الهُويّة العربية، وبالكتابة عن التاريخ العماني وآلية توظيف المسرح وتناوله برؤية معاصرة».

وفي قراءته النقدية التي حملت عنوان «مسرح بطعم الألم يقول الدكتور محمود سعيد إن الكاتبة لديها «الوعي الدرامي والقدرة التي تكفل لها الغوص في عمق الأزمة الفلسطينية مع الاحتلال الغاشم تلك الأزمة القديمة المتجددة، فما يزال الجرح ينزف، ومن خلال الظلم يعتلي القمة».

وتحت عنوان «تشكيل الذات»، يقول الناقد شاكر جعفر عبد العظيم إن الدكتورة عزة «تؤسس لنص يخصّها ويحمل أسلوبها الذي يشير لها دون غيرها، لأنها أخذت بعد عدد من النصوص بالركوز والتميز».

وتُعنى القصابية في نصوصها الثلاثة بوضع عدد من الاقتراحات الإخراجية التي تتصل بالإضاءة والديكور والسينوغرافيا والإرشادات الإخراجية التي تساعد المدرّسين في المؤسسات التربوية على تقديم هذه الأعمال مسرحياً في المدارس. وتأتي هذه العناية بحكم الخبرة الأكاديمية للقصابي، وعنايتها بالمسرح المدرسي، وحسّها التربوي التنويري والتوعوي يشار إلى أن الدكتورة عزة القصابية أصدرت مجموعة من الكتب النقدية والنصوص المسرحية، منها: «للمسرح العماني حكاية.. نصوص وأوبريت» و«الخيمة ونصوص أخرى» و«الصحافة الفنية في السلطنة» و«رؤية في المسرح العماني».