1138605
1138605
العرب والعالم

لندن: العلاقات مع السعودية تساعد على إنهاء الحرب في اليمن

20 فبراير 2019
20 فبراير 2019

الأمم المتحدة تحذّر من توقّف عمليات الإغاثة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

دافع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت عن علاقات بلاده الوثيقة مع السعودية أمس قائلا إنها تمنح بريطانيا مجالا لمحاولة إنهاء الحرب في اليمن.

وقال هنت خلال زيارة لبرلين «العلاقة الاستراتيجية بين المملكة المتحدة والسعودية هي ما يسمح بأن يكون لنا تأثير كبير في إحلال السلام في اليمن.

«أهداف بريطانيا وألمانيا واحدة لكننا بحاجة لمواصلة تلك العلاقة الاستراتيجية لضمان وجود صوت أوروبي على الطاولة لفعل كل ما بوسعنا من أجل السلام».

إلى ذلك، عاودت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس قصف العاصمة اليمنية صنعاء مستهدفة بغارتين قاعدة الديلمي الجوية «المحاذية لمطار صنعاء». كما طالت غارة جوية منطقة بيت دهرة في مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء «المتاخمة للعاصمة».

فيما، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إحراز تقدّم كبير في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصّل إليها في أواخر العام الماضي في ستوكهولم.

وقال غريفيث في إحاطته أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة الأردنية عمّان الليلة قبل قبل الماضية: «أكد لي الطرفان وللجنرال مايكل لوليسجارد موافقتهما على المرحلة الأولى من خطة إعادة انتشار في الحديدة. أرحّب بالاتفاق الذي تم التوصّل إليه، وبالالتزام الذي أبداه الطرفان بتنفيذ اتفاق ستوكهولم وبالالتزام بالوعود التي قدّمت في ذلك الاجتماع في أوائل ديسمبر الماضي».

وأكد أن الطرفين وافقا على إعادة الانتشار من موانئ الصليف ورأس عيسى كخطوة أولى، تليها إعادة انتشار من ميناء الحديدة وأجزاء مهمة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية في الخطوة الثانية.

وأوضح «سيسهّل هذا وصول المساعدات الإنسانية إلى مطاحن البحر الأحمر، حيث أن هناك كمية كبيرة من الحبوب تنتظر أن يتم توزيعها على الشعب اليمني. أنا ممتن هنا لكلا الطرفين لما قدّماه من موائمات للسماح بحدوث ذلك، وأدعوهم إلى البدء فوراً بتنفيذ الاتفاقية دون مزيد من التأخير، وللاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من عمليات إعادة الانتشار في الحديدة، والتي نأمل أن تؤدّي إلى إنهاء المظاهر المسلّحة في المدينة».

وأضاف «كانت هناك مؤشّرات على نشاط حركة المدنيين بشكل متزايد في الحديدة، ويشهد سكان المدينة بالفعل بشائر الفائدة الملموسة في الانخفاض الملحوظ والمتواصل في الأعمال العدائية في تلك المنطقة نتيجة لاتفاق ستوكهولم».

ولفت المبعوث الأممي إلى أنه ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أكدا مسؤولية الأطراف بشأن منح برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر وإلى مخزون الحبوب الذي يحوي ما يكفي من الغذاء لإطعام 3.7 مليون شخص لمدّة شهر.

وفيما يتعلّق بملف الأسرى والمعتقلين أعلن المبعوث الأممي موافقة «أنصار الله» على «القضايا اللوجستية الحيوية اللازمة لنشر بعثة الأمم المتحدة إلى الحديدة، وبشأن إطلاق سراح أفراد محدّدين وإطلاق سراح السجناء بشكل عام».

وأضاف «نأمل أن يكون الإفراج عن الدفعة الأولى من السجناء. وأود أن أؤكد هنا أن نية اتفاق تبادل الأسرى الذي أشرت إليه، كما عبّر الأطراف وقادتهم بشكل مباشر في أكثر من مناسبة هي الإفراج عن جميع الأسرى من جميع الأطراف ومن كلا الجانبين في هذا الصراع. الكل مقابل الكل، هو مبدأ هذه العملية».

وأعلن أن الطرفين أكدا له مجدّداً التزامهما بإعلان التفاهمات حول تعز المتفق عليه في ستوكهولم، معرباً عن اعتقاده أن «لدينا فرصة جيّدة لرؤية بعض التقدّم الملموس في الأسابيع القادمة».

بدوره قال منسّق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك إن نحو 80% من اليمنيين، أي 24 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

وأضاف «يحتاج حوالي 20 مليون شخص إلى الغذاء لتأمين احتياجاتهم الغذائية، منهم 10 ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة».

وأكد أن «نحو 240 ألف شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع. ويفتقر حوالي 20 مليوناً إلى الرعاية الصحية الكافية، ولا يتوفّر الماء النظيف أو الصرف الصحي الكافي لما يقرب من 18 مليون شخص. أكثر من ثلاثة ملايين شخص، منهم مليونا طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد. نزح 3.3 مليون شخص عن ديارهم، منهم 685 ألفاً، فرّوا من القتال على طول الساحل الغربي في يونيو 2018»

وقال لوكوك إن الصراع وعدم احترام القانون الإنساني الدولي مع الانهيار الاقتصادي في منتصف 2018، هم القوى الدافعة وراء هذا التدهور. وأضاف أن أكبر الاحتياجات موجودة في مناطق الاقتتال النشط أو المناطق التي يوجد بها أعداد كبيرة من النازحين.

ووفقاً لمنسّق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، فإن الأموال لدى الوكالات الإنسانية تنفد، ومن المتوقّع استخدام كل الموارد الحالية بنهاية مارس أي بعد حوالي ستة أسابيع فقط. وذكر أن عمليات الإغاثة في اليمن ستتوقّف بدون توفير الموارد الكافية، في وقت تشتد فيه الاحتياجات للمساعدات. وتعتزم الوكالات الإنسانية مساعدة 15 مليون شخص بأنحاء اليمن خلال عام 2019.

وأشار مارك لوكوك إلى فعّالية إعلان التعهدات لدعم اليمن، التي ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل، ودعا الدول الأعضاء إلى المشاركة في الفعّالية بممثّلين رفيعي المستوى والتعهد بمبالغ سخية لمساعدة اليمنيين.

من جانبها، رحبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أمس بالاتفاق اليمني. وقالت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، «إننا نحثّ الأطراف المتحاربة، على ضمان أن تحقق هذه الخطوة التي طال انتظارها، تغييرات إيجابية للأطفال في الحديدة وفي جميع أنحاء اليمن».

ودعت المنظمة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط ومستمر إلى 135000 طفل لا يزالون في المدينة، مشيرة إلى أنه «من المهم أن تسمح هذه الاتفاقية بإزالة الألغام وإعادة فتح المدارس ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، والتي أغلقت جميعها بسبب أعمال العنف».

وتابعت «يعاني أطفال اليمن لفترة طالت أكثر مما يجب، ويعيشون في ظروف يجب ألا يتحملها أي إنسان، حان الوقت بما لا يحتمل التأجيل، لوضع حد للعنف الذي يؤثر على الأطفال».

ويعتمد أكثر من 11 مليون طفل على المساعدات الإنسانية في اليمن لمجرد البقاء، وينتشر سوء التغذية الحاد ويؤثر على ما يقرب من مليوني طفل من بينهم ما يقرب من 360000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة.