oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ثقافة الملكية الفكرية وبراءات الاختراع

20 فبراير 2019
20 فبراير 2019

اهتمت السلطنة بموضوع الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وكافة الحقوق في هذا الإطار، بإعتبار أن هذا المجال يساهم بحد كبير في تنمية الاقتصاد الوطني والعمل على دفع التطور القائم على تقدير الجهود وحفظ حقوق كافة الأطراف التي تشارك في ابتكار أو إنجاز عمل أو مشروع معين. وتؤكد دائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة أن السلطنة تضع في الاعتبار مسألة نشر ثقافة الملكية الفكرية على الجميع، بحيث يكون كل فرد في المجتمع تقريبا على إلمام ووعي بأهمية الملكية الفكرية بشكل عام وبراءات الاختراع وغيرها من المسائل التفصيلية بحسب الاهتمام ودرجته لكل فرد أو مؤسسة أو جهة معينة.

لاشك أن هذا الاهتمام يأتي ضمن منظومة متكاملة من التشريعات والقيم التي تؤكد على بناء مناظيم الحياة الحديثة والدولة العصرية، بما يتماشى مع المعاني السامية لحفظ حقوق المبدعين والمبتكرين وكافة المنتجين والمطورين، كذلك بما يواكب القوانين والاتفاقيات الدولية في هذا الإطار، في عالم بات مفتوحا ومترابطا في هذه المجالات.

من هنا تأتي أهمية حلقة العمل الوطنية حول معاهدة التعاون بشأن البراءات التي تعنى بنظام ايداع طلبات البراءات دوليا، التي نظمت محليا بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) بمبنى وزارة التجارة والصناعة، وسواها من الحلقات التي تصب في ذات المعنى.

ولعل التعريف بمثل هذه المعاهدات والإضاءة الشاملة حولها، بالإضافة إلى تنوير الكوادر وتدريبهم للتعامل مع مثل هذه الموضوعات، يعتبر من الأولويات في إطار تطوير نظم الملكية الفكرية في السلطنة، بالتقاطع مع ما يستجد في العالم اليوم من قضايا متعلقة بهذه الجوانب.

وإذا كان كل مجال من مجالات الحياة الإنسانية وأي قطاع قد صار مزدحما بالتفاصيل الدقيقة والأبعاد التخصيصة، فإن موضوع الملكية الفكرية وبراءات الاختراع يعتبر واحدا من هذه المجالات التي تشعبت من حيث الأفكار والتشريعات بل والفلسفات المتعلقة بها، ما يتطلب المواكبة السريعة والمستجدة في ظل العالم الواحد والمتصل.

يجب أن يوضع في الاعتبار بأن هذا الموضوع بات شأنا اقتصاديا وتجاريا يرتبط كذلك بجملة مشهد تطوير الصناعات والمنتجات والسلع، قبل أن يكون مسألة ثقافية أو معرفية أو أخلاقية في المقام الأول، لهذا سوف نجد أن كثيرا من الصراعات بين الدول الكبرى اليوم، أصبحت تقوم على هذا الإشكال الجدلي، كما في الحرب التجارية الدائرة الآن بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

إن عملية ضمان الحقوق والالتزامات اتجاه أطراف الإبداع والمبتكرين يصب في ترقية المناخ الابتكاري بشكل عام ويجعل أجواء المنافسة قائمة على القيمة الحقيقية لا المزيفة، لأن مضاد ذلك هو الفوضى التي تختل فيها الموازين ويصير التغول على أفكار الآخرين وإبداعاتهم وسرقة جهودهم لتصبح ثروات في أيدي آخرين، وللأسف هذا يحصل في عالم اليوم، لهذا يأتي دور التوعية والضبط التشريعي التام.

وإذا كانت لغة العصر الراهن هي الإبداع والابتكار، يبقى القول بأن تحفيز الأجيال الصاعدة في هذه المجالات يأتي في سلم الأولويات في ظل الحاجة للإلمام بمقتضيات الزمن الحديث، والتقاطع المستمر مع روح العصر، مع العمل على الاستفادة من التجارب الدولية بشكل دوري.