مكتبة قطر الوطنية تدرب على «الطرق العملية لفحص مقتنيات المكتبات بوسائل علمية»

بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية -

تختتم اليوم الدورة التدريبية «الطرق العملية لفحص مقتنيات المكتبات بوسائل علمية» التي تنظمها مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية، في مقر الهيئة، ويشارك فيها عدد من المتخصصين في صيانة الكتب والمخطوطات من قطر والكويت وإيران والسلطنة بالإضافة إلى دول أخرى عديدة.

تأتي هذه الدورة التدريبية ضمن إطار مشروع الحفاظ على التراث الوثائقي في المنطقة العربية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، من خلال فهم احتياجات المؤسسات الوثائقية والتحديات التي تواجهها، والعمل على بناء قدرات العاملين في مجال حفظ التراث الوثائقي، وتعزيز المعرفة وتبادل المعلومات.

ركزت الدورة التدريبية على موضوعات التصوير التقني للمقتنيات التراثية وتقنية الانعكاس الطيفي لتحديد الأصباغ المستخدمة في المخطوطات، ويمثل التصوير التقني مجموعة من الصور الملتقطة بكاميرا رقمية معدلة حساسة للنطاق الطيفي تستخدم مصادر ومرشحات إضاءة مختلفة للحصول على مجموعة مختارة من الصور التقنية تقدم كل منها معلومات مختلفة عن المادة قيد الفحص، كما تناولت الدورة التدريبية التحليل الطيفي الانعكاسي، وهو تقنية حديثة محمولة لتحديد الأصباغ المستخدمة في المخطوطات واللوحات الفنية.

وحول الدورة التدريبية قال عبد المحسن بن سعيد بن سلطان الهنائي المدير العام للمديرية العامة لتنظيم الوثائق: «يأتي تنظيم هذه الدورة في إطار التعاون المشترك بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومكتبة قطر الوطنية في المجال الثقافي والعلمي من أجل إكساب المشاركين المهارات والمعارف اللازمة لصقل مهاراتهم في الطرق العلمية الحديثة لفحص مقتنيات المكتبات والمتاحف ودور الوثائق بوسائل وطرق علمية حديثة».

وفي هذا الإطار قال ستيفان إيبيغ، مدير إدارة صيانة مواد المكتبة والمحافظة عليها في مكتبة قطر الوطنية: «نحن سعداء بإقامة هذه الدورة التدريبية في السلطنة ضمن جهود المركز الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتمثل هذه الدورة فرصة لتزويد الخبراء في المنطقة العربية بأحدث المهارات في حفظ المخطوطات التاريخية وصيانتها، وقد أسعدنا حضور المتخصصين من مختلف دول المنطقة ومشاركتهم في هذه الدورة التدريبية التي نقيمها بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية».

وأضاف إيبيغ: «تأتي هذه الدورة في وقت تواجه فيه عملية الحفاظ على هذا التراث القيم الكثير من التحديات، منها محدودية الموارد المستخدمة لمنع التدهور الطبيعي، ونقص الخبرات الفنية وكذلك الصراعات في المنطقة أو الكوارث الطبيعية. ويهدف تعاون مركز الحفظ والصيانة في المكتبة المُزود بأحدث البرامج والتقنيات مع الشركاء في قطر وعمان وغيرها من دول المنطقة إلى الحفاظ على التراث الثقافي العريق في الدول العربية وتعزيز الوعي بالحفاظ على الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية النادرة».

صقل المهارات الفنية

فيما قالت بدرية بنت عيسى الندابية، المكلفة بأعمال رئيس قسم الترميم بهيئة الوثائق: تأتي دورة «الطرق العملية لفحص مقتنيات المكتبات بوسائل علمية» المقامة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بتنظيم من مركز الإفلا التابع لمكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع الهيئة في إطار الدور المشترك الذي تضطلع به المؤسستان في الحفاظ على المخطوطات والكتب والوثائق وأهمية استخدام التقنيات الحديثة التي تعنى في مجال الصيانة والترميم، وأضافت الندابية: «تعد هذه الدورة من الأساسيات المهمة في مرحلة فحص المواد الورقية وما تحتويه من زخارف وألوان غنية وثرية جديرة بالفحص والدراسة والتحقيق، حيث تركز الدورة في نسختها الثالثة بعد النجاح الذي حققته في نسختيها السابقتين المقامتين في مكتبة قطر الوطنية والثانية في أرشيف المغرب بالمملكة المغربية، تركز على صقل المهارات الفنية المتعلقة بعلم الطيف الضوئي والألوان وعلاقتها بمجال الفحص الفني للوثائق والمخطوطات والكتب.

ويشارك في هذه الدورة مجموعة من المختصين في مجال الترميم والحفظ والصيانة من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والثقافة ومتحف عمان عبر الزمان ومشاركين من دولة الكويت ودولة قطر وإيران.