1137621
1137621
تقارير

نتانياهو يحاول إنقاذ العلاقات مع مجموعة دول «فيشغراد»

19 فبراير 2019
19 فبراير 2019

وارسو تنتظر اعتذارات من الحكومة الإسرائيلية -

القدس المحتلة - لوران لوزانو - (أ ف ب):

يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إنقاذ العلاقات مع دول مجموعة (فيشغراد) اثر نزاع يتعلق بدور بولندا في المحرقة تطور الى إلغاء مشاركتها في قمة كانت مقررة في اسرائيل وسط تساؤلات حول سياسة الدولة العبرية إزاء الاتحاد الاوروبي.

وأعلنت وارسو أمس أنها تنتظر اعتذارات من الحكومة الإسرائيلية بعد اتهامها بمعاداة السامية ما دفعها إلى الانسحاب من القمة التي كانت ستعقد في القدس.

وقد يؤدي النزاع إلى تقويض محاولات نتانياهو إقامة علاقات أعمق مع الدول الأربع في المجموعة كجزء من استراتيجيته لبناء تحالفات مع الدول التي تقدم دعمًا قويًا لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي.

وكثيرا ما ينتقد نتانياهو ما يسميه «الموقف المنافق والمعادي» للاتحاد الأوروبي في إشارة الى انتقاده سياسة اسرائيل حيال الفلسطينيين.

وكانت قمة مجموعة (فيشغراد) التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا وتشيكيا في القدس ستشكل انجازا لجهود رئيس الوزراء الاسرائيلي.

لكن المسألة الحساسة للغاية عن دور البولنديين في المحرقة، يثير مجددا التوتر بين بولندا وإسرائيل بعد مشكلة الأسبوع الماضي حول تصريحات أدلى بها نتانياهو بهذا الصدد.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء أن «نتانياهو تحدث عن بولنديين وليس الشعب البولندي أو دولة بولندا»، لكن وارسو قررت تخفيض مستوى تمثيلها في القمة على ان ترسل وزير الخارجية.

لكن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد إسرائيل كاتس الاحد اثارت غضب وارسو وصبت الزيت على النار بعد قال إن «العديد من البولنديين تعاونوا مع النازيين».

واقتبس كاتس قول رئيس الوزراء الاسبق يتسحاق شامير بان البولنديين «رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم».

وبعدها، سارع رئيس وزراء بولندا ماتوش مورافيتسكي الى إلغاء مشاركة بلاده في قمة القدس، واصفاً تعليقات كاتس بأنها «عنصرية».

وتعترف بولندا بمثل هذه الجرائم، لكنها تصر على عدم وجود أي شكل من التعاون المنتظم مع النازيين.

وتأجلت القمة إلى النصف الثاني من العام بناء على طلب بولندا ،بحسب سلوفاكيا.

- عدم تقدير الثمن - وبعد الغاء القمة، التقى نتانياهو أمس في القدس رؤساء وزراء سلوفاكيا والجمهورية التشيكية والمجر كل على حدة قبل مأدبة غداء مشتركة.

وقال لرئيس الوزراء السلوفاكي بيتر بيليغريني الذي يرأس حاليا المجموعة «هناك أمور كثيرة جدا تربط بيننا ويجب أن أقول لكم إننا نتعاون في مجالات الأمن والدفاع والاستخبارات».

هذا التوتر الجديد في العلاقات بين بولندا وإسرائيل يلي أزمة كبيرة العام الماضي بسبب قانون بولندي مثير للجدل تعتبره إسرائيل والولايات المتحدة محاولة ضمنية لمنع الناجين من المحرقة من مناقشة جرائم البولنديين ضدهم.

أدى ذلك الى قيام بولندا بتعديل هذا القانون الذي يهدف، في نظرها، الى الدفاع عن صورة البلاد والبولنديين ابان الحرب العالمية الثانية. وأعلن البلدان اعادة العلاقات الى طبيعتها.

وتسببت علاقات نتانياهو مع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان الذي زار اسرائيل في يوليو الماضي بانتقادات داخل اسرائيل بعد اتهامه باثارة المشاعر المناهضة لليهود في بلاده.

واثار اوربان انتقادات عندما شن حملة قوية على الملياردير اليهودي الامريكي من اصل مجري جورج سوروس المولود في بودابست ومؤسس منظمة «اوبن سوسايتي» التي تمول العديد من المنظمات غير الحكومية في المجر والعالم.

ودافع نتانياهو عن اوربان مخاطبا اياه «لقد دافعتم عن اسرائيل مرارا في المنتديات العالمية ، ونحن نقدر ذلك بشدة وهذا امر مهم».

وكان نتانياهو قال خلال لقاء مع قادة دول (فيشغراد) في اجتماع مغلق في بودابست العام 2017 بمطالب الاتحاد الأوروبي بما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. وقال امام مذياع كان مفتوحا وسمعه الصحفيون «هذا جنون مطبق ويتعارض مع مصالح اوروبا».

وقال جوناثان راينولد من جامعة بار ايلان في اسرائيل ان استراتيجية نتنياهو «تقتضي العمل مع دول وسط وشرق اوروبا، مجموعة (فيشغراد) ، للتخفيف من الضغوط التي تمارسها دول اخرى من الاتحاد الاوروبي».

وأضاف رينولد «أعتقد أنه يبالغ بما يحصل عليه منها، كما انه يسيء تقدير الثمن حسب المفاهيم اليهودية من خلال الارتباط ببعض هذه الدول».