1136534
1136534
العرب والعالم

طرفا النزاع يتفقان على البدء في سحب القوات من الحديدة

18 فبراير 2019
18 فبراير 2019

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لعملية السلام باليمن -

عواصم- «عمان»- جمال مجاهد- (رويترز):

قالت الأمم المتحدة: إن طرفي الحرب في اليمن وافقا على البدء في سحب القوات من ميناء الحديدة الرئيسي بموجب اتفاق برعاية المنظمة الدولية، وذلك في أعقاب جهود دبلوماسية على مدى أسابيع لإنقاذ الاتفاق المتعثر بخصوص من يجب أن تؤول له السيطرة على مدينة الحديدة الساحلية.

وكانت جماعة أنصار الله والحكومة اليمنية قد اتفقتا خلال محادثات في ديسمبر على سحب القوات بحلول السابع من يناير من الحديدة بموجب اتفاق هدنة استهدف الحيلولة دون شن هجوم شامل على الميناء وتمهيد الطريق للمفاوضات بغية إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات. والحديدة هي شريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون المجاعة.

وجاء في بيان أصدره مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة «الطرفان توصلا إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل للقوات». ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن ما جرى الاتفاق عليه.

وتنص المرحلة الأولى على انسحاب أنصار الله من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى يقابله انسحاب لقوات التحالف من الضواحي الشرقية للمدينة حيث احتدمت المعارك قبل سريان وقف لإطلاق النار في 18 ديسمبر.

ويسيطر أنصار الله على الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية لمعظم المساعدات إلى اليمن ووارداته التجارية، بينما تحتشد القوات اليمنية الأخرى التي يساندها تحالف تقوده السعودية على أطرافها. وقال بيان الأمم المتحدة إن الجانبين اتفقا أيضا «من حيث المبدأ» على المرحلة الثانية والتي تتطلب إعادة انتشار كامل لقوات الطرفين في محافظة الحديدة.

وقال مصدران مشاركان في المفاوضات، رفضا نشر اسميهما بسبب حساسية المناقشات: إن كلا الجانبين لم يتفقا بعد على جدول زمني للانسحاب أو على آلية لتولي القوات المحلية مسؤولية الأمن في الموانئ والمدينة.

وأضاف مصدر لرويترز: «الأمم المتحدة لا تزال تبحث كيفية تقليص الفجوة بين الجانبين بشأن آلية اختيار القوات التي ستسيطر على المدينة».

وذكر المصدر الآخر أن أمام الطرفين سبعة إلى عشرة أيام لاتخاذ قرار بشأن أماكن إعادة انتشار قواتهما، مضيفا أن مقاتلي أنصار الله قد ينسحبون لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا من الميناء.

وأدى الخلاف بشأن السيطرة على الحديدة إلى التأخر في فتح ممرات إنسانية لازمة للوصول إلى عشرة ملايين يمني يواجهون المجاعة.

وأبلغ مصدر بالأمم المتحدة رويترز بأن الجانبين اتفقا خلال المرحلة الأولى على إعادة فتح الطرق الرئيسية التي تربط الحديدة بالعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها أنصار الله وفي تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية. وقال المصدر إنهما اتفقا كذلك على إتاحة الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر، التي يوجد بها نحو 50 ألف طن حبوبٍ من برنامج الأغذية العالمي تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.

وفي سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي على دعمه الثابت لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتنفيذ اتفاق ستوكهولم للتوصّل إلى تسوية سياسية مستدامة لإنهاء الأزمة في اليمن.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن أمس في بيان صحفي- تلقّت «عمان» نسخة منه- إن الاتحاد يقف إلى جانب الشعب اليمني ويظل ملتزمًا بدعم الأعمال الإنسانية والتنموية، مشيرة إلى أن النزاع الجاري يؤثّر على حياة الملايين من اليمنيين.

وقامت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن السفيرة أنطونيا كالفو بويرتا بمعية مسؤولين من فريق التنمية والتعاون في الاتحاد الأوروبي بزيارة عدن لبحث أنشطة التعاون التنموي المموّلة من قبل الاتحاد الأوروبي.

وأشار البيان إلى أن هذه الزيارة «تؤكد على دعم الاتحاد الأوروبي لليمن وشعبه وتشجّع الحكومة على اتخاذ خطوات لدعم التنمية الاقتصادية وتحسين سبل معيشة الناس».

والتقى وفد الاتحاد الأوروبي مع نائب رئيس الوزراء اليمني ووزراء الشؤون الاجتماعية والعمل، والتخطيط والتعاون الدولي، والصحة العامة والسكان والتربية والتعليم، ومحافظ عدن أحمد سالم ومسؤولين حكوميين آخرين لمناقشة المشاريع الحالية والمستقبلية في البلد.

كما عقد الوفد اجتماعات مع الشركاء المنفّذين للمشاريع وممثّلين عن هيئات الأم المتحدة ومنظّمات المجتمع المدني والمنظّمات الدولية غير الحكومية. وقال البيان: «سنحت الفرصة لوفد الاتحاد الأوروبي للالتقاء بمستفيدين من برنامج تعزيز الصمود المعيشي في الريف في اليمن، كما زار الوفد المتحف الوطني الذي يعد أحد المواقع المختارة التي تندرج تحت مشروع اليونيسكو لإعادة التأهيل والمموّل من قبل الاتحاد الأوروبي».