1136649
1136649
العرب والعالم

عشرات القتلى والجرحى في انفجارين بإدلب ... و«قسد» تؤكد: لا خيار أمام «داعش» غير الاستسلام

18 فبراير 2019
18 فبراير 2019

برلين تتعهد بمحاكمة المقاتلين العائدين من سوريا وفرنسا ترفض استعادتهم -

دمشق - عمان -بسام جميدة-وكالات:

قال مسعفون وشهود إن 15 شخصا لقوا حتفهم وأصيب العشرات في انفجارين وقعا أمس في وسط مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة بشمال غرب سوريا.

وأضافوا أن قنبلة جرى تثبيتها بسيارة متوقفة انفجرت بأحد الشوارع الرئيسية في المدينة وأن كثيرا من القتلى والمصابين من العاملين في الدفاع المدني الذين وصلوا إلى موقع الانفجار قبل لحظات من وقوع انفجار ثان في موقع قريب.وقال بعض الشهود إن الانفجار الثاني كان لقنبلة مثبتة بإحدى الدراجات النارية.

وأظهرت لقطات، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أفراد إنقاذ وهم ينتشلون جثثا ومصابين من المدنيين من بين حطام يحترق.

من جانبها تؤكد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»أنه لم يعد أمام تنظيم «داعش»المحاصر في نصف كيلومتر مربع في شرق سوريا إلا «الاستسلام»، في وقت يحضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيها المعتقلين لدى الأكراد.

وطالبت الإدارة الذاتية الكردية أمس الدول الأوروبية بعدم التخلي عنها، مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من إعلان انتهاء «الخلافة»، بعد سنوات أثار فيها التنظيم المتطرف الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية السبت حصار من تبقى من مقاتلي التنظيم في مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع في بلدة الباغوز بمحاذاة الحدود العراقية. وقالت إن قواتها تتحرك «بحذر» لوجود مدنيين محتجزين «كدروع بشرية» تزامناً مع تأكيدها أن «الخلافة» ستنتهي في غضون أيام. وقال مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي لوكالة فرانس برس الاثنين أنه خلال اليومين الأخيرين «لم تحصل أي تغييرات جدية في المعطيات على الأرض ما زلنا نعمل على ايجاد طريقة ما لاخراج المدنيين».

وأعلن مصدر ميداني مطلع على سير المعارك أمس رافضاً الكشف عن اسمه، أن التنظيم طلب ممراً آمناً للخروج من الباغوز، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المصدر «يطلب الدواعش المحاصرون فتح ممر لهم إلى إدلب (شمال غرب)، على أن يأخذوا المدنيين المتبقين معهم كدروع بشرية، لكن الأمر غير قابل للنقاش بالنسبة إلى قوات سوريا الديمقراطية».

ورفضت هذه القوات وفق المصدر ذاته، طلب مقاتلي التنظيم، وهو ما أكده المرصد السوري. ولم يتسن لفرانس برس الحصول على تأكيد رسمي من مسؤولين أكراد، إلا أن مصدراً قيادياً في قوات سوريا الديمقراطية أكد أمس عدم وجود أي مفاوضات مباشرة مع التنظيم.

وقال «لا يمتلك داعش خيارات ليتفاوض عليها لأنه محاصر في منطقة جغرافية ضيقة جداً وليس أمامه سوى الاستسلام» لافتاً إلى «محاولات» لإنقاذ المدنيين وعدد من المقاتلين التابعين لقواته «الرهائن» لدى التنظيم.

وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل أمس على جدول أعماله عدد من القضايا بينها «الوضع في سوريا خصوصاً على ضوء التطورات الأخيرة على الأرض».

وردت عواصم أوروبية عدة على تصريحات ترامب أمس الأول. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن إعادتهم في الظروف الحالية أمر «بالغ الصعوبة» ولا يمكن تنظيم عودتهم «ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فورا هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم».

وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه أمس إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين لاستعادة مئات من مقاتلي تنظيم «داعش» من سوريا، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ «كل حالة على حدة».

وقالت بيلوبيه لقناة فرانس 2 التلفزيونية «هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي... لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترامب)».

وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضا قاطعا.

ورأى وزير الدولة الفرنسي للداخلية لوران نونيز في تصريح تلفزيوني أنه «في كل الأحوال إذا عاد هؤلاء الأشخاص الى التراب الوطني، فجميعهم لديهم اجراءات قضائية جارية وسيتم تطبيق القانون بحقهم وحبسهم».

وتبدي العائلات والجهات الحقوقية قلقها من احتمال نقل الحهاديين من سوريا إلى العراق المجاور، الذي حكم على مئات الأشخاص بالإعدام أو السجن المؤبد لانضمامهم إلى التنظيم المتطرف.

ودعا أكراد سوريا الاثنين الدول الأوروبية إلى عدم التخلي عنهم. وقال ألدار خليل، القيادي الكردي البارز وأحد مهندسي الإدارة الذاتية في باريس «تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا». ورأى أنه يمكن لفرنسا ان تقترح على مجلس الأمن «نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون جزءاً منها، أو يمكنها حماية أجوائنا».

من جانبها ردت وحدات من الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي على خرق المجموعات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد ودمرت لهم مستودع ذخيرة وأوكارا في ريف إدلب. ففي ريف إدلب الجنوبي نفذت وحدات الجيش رمايات نارية بالأسلحة المناسبة على مناطق انتشار وتجمعات التنظيمات الإرهابية في محيط بلدتي خان شيخون ومعرة النعمان ودمرت خلالها مستودع ذخيرة وأوكارا للإرهابيين.

ورصدت وحدات من الجيش محاولات تسلل مجموعات إرهابية من محيط قريتي دير سنبل شمال غرب معرة النعمان وبداما في أقصى الريف الجنوبي الغربي باتجاه النقاط العسكرية التي تحمي المدنيين في المناطق الآمنة.

وتعاملت وحدات الجيش مع الإرهابيين المتسللين بضربات مركزة من سلاح المدفعية وردتهم على أعقابهم بعد تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.