1136217
1136217
المنوعات

محاضرة في مركز سناو الثقافي تحاول إنصاف دولة النباهنة وتتناول تناقضات ابن بطوطة

18 فبراير 2019
18 فبراير 2019

قدمها أحمد بن سعود السيابي -

كتب - سالم بن محمد البراشدي -

نفذ مركز سناو الثقافي الأهلي صباح أمس فعالية ثقافية تناولت «رؤية المؤرخين لدولة بني نبهان ودحض انتقادات ابن بطوطة» أقيمت الفعالية تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سالم المحروقي والي الدقم وسط حضور كبير.

وقدم د. مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مجلس الإدارة كلمة المركز رحب فيها بالحضور وذكر أهمية الفعالية ومنها تبصير الناشئة وإيضاح التاريخ العماني من خلال القراءة الواعية للتاريخ وتصحيح ما ذكر في ذلك. وتطرق رئيس مركز سناو الثقافي الأهلي إلى أبرز فعاليات المركز خلال هذا العام والتي تتناول عددا من المسارات الثقافية التي تخدم كافة شرائح المجتمع، ثم ألقى الشاعر زاهر بن سعيد السيابي قصيدة ترحيبية بالحضور.

بعدها قدم سعادة أحمد بن سعود السيابي أمين عام بمكتب مفتي عام السلطنة ورقة استعرض خلالها التعريف بالنباهنة وذكر سعادته أن هناك خلافا بين المؤرخين في تاريخ بداية دولة النباهنة وذكر أن الراجح هو القرن السادس الهجري وفترة حكمهم انقسمت إلى فترتين امتدت إلى ثلاثة قرون ونصف في الفترتين الأولى والثانية وأنهم وصلوا للحكم عن طريق الغلبة، واستطرد المحاضر في ذكر بعض القصائد التي قيلت في تلك الفترة وأرخت لتلك الحقبة ومنها كتب التاريخ العماني مثل كتاب قصص وأخبار جرت في عمان وكتاب ابن رزيق والإمام السالمي في كتابه تحفة الأعيان، كما أن هناك مصادر مساعدة في التاريخ العماني مثل الكتب الفقهية.

وفي رأي الأمين العام بمكتب المفتي، أن حكام النباهنة أخذوا طريق حياة الملوك التي تختلف عن الإمامة والتي جاءت عن طريق اختيار أهل الحل والعقد، ولكن قد تكون حدثت مبالغات في الغلو وسحب كل فضيلة عنهم، وأن فترة النباهنة التي امتدت لفترة طويلة لا بد أنها صاحبتها إنجازات ومبادرات قام بها ملوك النباهنة، ومن رأي الباحث أن الفترة الأولى كانت فيها إنجازات مثل مراعاة أحوال الناس وهذا ما يؤيده التاريخ، وذكر سليمان بن سليمان النبهاني والذي له فترتان ففي الأولى أخذ حياة اللهو والترف والفترة الثانية بعدما عاد من جزيرة القسم وهذه فترة أقرب إلى الواقع الإسلامي.

وتطرق إلى التحديات التي واجهت دولة النباهنة منها الصراع مع الأئمة والتحدي الخارجي والغزو الخارجي الذي وصل لثلاث غزوات. وقد حاور سعادة المحاضر د.موسى بن سالم البراشدي مدير دائرة تقويم المناهج بوزارة التربية والتعليم. كما تطرق إلى كلام ابن بطوطة والتناقضات التي وردت في أقواله ومنها ما يتعلق بحديثه عن مصيرة، ومنها ما ذكره من إخفاء العمانيين الإباضية لمذهبهم وهذا ينافيه التاريخ.

إضافة إلى ذكر ابن بطوطة أن العمانيين يخطبون بعد صلاة الظهر وقد رد المحاضر على ذلك. كما ذكر قوله : نساؤهم يكثرن الفساد وليس معهم غيره، وهذا الكلام مردود عليه فالعرب منذ الجاهلية لديهم غيرة فما بالنا بعد الإسلام وفي دولة أساسها الدين الإسلامي قبل العادات والتقاليد العربية، وتطرق إلى كثير من مقولات ابن بطوطة التي أوردها في كتاباته. وأرجع المحاضر أسباب كتابات ابن بطوطة لهذه المغالطات أن ابن بطوطة لم يجد الترحيب والاستقبال كما وجده في البلاد الأخرى وهذا راجع للخلاف المذهبي، حيث إن ابن بطوطة لم يذكر انه التقى بأحد علماء نزوى عندما زارها. وفي ختام المحاضرة فتح باب المداخلات للحضور.