صحافة

انهيار داعش سيشعل الصراع في المنطقة

18 فبراير 2019
18 فبراير 2019

انهيار تنظيم داعش يقابله إعادة ظهور تنظيم القاعدة حسب تصريح مدير المخابرات البريطانية إليكس يانغر الذي عبر عن قلقه بسبب الخطورة التي تنجم عن ظهور القاعدة من جديد مشيرا إلى أن العلاقات الأمنية بين بريطانيا وحلفائها في أوروبا تخيم عليها مشاكل مشتركة مثل التعامل مع المقاتلين المسلحين والعائدين إلى أوروبا بعد انهيار تنظيم «داعش».

وحول انهيار التنظيم نشرت صحيفة «أوبزيرفر» مقالًا كتبه سايمون تيسدال حول الآثار التي قد تترتب على سقوط آخر معاقل خلافة التنظيم المزعومة في شمال سوريا، قال فيه: إن «انهيار آخر معقل لخلافة داعش في سوريا سيبعث بموجات صادمة عبر المنطقة ويغير حسابات القوى الكبرى في الوقت الذي يتصارعون فيه على الغنيمة».

واعتبر الكاتب أن الاحتفاء المبالغ فيه بالنصر على التنظيم الإرهابي المتطرف، في واشنطن وموسكو ودمشق، قد يلقي بظلال معتمة على التكلفة البشرية للنصر المؤقت، كما يرى الكاتب أن مصدر القلق المباشر هو مصير المدنيين وبشكل أساسي النساء والأطفال الذين تم نقلهم من المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، حيث تم احتجاز العديد منهم رغمًا عنهم. وأشارت لجنة الإنقاذ الدولي المستقلة إلى أن ما يصل إلى 4 آلاف شخص يفرون باتجاه معسكر الهول للاجئين في شمال شرق سوريا، وعلى مدار 4 سنوات عانى معظمهم هؤلاء الفارين من أهوال داعش، والآن يصلون إلى الهول في غاية الجوع والجفاف، وهناك العديد من البلاغات عن عنف يرتكب ضد النساء والفتيات والأسر الذين تم عزلهم خلال الرحلة». وذكر الكاتب أن هناك خوفًا مما سوف يحدث مع مقاتلي التنظيم الأجانب ومؤيديهم الذين ربما يحاولون العودة إلى دولهم الأصلية، لتصبح بريطانيا وباقي الحكومات التي انضم كثير من مواطنيها إلى التنظيم أمام خيارات صعبة، وقال: إن «هناك تخوفا من أن عددًا كبيرًا من مقاتلي داعش ربما ينتقلون لإقليم إدلب في شمال غرب سوريا، وهي آخر المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة التي لا تخضع لحكم دمشق».

وذكرت الصحيفة أنه خلال السنوات الأخيرة أصبحت إدلب الملاذ الأخير للمقاتلين المهزومين والمسلحين، كما أنها أيضا موطن لثلاثة ملايين مدني سوري نصفهم نازحون من الداخل، ونقلت الصحيفة عن ليلى كيكي مسؤولة «الحملة السورية» الحقوقية قولها: «توزيع مقاتلي سوريا بين المدنيين في إدلب يعني أن الحقيقة التي يعرفونها بشأن من قتلوا وأخفوا وخطفوا لن تظهر، هؤلاء المقاتلون لا بد أن يجلبوا أمام المحاكم ليكشفوا ما يعرفونه عن الأعمال الوحشية التي ارتكبها التنظيم».

ويرى الكاتب أن نقل مقاتلي التنظيم من شأنه أن يعقد الجهود الرامية إلى قمع جبهة تحرير الشام التابع لتنظيم «القاعدة»، وهو الذي يسيطر الآن على معظم إدلب.

ويقول الناشطون: إنَّ هذا يمكن أن يمنح قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران مبررًا طال انتظاره لشن هجوم لاستعادة السيطرة على الإقليم، ما قد يؤدي إلى نزوح جماعي للاجئين نحو تركيا.

كما رأى الكاتب أن انهيار داعش يحمل تداعيات وخيمة على العراق الذي نجح بمساعدة دولية في طرد عناصر التنظيم من الموصل وغيرها من المدن في عام 2017. وأضاف: «لكنهم الآن يعيدون تجميع صفوفهم في المناطق السنية، ويمكن أن يشكلوا تهديدا جديدا خطيرا في وقت قريب. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية في الشهر الماضي».