1136673
1136673
صحافة

عودة «العروس الداعشية» تثير جدلا في الصحف البريطانية

18 فبراير 2019
18 فبراير 2019

«عروس داعش» أو «العروس الجهادية» لقب أطلقته الصحف البريطانية على الطالبة السابقة شاميما بيجوم التي تركت مدرستها وهربت من بيت أهلها في منطقة «بيثنل جرين» بلندن، وفرت لتنضم إلى تنظيم داعش في سوريا عام 2015، ومعها فتاتان أخريان، وكانت تبلغ من العمر 16 عاما في ذلك الوقت.

صحيفة «التايمز» انفردت بنشر تقرير كتبه مراسلها لود الهول من شمال سوريا بعنوان «أعيدوني إلى وطني»، حيث أجرى مقابلة حصرية مع شاميما بيجوم التي وجدها في مخيم للاجئين بسوريا بعد أن هربت من قرية «باغوز»، آخر معاقل التنظيم في شرقي سوريا، خوفا على جنينها فهي حامل في شهرها التاسع وتخاف أن تخسر طفلها كما خسرت طفلين لها من قبل بسبب المرض وسوء التغذية، كما أنها تؤكد أنها لم تعد تحتمل البقاء في المخيم وتريد العودة إلى بريطانيا.

وتؤكد بيجوم أنها ليست نادمة على سفرها إلى سوريا، وأنها تزوجت من رجل هولندي وعاشت في الرقة قبل سقوطها، ولم تكن تنزعج من رؤية رؤوس مقطوعة ملقية في سلة المهملات، وعندما سئلت عن قيام التنظيم بقتل الصحفيين والرهائن الأجانب وقطع رؤوسهم، قالت: «إنهم كانوا يمثلون خطرا أمنيا على دولة الخلافة، فقد يكونون جواسيس يدخلون سوريا بطريقة غير قانونية»، وترى أن دولة الخلافة قد انتهت.

وفي تقرير آخر لصحيفة «التايمز» بعنوان «عائلة عروس تنظيم داعش تقول: إن شاميما مصابة بمتلازمة ستوكهولم» جاء فيه أن العائلة تعتقدأنه يجب السماح لها بالعودة إلى بريطانيا، حيث يقول أقاربها إنها كانت شابة بريئة عندما انضمت إلى التنظيم، وإن أمها انهارت عندما سمعت صوت ابنتها على الهاتف، ووعدت بتقديم طعامها المفضل إذا عادت إلى المنزل.

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها «إن على الحكومة البريطانية اتخاذ قرار إن كانت بيجوم ضحية أكثر من كونها متواطئة»، لكن وزير الداخلية ساجد جافيد قال للصحيفة «إنه لن يتردد في منع عودة أولئك الذين دعموا المنظمات الإرهابية في الخارج».

وتقول صحيفة «ديلي اكسبريس»: إن عائلة شاميما بيجوم بدلا من أن تتفهم أن البريطانيين لا يرغبون في عودتها، فهم يطالبون بـ«الشفقة والتفاهم». كما أكدت صحيفة «مترو» في تقرير كتبته كيت باك بعنوان «المملكة المتحدة تغلق الباب على تلميذة داعش الهاربة التي ترغب في العودة إلى بريطانيا للولادة» أن شاميما ترغب في العودة لبريطانيا للتمتع بخدمات هيئة الصحة الوطنية أن اتش أس NHS لطفلها الذي لم يولد بعد، وأن وزير الداخلية ساجد جافيد حذر من أنه لن يتردد في إغلاق الباب على تلميذة حامل هربت للانضمام إلى تنظيم داعش، وأضاف أنها يجب أن تكون مستعدة للملاحقة القضائية إذا عادت للبلاد. وسلطت صحيفة «الصن» الضوء على الطريقة المتعجرفة التي قالت بها بيجوم: إنها ليست نادمة على السفر إلى سوريا، ووصفتها بـ«الوقاحة» و«المريضة» وأنها لا يجب أن تطأ قدمها بريطانيا مرة أخرى، وأن إقصاءها الدائم من بريطانيا هو خيار أمام المسؤولين، فيما قالت صحيفة «آي»: إن بيجوم قد تواجه السجن بسبب عضويتها في جماعة إرهابية.

أما صحيفة «ديلي تلجراف» فذكرت أن رغبة بيجوم في العودة للبلاد أثارت جدلا جديدا حول معاملة الجهاديين العائدين، وفي تقرير كتبه بن رايلي وربرت مينديك قال فيه: إن الولايات المتحدة «سئمت» من فشل المملكة المتحدة في تحمل مسؤولية إرهابييها المحليين، وإنها تخطط لإرسال مقاتلي داعش البريطانيين إلى خليج «جوانتانامو». وقالت الصحيفة أيضا: إن الغالبية العظمى من الجهاديين العائدين من سوريا يتم وضعهم في خطط إعادة تأهيل حكومية «سرية» بدلا من محاكمتهم.

وحدها صحيفة «ديلي ميل» التي أبدت ما يشبه التعاطف مع «العروس الجهادية» بيجوم، حيث قالت: إن العرائس الجهاديات الهاربات من انهيار تنظيم «داعش» في سوريا والعراق يريدون العودة إلى البلاد، وإن بريطانيا يمكن أن تُجبر على إعادتها، وربما يكون أمامها خيار ضئيل هو السماح بعودتها للمنزل حتى تتمكن من الرعاية الصحية الوطنية لطفلها.