1135626
1135626
العرب والعالم

نتانياهو يتحدث عن السلام مع الفلسطينيين للتطبيع مع العالم العربي

17 فبراير 2019
17 فبراير 2019

سلَّم حقيبة الخارجية لخصم يميني من الليكود -

القدس-رام الله (عمان) نظير فالح، (أ ف ب):

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس أنه سيتنازل عن حقيبة الخارجية ويسلمها لخصم يميني من حزبه «الليكود» هو إسرائيل كاتز.

وتأتي هذه الخطوة قبيل انتخابات 9 أبريل وفي أعقاب طعون قضائية أشارت إلى أن لدى نتانياهو «الذي يتولى وزارتي الصحة والدفاع» حقائب حكومية كثيرة.

وأفاد متحدث باسم «الليكود» أن نتانياهو ينوي تعيين كاتز قائما بأعمال وزير الخارجية بدون تقديم مزيد من التفاصيل.

ويتولى كاتز حاليًا وزارتي النقل والاستخبارات ولا يزال من غير الواضح إن كان سيتخلى عنهما.

ووصف تعيينه بأنه «لحظة مؤثرة»، وقال كاتز في بيان: «سنواصل إلى جانب رئيس الوزراء تطوير وقيادة سياسة إسرائيل الخارجية نحو مزيد من الإنجازات».

ولدى كاتز مواقف يمينية في ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وقال في الماضي: إن الظروف الحالية غير مواتية لحل الدولتين.

وفي 2017، دافع عن خطة قال معارضوها: إنها قد ترقى إلى ضم بحكم الأمر الواقع لعدد من المستوطنات اليهودية المحيطة بالقدس في الضفة الغربية المحتلة، لكن تم التخلي عن المقترح على الأقل في الوقت الراهن.

وطرح أفكارًا على غرار إقامة جزيرة قبالة قطاع غزة توفر بنى تحتية للجيب الفلسطيني المحاصر تشمل الكهرباء والمياه النظيفة.

ويروّج كاتز كذلك لخطة بناء سكة حديد تربط دول الخليج بالمتوسط عبر إسرائيل كجزء من مسعى لتطبيع العلاقات مع الدول العربية التي لا تربطها حاليًا علاقات رسمية بالدولة العبرية.

ويرى عدد من المحللين أن اختيار نتانياهو لكاتز هو جزء من مناورة سياسية تسبق انتخابات 9 أبريل.

ويعد كاتز (63 عامًا) عضوًا بارزًا ومؤثرًا في حزب الليكود، وسبق أن تحدث عن طموحه في أن يصبح رئيسا للوزراء لكن لا خطط لديه حاليا لمنافسة نتانياهو في الانتخابات، وتعد حقيبة الخارجية أكثر أهمية من منصبي كاتز الحاليين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتانياهو في طريقه نحو الفوز في الانتخابات رغم أنه يشكل محور سلسلة من التحقيقات المرتبطة بالفساد.

ويتوقع أن يعلن النائب العام خلال الأسابيع المقبلة إن كان سيوجّه اتهامات رسمية لرئيس الوزراء، وفي حال تم توجيه الاتهامات فعلا، فسيحدث ذلك هزة في الحملة الانتخابية ، وتولى نتانياهو (69 عامًا) منصب رئاسة الوزراء لـ13 عامًا.

من جهة أخرى، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أدلى بتصريحات لا رصيد لها أمام المشاركين في مؤتمر وارسو، الأسبوع الماضي، عندما قال إنه إذا توصلت إسرائيل إلى «سلام رسمي» مع الفلسطينيين، فإن هذا سيساعدها «بشكل هائل» من أجل إقامة علاقات مع العالم العربي. وقال نتانياهو، بحسب تسجيل صوتي لتصريحاته خلال اجتماع مغلق وأمام عشرات وزراء الخارجية وبينهم عرب، بثته الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» أمس، إنه «يوجد الآن تقدم في هذا الموضوع، وهذا الأمر يبني ثقة لدى الجمهور الإسرائيلي بأن سلامًا أوسع بالإمكان تحقيقه».

وتأتي أقوال نتانياهو في وقت لا يزال فيه مصيره السياسي مجهولًا، بسبب التحقيقات الجنائية ضده بشبهات فساد، إضافة إلى أن أي ائتلاف يمكن أن يشكله سيرفض التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، كون شركائه في أحزاب اليمين يرفضون قيام دولة فلسطينية، وعبروا عن رفضهم لخطة سلام أميركية رغم عدم اتضاح تفاصيلها حتى الآن.

وتطرق نتانياهو إلى خطة سلام تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طرحها وتعرف باسم «صفقة القرن». وقال: إن «لا يتعين على أحد أن يرفض خطة ترامب قبل طرحها، وننتظر في إسرائيل للاطلاع على التفاصيل الكاملة لهذه الخطة» التي يتوقع أن تُعرض بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية، التي ستجري في التاسع من أبريل المقبل.

وأضاف نتانياهو إنه «بالطبع نحن بانتظار رؤية كيف ستبدو الخطة بصيغتها النهائية، وستُطرح بعد الانتخابات في إسرائيل، وبإمكانكم أن تتخيلوا أن الانتخابات تأخذ مني بعض الوقت الآن.. لكنني لا أعتقد أن أيا منا ينبغي أن يرفض الخطة ويرفض هذه المبادرة للإدارة الأمريكية، قبل استعراضها».

وتطرق نتانياهو إلى الاتصالات بين إسرائيل ودول عربية في الخليج لا توجد علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل وتجري من خلال الموساد ومجلس الأمن القومي في مكتب نتانياهو، وقال في هذا السياق إنه «اعتدنا على الاعتقاد أن السلام هو طريق باتجاه واحد، ومن أجل أن يكون لإسرائيل سلام أو تطبيع مع العالم العربي، الأكبر، يجب أن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين، ولأن السلام مع الفلسطينيين لم يصل، فإننا عالقون بما يتعلق بالسلام العربي»، في إشارة إلى عدم قدرة إسرائيل إخراج علاقاتها مع دول عربية إلى العلن بسبب استمرار الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

لكن نتانياهو تابع أن هناك دولا عربية تجري محادثات واتصالات مع إسرائيل، من دون أن يسميها، وقال إنه «نلتقي مع زعماء عرب، مع وزراء خارجية عرب، ونتحدث عن إمكانية التحرك والطيران في الشرق الأوسط» في إشارة إلى موافقة السعودية (بحسب مصادر إسرائيلية) على عبور رحلا شركة الطيران الهندية في أجوائها متجهة إلى إسرائيل.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، وفقا للتسجيلات: إن «حل الصراع لن يحل كل مشاكل المنطقة، لكنه سيبدأ الطريق التي ستهدئ الخواطر وتبدأ خطوات لتعاون أقوى وظاهرة للعيان أكثر بين الدول».