1135701
1135701
العرب والعالم

برلين: الانتخابات الرئاسية في نيجيريا مهمة لإفريقيا وأوروبا

17 فبراير 2019
17 فبراير 2019

كلفة تأجيلها باهظة -

لاجوس- برلين- (أ ف ب - د ب أ): أعرب وزير التنمية الألماني جيرد مولر بأن الانتخابات الرئاسية في نيجيريا مهمة بالنسبة للاستقرار والتنمية في عموم إفريقيا وأوروبا.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أمس إن عدد سكان نيجيريا سيتضاعف خلال الإعوام الثلاثين المقبلة ليصل إلى نحو 400 مليون نسمة لتصبح الدولة الواقعة غرب إفريقيا ثالث أكبر دولة اكتظاظًا بالسكان على مستوى العالم.

وقال مولر: إن «الصراع المستمر دون حل مع جماعة بوكو حرام دفع ملايين النيجيريين إلى النزوح من بلادهم كما أنه تسبب في الفقر والجوع»، وتابع أن الآلاف من النيجيريين يرون في اللجوء إلى أوروبا هو المخرج الوحيد لأزماتهم.

ورأى الوزير الألماني أن «السلام والاستقرار في نيجيريا يمسانا اليوم بشكل مباشر في ألمانيا وأوروبا»، ولفت إلى أن بلاده ستواصل تعزيز تعاونها مع نيجيريا «بعد انتخابات ناجحة».

ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا في الثالث والعشرين من الشهر الجاري فيما ستجرى الانتخابات المحلية في الثالث من مارس المقبل.

وطالب الرئيس النيجيري محمدو بوهاري ورئيس المعارضة عتيق أبو بكر، أنصارهما بالتزام السلمية بالرغم من تأخر إجراء الانتخابات.

ولا يزال النيجيريون مصدومين، غداة الإعلان المفاجئ عن إرجاء الانتخابات العامة قبل ساعات من موعدها المقرر، ما يعني خسائر مالية كبيرة بحسب خبراء اقتصاديين.

وكانت شوارع لاجوس العاصمة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي تعدّ 20 مليون نسمة، فارغة صباح الأحد بعد خيبة الأمل والغضب اللذين أثارهما إرجاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وندد المرشحان الأساسيان للانتخابات الرئاسية وهما الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري ومنافسه الرئيسي من المعارضة عتيق أبو بكر، بهذا الإرجاء داعيين أنصارهما إلى الهدوء.

بطالة وفقر مدقع

وفي هذا البلد الغارق في البطالة والفقر المدقع، حيث يشكل التنقل عبئًا ماديًا بالنسبة لكثيرين، غادر عشرات آلاف الأشخاص المدن التي يعيشون فيها من أجل المشاركة في عملية الاقتراع، متوجهين إلى مناطقهم الأصلية، حيث سُجلت أسماؤهم على اللوائح الانتخابية.

ومنذ الجمعة الأخيرة أغلقت معظم الشركات أبوابها وكذلك مرفأ لاجوس الذي يُعتبر نقطة الدخول في هذا البلد الذي يعدّ 190 مليون نسمة وهو أول اقتصاد في إفريقيا، للسماح للموظفين بأن يتمكنوا من مغادرة مراكز سكنهم.

وأغلقت المطارات والحدود البرية أيضًا.

وقال مدير غرفة التجارة في لاجوس يوسف مودا «لا يمكن تصور كلفة هذا الإرجاء. الاقتصاد كان متباطئًا الجمعة وهو مشلول بالكامل السبت»، مقدّرًا الخسارة المالية بـ1.5 مليار دولار.

ورأى أن القطاع البحري سيكون الأكثر تضررًا وأن هذا الإرجاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإبطاء في قنوات الاستيراد والتصدير المزدحمة في الأصل بسبب نقص البنى الأساسية. وقال الخبير الاقتصادي النيجيري بيسمارك ريوان «ما سيكون الأكثر كلفة بالنسبة إلينا هو سمعتنا». وأَضاف: «لقد تراجعت ثقة المستثمرين».

وكان يتوقع مشاركة أكثر من 84 مليون نيجيري في الاقتراع في نحو 120 ألف مركز أمس الأول لانتخاب رئيس جديد للدولة وأعضاء مجلس النواب الـ360 وأعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 109. واجتمعت اللجنة الانتخابية ليل الجمعة السبت بشكل طارئ وأعلنت إرجاء الانتخابات إلى 23 فبراير قبل ساعات من الموعد المقرّر لفتح مراكز الاقتراع.

وقال رئيس اللجنة محمود يعقوب: «من أجل ضمان إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وذات صدقية لم يعد ممكنا تنظيم الاقتراع كما كان مقرّرًا»، بعد أيام فقط من تأكيده أن كل شيء سيكون جاهزاً في يوم الانتخابات.

وأعلن أنه يتحمل «المسؤولية كاملةً» عن هذا الإرجاء، نافيًا أي «تدخل سياسي».

استمرار الاشتباكات

ميدانيًا قتل خمسة من مسلحي جماعة بوكو حرام وأربعة جنود في شمال شرق نيجيريا، بحسب ما أعلن الجيش أمس في اشتباكات بين الجنود والمسلحين.

وصرح المتحدث باسم الجيش صغير موسى أن خمسة مقاتلين متمردين قتلوا أثناء محاولتهم السيطرة على قاعدة عسكرية في بوني يادي، في ولاية يوبي قرابة الساعة السادسة مساء (17.00 ت غ) أمس الأول.

وأضاف: إن «ضابطا وثلاثة جنود سقطوا خلال الاشتباك، كما أصيب خمسة جنود وهم في حالة مستقرة وتلقوا العلاج في سيارة إسعاف ميدانية».

وقال إن المتمردين كانوا مدججين بالسلاح ويستقلون أربع شاحنات عليها رشاشات، وعربتين مدرعتين، لافتا إلى أن الجنود صادروا أسلحة وذخيرة. واستهدفت قاعدة بوني يادي في السابق. ففي يناير صرح مصدران في الجيش لوكالة فرانس برس أن فصيلا من بوكو حرام مرتبطا بتنظيم داعش قتل أربعة جنود في هجوم تم صده بعد استدعاء دعم جوي.

وفي الأشهر الأخيرة وقعت موجة هجمات في بوني يادي القريبة من الحدود مع ولاية بورنو، مركز القتال منذ 2009.

وتلقى مسؤولية معظم تلك الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية وجنودا على تنظيم داعش في ولاية غرب أفريقيا الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من هذه الهجمات.