1134616
1134616
العرب والعالم

بنس يحض الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بجوايدو رئيسا لفنزويلا بالوكالة

16 فبراير 2019
16 فبراير 2019

مادورو يتهم الولايات المتحدة «بسرقة» المليارات وتقديم «الفتات»

عواصم - (رويترز - أ ف ب) - حض نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أمس الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بخوان جوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا.

وقال بنس أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ «علينا جميعا أن نقف مع الشعب الفنزويلي حتى استعادة الحرية والديمقراطية بالكامل .. لذا، نحض اليوم الاتحاد الأوروبي على الوقوف إلى جانب الحرية والاعتراف بخوان جوايدو رئيسا شرعيا وحيدا لفنزويلا».

وقال بنس إنه بعد أن أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف برئيس البرلمان رئيسا لفنزويلا «حذت 52 دولة بينها 30 من حلفائنا الأوروبيين حذو أمريكا».

وشدد قائلا «لكن حان الوقت لباقي دول العالم أن تقدم على ذلك».

وأضاف «مرة أخرى يمكن لعالم واحد أن يتخذ موقفا مؤيدا للحرية في العالم الجديد».

توقيت الإطاحة

من جهته قال مبعوث المعارضة الفنزويلية إلى الولايات المتحدة إنه ليس هناك من يستطيع أن يحدد المدة التي ستستغرقها الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو لكن جهود إنهاء حكمه «لا تراجع عنها» على الرغم من الإخفاق حتى الآن في إقناع الجيش بالتخلي عنه.

ورفض كارلوس فكتشيو ممثل زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو في مقابلة مع رويترز في واشنطن الاعتقاد بأن الحملة التي دعمتها الولايات المتحدة للإطاحة بمادورو سلميا واجهت طريقا مسدودا منذ أن أعلن جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.

وتوقع فكتشيو أن ينقلب الجيش الفنزويلي في النهاية ضد الرئيس الاشتراكي. وبقي ولاء الجيش لمادورو على الرغم من دعم دولي واسع النطاق لجوايدو.

وقال «ما الذي سيحدث؟ لا أعلم ... لا يملك أحد بلورة سحرية» لكنه أضاف «إننا في عملية تغيير لا يمكن التراجع عنها... الوقت ليس في صالح مادورو».

وكانت التوقعات في البداية تشير بقوة في الداخل والخارج إلى أن مادورو سيتنحى سريعا بعد أن طعن جوايدو في حكمه في 23 يناير من خلال بنود دستورية قائلا ان الانتخابات التي أسفرت عن إعادة انتخاب مادورو في 2018 كانت صورية مما دفع مئات الآلاف للاحتجاج في الشوارع.

كما سارعت الولايات المتحدة والكثير من دول الجوار وعشرات الدول الأخرى للاعتراف بجوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا.

لكن مادورو، الذي اتهم جوايدو بتدبير انقلاب بتوجيهات أمريكية، احتفظ بدعم روسيا والصين والسيطرة على مؤسسات الدولة ومن بينها قوات الأمن.

وقال مسؤول أمريكي سابق كبير في واشنطن إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ربما استخفت بتعقيدات الموقف في فنزويلا خاصة صعوبة تحريض الجيش على العصيان إذ يشتبه في أن الكثير من الضباط يستفيدون من الفساد وتهريب المخدرات.

وسعت واشنطن لدعم جوايدو من خلال إرسال مساعدات إنسانية إلى الحدود الكولومبية مع فنزويلا لكن مادورو منع دخول الشحنات للسكان الذين يعانون من نقص في الأغذية والأدوية.

ولم تتوصل المعارضة الفنزويلية بعد لوسيلة تدخل بها تلك الشحنات إلى البلاد لكن فكتشيو كرر تعهدا أعلنه جوايدو في الآونة الأخيرة بأن يكون 23 فبراير تاريخا أساسيا في محاولات إدخال الإمدادات عبر الحدود.

لكن فكتشيو قال إن المعارضة ليس لديها خطة بديلة إذا أخفقت جهودها وأضاف «لن يكون هناك على الإطلاق خطة بديلة... هناك فقط الخطة الأساسية ... التخلص من النظام الدكتاتوري ومواصلة الكفاح لحين رحيله».

وقال إن المعارضة لم تتواصل بشكل مباشر مع الصين وروسيا أكبر جهتين تدعمان مادورو.

وقال إن على الصين وروسيا إدراك أن تغيير الحكومة في فنزويلا سيعود على الدولتين بالنفع من خلال وجود شريك يمكن الاعتماد عليه ماليا.

في الأثناء شن نيكولاس مادورو هجوما على الولايات المتحدة التي اتهمها «بسرقة» مليارات الدولارات وتقديم «الفتات» في المقابل، بينما فرضت واشنطن عقوبات على خمسة مسؤولين مقربين من الرئيس الفنزويلي.

وتتكدس أطنان من المساعدات في كولومبيا على مقربة من الحدود مع فنزويلا. وقد تعهد زعيم المعارضة خوان جوايدو تحدي محاولات مادورو منع دخولها إلى البلاد.

وقال مادورو خلال فعالية في بلدة سيوداد بوليفار بجنوب شرق البلاد «إنه فخ، يقدمون استعراضا بأغذية عفنة وملوثة». وأضاف «لقد سرقوا ثلاثين مليار دولار ويعرضون أربع كسرات من الأغذية العفنة».

وفي وقت لاحق الجمعة طلب مادورو من الجيش الاستعداد للقيام «بانتشار خاص» لتعزيز الحدود مع كولومبيا وجعلها «منيعة».

وقال «لست أبالغ. في البيت الأبيض أعلن دونالد ترامب وإيفان دوكي (رئيس كولومبيا) خططا لحرب ضد فنزويلا»، في إشارة إلى لقاء الأربعاء الماضي الذي كرر فيه الرئيس الأمريكي بأن «جميع الخيارات» مطروحة فيما يتعلق بفنزويلا.

وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء.

ووصف مادورو (56 عاما) الذي اختاره سلفه الاشتراكي هوغو تشافيز، الوضع في فنزويلا بأنه «حرب الأوليجارشية».

وتستهدف العقوبات الأمريكية بشكل رئيسي شخصيات مرتبطة بالنظام وشركة النفط الحكومية «بيديفيسا»، مصدر الحكومة الرئيسي للدخل. لكن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت الجمعة فرض عقوبات على خمسة مسؤولين من الاستخبارات والأمن مقربين من مادورو.

نزاع حول المساعدات

قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن المستهدفين بالعقوبات «مرتبطون بالرئيس غير الشرعي السابق نيكولاس مادورو الذي (يواصل) قمع الديمقراطية واللاعبين الديمقراطيين في فنزويلا».

ومن بين الشخصيات الخمس مانويل كويفيدو، الذي تصفه الخزانة بالرئيس «غير الشرعي» لبيديفيسا.

وأصبحت المساعدات الإنسانية أحد محاور في الصراع بين مادورو وجوايدو.

فقد وعد زعيم المعارضة بإدخال المساعدات في 23 فبراير. ومن جهته يرفض مادورو السماح بدخولها. ويقطع جيشه الموالي له جسرا حدوديا بين فنزويلا وكولومبيا.

ويصر الزعيم الاشتراكي على أن المساعدات ليست سوى غطاء لغزو عسكري أمريكي مخطط له، فيما يؤكد غوايدو إن 300 ألف شخص قد يموتون ما لم تصل المساعدات الضرورية. وقال جوايدو «دفعنا ثمنها بأموالنا لأننا لا نتسول من أحد».