1134036
1134036
الرياضية

صحم تتوج بالسيف الذهبي والخابورة بالفضي في ختام مهرجان الهجن

16 فبراير 2019
16 فبراير 2019

صحم - أحمد البريكي -

رعى معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية ختام فعاليات المهرجان السنوي الثامن لركض العرضة للهجن الأهلية والخيل بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة والذي أقيم بمشاركة حوالي 750 ناقة وبحضور سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة وسعادة الشيخ عوض بن عبدالله المنذري والي صحم وعدد من أصحاب السعادة وأعضاء والمجلس البلدي والمشايخ والرشداء وأعيان ولاية صحم وعدد كبير من المدعوين ومحبي رياضة الهجن، وذلك على ميدان البهجة المخصص لركض عرضة الهجن والخيل وبدعم وتنظيم من مجموعة البادي للاستثمار القابضة التي دأبت على إقامة هذا المهرجان سنويا والتي تجمع السلالات الأصيلة من الهجن والخيل على مستوى ولاية صحم وولايات محافظة شمال الباطنة.

بدأت العرضة بتقدم أصحاب الإبل والخيل وهم يمتطون نوقهم الأصيلة مرددين فن الهمبل والتغرود البدوي وسط حرص من أصحاب الإبل على تزيين الهجن المشاركة لتضفي عليها جمالا وتميزا وعراقة أثناء السباق، بعد ذلك انطلقت كل ناقتين مع الأخرى لمسافة قصيرة تكونا متلازمتين حتى خط النهاية، وكان امتطاء النوق جلوسًا ووقوفا، ولقد تميز السباق بالإثارة والحماس والتنافس بين النوق المشاركة حيث أظهر ركبي الهجن علامات التميز والحماس من خلال قوة شده للخطام والخزام.

ويعتبر مفهوم ركض عرضة الهجن والخيل من الموروث والتراث الوطني الذي لا يقتصر في المحافظة على القلاع والحصون والبيوت الأثرية وغيرها من الأشياء المادية وإنما يتناول أساس الموروث المعنوي من عادات وتقاليد ونحوها مما ينتقل من جيل إلى آخر.

وأن سباقات الهجن وركض العرضة هي من الرياضات العربية الأصيلة المشهورة في الشرق الأوسط وخصوصا في منطقة الجزيرة العربية والتي من بينها السلطنة.

وقد انطلقت فعاليات المهرجان منذ يوم الخميس واستمر على مدار ثلاثة أيام متتالية وتزامنت معها إقامة سباق الهجن العمانية (الفطامين) على مستوى السلطنة وإقامة الحفل التراثي والفنون الشعبية العمانية الأصيلة.

وقد حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على أن تكون هذه الفنون حاشرة ضمن فعاليات المهرجان، حيث تم تخصيص أمسية لهذه الفنون التراثية في جانبها البدوي المرتبط بشؤون بحضور سعادة الشيخ عوض بن عبدالله المنذري والي صحم بالإضافة إلى تكريم المشاركين واللجان المنظمة للمهرجان.

وشهد راعي المناسبة والحضور عدد من الفقرات في اليوم الختامي والتي تضمنت كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان والتي ألقاها سعادة المهندس محمد بن خميس البادي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صحم قال فيها: نرحب بالضيوف في بدايات العام الجديد مع أول المحافل التراثية المختلفة إيمانا بالدور الاجتماعي الذي يتوجب قيامه من قبل كافة مؤسسات القطاع الخاص تجاه أبناء هذا الوطن الغالي، وأضاف: لقد حرصت مجموعة البادي للاستثمار القابضة في كل عام وفي مثل هذا الوقت من السنة أن تقيم أول المحافل التراثية والموروث الأصيل وهو ركض عرضة الهجن والخيل الأهلية في نسختها الثامنة على التوالي بمشاركة أكثر من 750 ناقة من مختلف ولايات محافظة شمال الباطنة، تابعة لأهالي وأبناء هذه الولايات من المهتمين بتربية الإبل والخيل والاعتناء بها والمحافظة على موروث آبائهم وأجدادهم في نسخة هذا العام أقامت مجموعة البادي للاستثمار القابضة، إقامة سباق للفطامين على مستوى السلطنة في ميدان سيح الطيبات، خصصت لها اللجنة المنظمة للحفل عددا من الأشواط، تمثلت في إقامة 5 أشوط خاصة لأبناء ولاية صحم، منها شوطان للصعوب لم يسبق لها المشاركة، و3 أشواط أخرى للمشاركات، فيما خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان لهذا العرض أيضا 10 أشواط مفتوحة لجميع ولايات السلطنة، ورصدت لهذا السباق جوائز عدة للمركز الأول من كل شوط، وكذلك المراكز الأخرى، كما اشتمل مهرجان العرضة هذا العام على العديد من الفعاليات التي أعدتها اللجنة المنظمة منها المسابقات التراثية المتنوعة، وسباق عرضة الهجن والخيل، ومسابقات أفضل النوق وأجمل العتاد، ومشاركة الخيل العماني الأصيل التابعة لأبناء ولاية صحم، في إثراء هذه الاحتفالية السنوية المميزة.

إنجاز جديد

وقال سعادته في كلمته: إن الإنجاز الجديد الذي حققته السلطنة والذي تمثل في إدراج عرضة الخيل والإبل في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، في الاجتماعات الأخيرة التي أقيمت في جمهورية موريسيوش في نهاية العام المنصرم 2018، ضمن أعمال الدورة الـ13 من اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، يعد شاهدا على ثراء الحضارة العمانية وتنوع عطائها وشموليته، فهنيئا لعمان هذا الإنجاز الذي تحقق في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ضمن سلسلة من الإنجازات العظيمة التي تحققت لعمان بفضل الله تعالى ثم بفكر مولانا السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه - لرقي هذا البلد وأبنائه.

ثم توالت فقرات الحفل بدخول الهجن والخيل المشاركة في مسابقة المجموعات والفرق الحماسية وفن العيالة والتغرود وفن العازي وركض العرضة وفقرة الترويض وأدب الهجن بالإضافة إلى اللقاء عدد من القصائد الشعرية الوطنية واختتمت فعاليات المهرجان باللوحة الختامية لفن العازي.

تتويج الولايات

استطاعت ولاية صحم الفوز بالمركز الأول في مسابقة ركض عرضة الهجن ونالت جائزة السيف الذهبي ومبلغ مالي وحصلت ولاية الخابورة على المركز الثاني ونالت جائزة السيف الفضي ومبلغ مالي، فيما جاءت ولاية السويق في المركز الثالث وجائزته (خنجر عماني) ومبلغ مالي فيما جاءت ولاية صحار في المركز الرابع ومبلغ مالي وفي المركز الخامس جاءت ولايتي لوى وشناص.

وقام راعي المناسبة في ختام الحفل بتقديم الهدايا والجوائز للفائزين والمشاركين في نجاح فعاليات المهرجان.

وقال الشيخ: خميس بن عبدالله بن علي البادي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان: إن من منطلق المسؤولية المجتمعية تحرص مجموعة البادي للاستثمار، على إقامة وتنظيم العديد من المناشط الاجتماعية المتنوعة بالولاية ومن ضمنها، مهرجانات سباقات الهجن الأهلية العمانية والخيل العربية الأصيلة، وذلك للحفاظ على استمراريتها وتطويرها سنويا، إيمانا من أعضاء مجلس إدارة المجموعة وتقديرًا للمستوى المشرف الذي وصل إليه أبناء ولاية صحم وأبناء السلطنة عموما في محافل وميادين سباقات الهجن العمانية والخيل العربية الأصيلة داخل السلطنة وخارجها، ليتجدد هذا المهرجان التراثي لهذا العام في دورته السنوية الثامنة بالعديد من المناشط التراثية، وحيث يهدف في المقام الأول إلى تشجيع ملاك ومربي الهجن الأهلية العمانية والخيل العربية الأصيلة والمهتمين بهذه الرياضة الشعبية العريقة التي يعتز ويفخر بها كل العمانيين.