1133909
1133909
الرياضية

نجاح كبير لمهرجان السباق التقليدي للخيل بأدم

16 فبراير 2019
16 فبراير 2019

بمشاركة 65 خيلا في استعراضات وفنون تقليدية -

أدم : ناصر الخصيبي -

شهد مضمار نادي سباق الخيل والفروسية بولاية أدم مساء أمس الأول فعاليات المحطة الرابعة لمهرجان رياضات الخيل التقليدية الذي يعكس الأصالة والتمسك بالموروث العماني والذي نظمته إدارة نادي أدم للفروسية (قيد الإشهار) بالتعاون مع الاتحاد العماني للفروسية، برعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية بحضور السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة اتحاد الفروسية وعدد من أصحاب السعادة والمكرمين أعضاء مجلس الدولة والشيوخ والرشداء وأعيان الولاية وعدد كبير من الجمهور والمهتمين بتربية الخيول العربية الأصيلة ومروضي ومحبي رياضة الخيول من داخل الولاية وخارجها من مختلف محافظات وولايات السلطنة وحضور من الدول الخليجية والأجنبية، كما شارك في هذه الاحتفالية حوالي 65 خيلا من ولايات منح ونزوى وبهلا والحمراء والمضيبي وإبراء ونيابة سناو.

بعد عزف السلام السلطاني بدأت فعاليات المهرجان بالاستئذان من راعي المناسبة والحضور بدخول ثلاثة فرسان مستأذنين راعي المناسبة ببدء المهرجان وبعد إعطائهم إشارة البدء انطلقت بها الفعاليات المتنوعة.

دخول الفرسان

دخل الفرسان في مجموعة واحدة في صفوف متراصة إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب وهم يرددون فن همبل الخيل وهو أحد الفنون التراثية الجميلة المرتبط برياضات الخيل التقليدية.

كلمة وتدشين

بعدها ألقى الشيخ الدكتور محمود بن سيف المحروقي نائب رئيس نادي أدم للفروسية كلمة النادي مرحبا فيها بالضيوف والحضور مؤكدا في كلمته أن الترابط الكبير بين الإنسان العماني والخيل العربية ضارب في عمق التاريخ فقد اعتنى العمانيون بالخيل من منطلق عقيدتهم الإسلامية التي حثت على اقتناء الخيل والاستعانة بها في الدفاع والذود عن حياض الإسلام بقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) ومشيرا إلى أن نبي الله سليمان عليه السلام أهدى أزد عمان الحصان زاد الراكب ومنه انحدرت الخيول العربية الأصيلة التي نعرفها اليوم ومستطرقا إلى أنه قد اقتنى العمانيون الخيل وأكرموها لذكائها وجمالها وقد عرفت ولاية أدم الخيول العربية الأصيلة منذ القدم فقد كانت الولاية محطة مهمة في رحلة الشتاء والصيف وكان بها أحد أنشط الأسواق في ذلك الوقت حيث إن الخيول كانت إحدى الوسائل المهمة للتنقل في هذا الخط التجاري القديم وربما أن الخيل كانت إحدى الوسائل المهمة التي استعان بها أهل أدم لصد هجمات القرامطة عن الولاية فقد كانت الخيول شريكا أساسيا للإنسان العماني في السلم والحرب وبعد الكلمة تم تدشين الشعار الجديد للنادي والذي صمم ليعكس تراث الولاية وارتباطه بالخيل العربية الأصيلة في مضامير الحياة ومضامير السباق.

محورب الخيل

قامت الخيول بشموخها وكبريائها وعنفوان الفرسان وهم يرددون على صهوات جيادهم الشعر الحماسي الذي يعبّر عن الشهامة والحماسة والشجاعة في ملحمة استعراضية بكلماتهم العذبة ويطلق عليه محورب الخيل ويسمى التحوريب، كما يطلق عليها محليا الترويس أو الملاعب يؤدى بشكل طولي يشكل فيه الفرسان سلسلة متواصلة ويقومون بالدوران على جانبي الميدان ثم يقفون عند بداية الميدان (راس المركاض) استعدادًا لبدء مشاهد ركض العرضة.

ركض العرضة

تميز ركض العرضة أو ما يطلق عليها الركضة التقليدية أو ركضة الحشمة بالإثارة والتشويق فقد كانت حاضرة والتي يحرص فيها جميع الفرسان على المشاركة لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارس بمهارته الفردية مع الخيل أو فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرًا لاشتهار السلطنة بها حيث أظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز بثقتهم وقدراتهم تقديم أفضل الاستعراضات وإن دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.

السباق التقليدي

اشتمل المهرجان على شوطي للسباق التقليدي لمسافة 1000 متر وتميز السباق ارتداء الزي العماني التقليدي والسرج العماني التقليدي فقد حصلت في الشوط التقليدي الأول الخيل أثير على المركز الأول لمالكها وفارسها سلطان بن سيف البوسعيدي من ولاية منح والمركز الثاني حصلت عليه الخيل زعيم لمالكها وفارسها سهيل بن حامد الشكيلي من ولاية بهلا والمركز الثالث نالته الخيل ورغبان لمالكها عبدالله بن محمد المسكري وفارسها عامر بن عبدالله المسكري من ولاية إبراء.

أما الشوط التقليدي الثاني فقد حصلت الخيل نعامة على المركز الأول لمالكها وفارسها محمد بن سالم البلوشي من ولاية منح، أما المركز الثاني فحصلت عليه الخيل سلطانة لمالكها وفارسها سلطان بن حمود من ولاية المضيبي والمركز الثالث حصلت عليه الخيل ميراج لمالكها وفارسها إبراهيم بن يحيى العزري من ولاية منح.

خيالة المدرعات

كما قدم فرسان خيالة مدرعات سلطان عمان عددا من الاستعراضات الجميلة على خيولهم والتي نالت استحسان الحضور تمثلت في مهارات الفروسية والتقاط الأوتاد بالسهام والسيف عكست مهاراتهم وتفوقهم في هذه الرياضات الدولية الجميلة والنتائج المتميزة التي تحققت فيها محليا ودوليا.

اسرجها وتوكل

تميزت مسابقة (اسرجها وتوكل) بأنها فريدة من نوعها وهي مسابقة استحدثتها الولاية على مدى 3 سنوات الماضية تتمثل في تنافس الفرسان فيما بينهم وكل بمفرده يقوم بتسريج الخيل من خلال وضع زانة الخيل بداية من الصريمة واللجام والسرج ليركب الفارس خيله بنفسه مرتديا الملابس التقليدية العمانية حيث فاز بهذه المسابقة الفارس نصر بن ناصر المفرجي على الخيل جسور.

تنويم الخيل

بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية مؤدين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها يشاؤون حيث إن تنويم الخيل بالطريقة العمانية التقليدية الصحيحة أن ينزل الفارس من على صهوة خيله قبل أن يشرع في عملية تنويمها ومارس العمانيون هذه المهارة قديما لدواعي لها علاقة بالحروب والغارات، حتى لا يرى العدو الخيل وبالتالي تكون هدفًا سهلا لقتلها وقتل فارسها، لذا يقوم الفرسان باستخدام الخيل كجهاز استشعار بالخطر القادم حيث إن الخيول لديها حاسية استشعار الخطر قبل حدوثه فعندما تتحرك الخيل وهي مستلقية على الأرض يدرك الفارس من فورها أن هناك خطرًا ما أو شخصًا قادم وقد نال ذلك استحسان الحضور.

قصائد وفنون

تخللت فعاليات المهرجان مجموعة من الفنون التقليدية قدمتها فرقة الشهباء للفنون التقليدية والتي أبدعت بأدائها وبكلماتهم الشجية والعذبة والتي تناغمت فيها زينة الخيل مع حوافرها ومعبّرة عن الغبطة والسعادة وتمثلت في فني الرزحة والعازي بالإضافة إلى فرقة القربة بالولاية بالإضافة إلى تقديم القصائد الشعرية التي عبّرت عن المناسبة فقد تخلل شوطي السباق التقليديين قصيدة نبطية ألقاها عمار بن سعيد بن سعود العثماني بعنوان ناقوس القوافي.

التكريم وتبادل الهدايا

وفي نهاية المهرجان قام سعادة الشيخ راعي المناسبة بتكريم ضيوف الشرف والداعمين المتعاونين وعدد من الجهات والمساهمة في نجاح الحدث، كما تم تبادل الهدايا التذكارية بين الاتحاد العماني للفروسية وبين نادي أدم للفروسية وتقديم الهدايا التذكارية لراعي المناسبة واختتم المهرجان بتشكيل الفرسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم أمام المنصة الرئيسية وهم متوشحون الزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية مع راعي المناسبة والحضور.

متابعات توثيقية

كان لتغطية الحدث حضور في المهرجان من خلال الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية وكذلك التغطيات التوثيقية للهواة والمحبين لمجال التصوير بالإضافة إلى التغطية المباشرة للحدث بتصويره عبر طائرة بجهاز التحكم والتي حلّقت في سماء المضمار كما صاحب الحدث التعليق المباشر على مجريات شوطي السباق التقليدي بصوت محمود بن عامر المحروقي، أما فقرات المهرجان كانت بصوت عبدالله بن سالم بن الهنة الهاشمي.

منافسات مثيرة

الجدير بالذكر أن ولاية أدم بمحافظة الداخلية تعتبر المحطة الرابعة لمسابقة رياضات الخيل التقليدية التي ينظمها الاتحاد العماني للفروسية لهذا الموسم 2018/‏‏2019م بعد ولاية لوى وولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية وولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنة، وستحتضن المحطة الخامسة ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية الأول من مارس المقبل والفعالية السادسة بولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية في 15 مارس المقبل، أما ختام الموسم والمسابقة السابعة فستكون بولاية المضيبي بنيابة سناو بمحافظة شمال الشرقية في 12 من أبريل.

إحياء وتطوير

تأتي إقامة هذه المسابقة التي يشرف عليها الاتحاد العماني للفروسية في نسختها الرابعة بطابع مختلف هذا الموسم وبتنظيم كامل من قبل لجان الفروسية بالولايات وبمشاركة خيول من مختلف ولايات المحافظة التابعة لها الولاية المقام عليها الفعالية، وهي تعتبر تكملة للمشوار الذي بدأه الاتحاد في السنوات الماضية من أجل المحافظة على هذه الرياضة العريقة، كما تأتي لإتاحة الفرصة أمام ملاك وفرسان الخيل للتجمع والمشاركة في إحياء هذه الرياضة العريقة وبالفعل يسعى الاتحاد إلى تطوير رياضات الخيل التقليدية لنشرها بشكل أوسع.

لجنة التقييم

تواجدت لجنة التقييم الخاصة بالمسابقة على أرض مضمار نادي أدم للخيل والفروسية حيث قام الاتحاد بوضع عدد من الاشتراطات عند الإعلان عن المسابقة من أجل ضمان إقامـــــتها بالصورة المطلوبة وسمح لأندية ولجان الفروسية بالولايات تقديم طلب استضافتها لهذه المسابقة، كما شكلت لجنة للتقييم والتحكيم وكانت متواجدة أثناء المسابقة ووضع النقاط على كل الفقرات والأمور المتعلقة بالمسابقة وسيتم الإعلان عن النتائج الخاصة بالمسابقة مع نهاية الموسم الحالي، وتتكون اللجنة من مجموعة من الأشخاص الذين لهم باع طويل في هذا الجانب وهي لجنة محايدة تتبع الاتحاد.