mahmod
mahmod
أعمدة

الأوبئة .. مدى خطورتها .. طرق الوقاية منها

14 فبراير 2019
14 فبراير 2019

د. محمود الرحبي - استشاري أول طب الطوارئ -

تناولنا في الجزء الأول من مقالنا التعريف بالأوبئة ومسبباتها والفرق بينها وبين الأمراض المعدية ، ومراحل انتقال الأوبئة وسنتطرق في هذا الجزء إلى استعراض مدى خطورة الأوبئة على المجتمعات حيث تشير مجمل الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن البشرية لطالما كانت ضحية للأوبئة التي جعلت عددها محدودا نتيجة الأوبئة التي انتشرت في مناطق متفرقة من العالم ، ففي العام 1860 تفشى مرض الطاعون في كل من الهند والصين وهونج كونج ليحصد ما يقارب من 12 مليون إنسان ، وفي العام 2009 حصد وباء إنفلونزا الخنازير ما يقارب 575 ألف إنسان في العالم ، وخلال الفترة من 2014 إلى 2016 حصد وباء إيبولا ما يقارب 11300 إنسان في غرب إفريقيا ، أما الأيدز فيعد من الأوبئة التي تؤرق جميع دول العالم حيث حصد منذ العام 1981 وحتى 2016 أكثر من 25 مليون إنسان في العالم ، وعلى الرغم من التقدم الطبي الهائل في اللقاحات والعقاقير والجراحة والرقابة الصحية والتحكم بالأوبئة إلا أن ذلك لم يستطع أن يقضي نهائياً على هجوم الأوبئة وتبقى الوقاية من الأوبئة والأمراض هي الطريقة الأنجع في التصدي لها والتقليل من عواقبها .

ومنذ الصغر ونحن نسمع المثل المشهور ( الوقاية خير من العلاج ) و ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) هذا على صعيد الأمثال الشعبية أما على الصعيد الطبي فالوقاية يقصد بها أي نشاط ٍ يؤدي إلى التقليل والحد من اعتلال الصحة من وباء معين أو الوفاة ، حيث توجد العديد من الطرق المضمونة التي يمكن اتباعها للحفاظ على حياة صحيّة خالية من الأمراض وبعيدة عن التعرض للأوبئة لا قدر الله ويمكن للفرد أن يطبقها في سلوكياته وعاداته، بالإضافة إلى الممارسات الضرورية التي تساعد على منع انتقال الأوبئة ، وبإيجاز نستعرض أهم طرق الوقاية الرئيسية والتي تتمثل في : الاهتمام بممارسات الطبخ الآمن من حيث استخدام الماء الساخن والصابون لتنظيف الأواني المستخدمة في الطبخ ، وغسل فوط التنظيف باستمرار لتجنّب تراكم البكتيريا عليها ، إلى جانب غسل الفواكه والخضار قبل تناولها وفصل ألواح تقطيع المنتجات الطازجة عن ألواح تقطيع اللحوم النيئة ، والاحتفاظ بالطعام داخل الثلاجة ، ومن السلوكيات الصحية التي يجب أن يحرص عليها الفرد هي تكرار غسل اليدين بشكلٍ جيّد حيث يمكن للعديد من الأمراض أن تنتقل عن طريق الملابس، والأسطح .

ومن الضروريات أيضاً تغطية الفم عند العطاس والسعال حيث يمكن أن تنتشر بعض الأمراض على شكل قطرات صغيرة جداً قد يصعُب رؤيتها ولكنّها تتناثر في الهواء، وقس على ذلك عدم مشاركة الأدوات الشخصية كفرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، والمناشف؛ حيث يمكن أن تكون هذه المواد والأدوات مصدراً للعدوى البكتيرية، أو الفيروسية.

كما أن من أساسيات الوقاية أخذ اللقاحات اللازمة للأطفال وأخرى للبالغين للوقاية من الإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى توفّر لقاحات تُؤخذ في حال السفر لمناطق معيّنة من العالم، وكذلك التعامل مع الحيوانات بحذر وبالأخص المنزلية الأليفة ومراجعة الطبيب البيطري للتأكد من سلامتها وإعطائها المطاعيم الضرورية، بالإضافة إلى ضرورة تنظيف المنطقة الخاصة بها، ومنع الأطفال من الاقتراب لبراز هذه الحيوانات.