صحافة

لن نقول وداعا لفضائية القدس ولكن إلى لقاء قريب

14 فبراير 2019
14 فبراير 2019

في زاوية مقالات كتب مصطفى الصواف مقالا بعنوان: لن نقول وداعا لفضائية القدس ولكن إلى لقاء قريب، جاء فيه:

غابت عنا فضائية القدس وأنزلت عن الهواء في وقت نحن أحوج ما نكون إلى الإعلام المقاوم، الإعلام الذي يحمل هم القضية برمتها والقدس جوهرتها، تغيب الفضائية والقدس بحاجة إلى من يدافع عنها عبر الإعلام الحقيقي، القدس المدينة بحاجة إلى من يعمل على شرح جرائم الاحتلال الساعي إلى تهويدها ويسابق الزمن في إتمام مشروعه التهويدي، القدس بحاجة إلى من يشرح ويبين ويوضح ما تعانيه وحجم الإجرام الصهيوني بحق الأحياء والأموات، وبوابة الدفاع هي الإعلام الذي بات ركنا أساسيا من أركان الدفاع عن المدينة إلى جانب الأركان الأخرى التي لا غنى عنها عن الإعلام وأدواته الكاشفة الفاضحة للاحتلال وجرائمه. نعم فقدنا عنصرا مهما من عناصر الدفاع عن القدس يحمل اسمها واسم فلسطين ويتبنى همومها ويعبر عن تطلعاتها ويدافع عن حرائرها عندما يعتدى عليهن ويتصدى بالصوت والصورة التي تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لترجمان.

منذ عشر سنوات ويزيد وفضائية القدس تحاول أن تتصدر المشهد الفلسطيني وتنوع في الأداء بين السياسي والتاريخي والديني، وتبذل جهدا كبيرا عندما يتعرض قطاع غزة للعدوان الصهيوني. غامر العاملون فيها واقتحموا ميادين المواجهة غير مكترثين بالقصف، يحملون أرواحا على أكتافهم عبر كاميراتهم التي اقتحمت الميدان وتعرضوا للموت أكثر من مرة من أجل إظهار الحقيقة وتبيان الإجرام الصهيوني، وهو يقتل ويذبح الأطفال والنساء والشيوخ ويهدم البيوت ويدمر المنشآت ولا يترك شجرا أو حجرا وهم يسجلون لحظة بلحظة يواصلون العمل ليل نهار من أجل كشف الحقيقة لا طمعا براتب ولا حرصا عليه ولكن لأنهم أصحاب القضية، يحملونها يدافعون عنها ولديهم الاستعداد للاستشهاد في سبيلها.

غابت عنا القدس بفعل الإجرام والمؤامرة على القضية الفلسطينية ظانين أن بغيابها يمكن لهم أن يسيطروا على بث صورة كاذبة مشوهة مضللة، عملوا على محاربتها واعتقلوا العاملين فيها، وأغلقوا مكاتبها، ورغم ذلك واصلت عملها رغم المحاولات بتجفيف المنابع المالية الداعمة للإعلام المقاوم ولكل إعلام يكشف جرائم الاحتلال، نعم نقر أنهم نجحوا في ذلك؛ ولكن مؤقتا لأن القدس ستعود مرة أخرى وستتجاوز الأزمة التي أدت إلى إغلاقها، ونحسب أن يكون هذا الإغلاق مؤقتا، وأن الخيرين المحبين للقدس لن يصمتوا وسيتحركوا ليقدموا ما يعيد لها الحياة؛ لأنها القدس الفضائية والقدس المدينة ولكونهم يحبون المقاومة وإعلام المقاومة، وهي المنبر الذي يحمل اسم أعز وأقدس مدينة وأطهر أرض تدافع عنها وتكشف إجرام الاحتلال.