المنوعات

ناسـا تطـوي صفحـة «أوبـورتونـيتـي» علـى المـريخ

14 فبراير 2019
14 فبراير 2019

واشنطن، «أ.ف.ب»: أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) رسميًا الأربعاء خروج روبوت «أوبورتونيتي» عن الخدمة، وهو كان يسبر أغوار المريخ منذ عام 2004م، وقد أكد وجود المياه على سطحه في الماضي الغابر، معلنة نهاية واحدة من أبرز المهمات في تاريخ استكشاف الفضاء.

ومن مركز التحكّم بالمركبات الفضائية «جيت بروبالشن لابوراتوري» في باسادينا (كاليفورنيا)، صرّح المسؤول العلمي في الناسا توماس زوربوتشن خلال مؤتمر صحفي «أعلن انتهاء مهمة أوبورتونيتي».

وقال رئيس البرنامج جون كالاس: «الوداع دائمًا صعب حتّى لو أنها مجرّد آلة».

وقد فُقد الاتصال بالمركبة في العاشر من يونيو 2018 وقت اجتاحت عاصفة من الغبار الكوكب الأحمر، حاجبة نور الشمس عنه لأشهر، ما حال دون شحن البطاريات بواسطة الألواح الشمسية، وبعد ثمانية أشهر وأكثر من ألف رسالة موجّهة من الأرض بقيت من دون ردّ، قرّرت الناسا أن تقوم بمحاولة أخيرة لإعادة الاتصال مساء الثلاثاء، «لكننا لم نتلق أيّ ردّ في المقابل، فحان وقت الوداع»، بحسب جون كالاس.

وعلى مرّ الأشهر، بدأ العلماء والمهندسون المشاركون في هذا المشروع يتحضّرون لطيّ الصفحة. وقال فرنك هارتمان الذي تحكّم بالمركبة لمدّة سبع سنوات في تصريحات لوكالة فرانس برس «هل من نهاية أمجد من تلك التي طُمر فيها أوبورتونيتي في عاصفة غبار اجتاحت الكوكب برمّته؟».

وقال مدير الناسا جيم برايدنشتاين «هو احتفاء بسلسلة متعددة من النجاحات».

وغرّد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما «لا تحزنوا لأن المهمة انتهت بل افرحوا بكلّ ما تعلّمناه منها»، مقدّما التهاني لطاقم الناسا برمّته «على مهمة فاقت كلّ التوقعات وشكّلت مصدر إلهام لجيل جديد من الأمريكيين وحافزا لنا كي نستمرّ في الاستثمار في العلم الذي يوسّع آفاق المعرفة البشرية».

حصيلة هذا الروبوت هائلة في مجال استكشاف الفضاء، فهو قد قطع 45.16 كيلومتر، أي أكثر من المركبة السوفييتية «لونوخود 2» على القمر في السبعينات وأكثر من المركبة التي قادها الرواد الأمريكيون من مهمة «أبولو 17» على القمر سنة 1972 (35 كيلومترًا).

وأرسل «أوبورتونيتي» أيضا 217594 صورة على الأرض وضعت كلّها في متناول العامة على الإنترنت. وسبق لروبوتات أن هبطت على المريخ قبله، ولكن في مواقع مسطّحة، وهي لم تكن قادرة على التنقّل لاستكشاف الصخور والجبال الظاهرة عن بعد.

وقالت جنيفر تروسبر المهندسة المشاركة في مشروع «مارس 2020» خلف «أوبورتونيتي»، «كنا عالقين وهو فتح لنا الطريق»، وقالت إيمبي لاكداوالا الخبيرة في الاستكشاف الفضائي لوكالة فرانس برس: «بات المريخ في نظر عامة الجمهور كوكبا كلّه دينامية من الممكن استكشافه كلّ يوم».

وكان «أوبورتونيتي» قد هبط في سهل شاسع على المريخ، حيث أمضى نصف المهمة، قاطعا كيلومترات طويلة حتّى أنه بقي عالقًا لأسابيع في كثيب رملي، ما سمح له وقتها بتأكيد وجود مياه على الكوكب في الماضي الغابر. أما في المدّة المتبقية من المهمة، فهو سار في محيط فوهة إنديفور، ملتقطًا صورًا لمشاهد خلّابة وجامعًا أدلةً إضافيةً على وجود المياه.

وكان روبوت «سبيريت» التوأم قد حطّ قبله على المريخ بثلاثة أسابيع، وانتهت صلاحيته في عام 2010. وكان من المفترض أن تخدم المركبتان لمدّة تسعين يوما لا غير، لكنّهما تخطيتا توقعات المصممين بأشواط.

وتبقى حاليا مركبة واحدة قيد الخدمة على المريخ هي الأمريكية «كوريوسيتي» التي حطّت رحالها في عام 2012 وهي لا تعوّل على الطاقة الشمسية بل تعمل بواسطة مفاعل نووي صغير. وسينضمّ إليها في عام 2021 روبوت «روزاليند فرانكلين» في إطار المهمة الأوروبية الروسية «إكزومارس».