OMAN-LOGO-NEW1
OMAN-LOGO-NEW1
كلمة عمان

رأي السلطنة ومنظومات التعاون الدولي

09 فبراير 2019
09 فبراير 2019

خلال الأسبوع الماضي كان هناك نشاط على صعيد تعزيز علاقات السلطنة الخارجية مع العديد من الدول الأوروبية، من هولندا إلى بلجيكا إلى الاتحاد الأوروبي عامة، فيما يصبّ في نسيج التعاون الدولي الذي تشيده السياسة العمانية منذ عقود، وقامت على تعضيده مع الزمن وفق مقتضيات كل مرحلة من مراحل البناء والعمل والوطني.

وقد أكد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في اجتماع مجلس الوزراء الأخير على أن سياسة السلطنة الخارجية ماضية في ذات المبادئ من ثوابتها التي تعنى بالحوار والتفاهم الأممي، وهذا يرتبط بشكل مركزي بأن رؤية السلطنة تقوم على أن التعاون الاقتصادي والثقافي والمعرفي هو الأساس لبناء عالم اليوم ونقله إلى الآفاق الجديدة من المرتجيات والآمال.

السلطنة ناقشت مع الاتحاد الأوروبي أمورًا تتعلق بالمرحلة المقبلة والرؤية المستقبلية للسلطنة «عُمان 2040» لاسيما المسائل المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا، التي تشكل جوهر المطلوب في المستقبل القريب وقبلها المرحلة الراهنة، لأن هذا عماد النهضة المأمولة على صعيد إحداث تحول في مفاهيم العمل وكذلك التعمين بأن تكون لدينا كوادر قادرة على العطاء انطلاقا من المفاهيم الحديثة والاستشراف المنشود في التقاطع مع قيم العصر الحديث وثقافته، خصوصًا موضوعات الابتكار التي تشكل صلب هذه المرحلة من النماء.

ولابد أن الاستفادة من خبرات الشعوب والأمم التي لها باع وخبرة طويلة في هذه الجوانب سيكون مفيدًا على كافة المستويات، لأن طبيعة العالم المعاصر أو الحياة الإنسانية عبر العصور تقوم على هذا التعايش الذي يكون فيه تبادل المنافع والخبرات والتجارب.

كما أن هناك أممًا قطعت بالفعل أشواطًا جديرة بالانتباه، ما يعني واجب الأخذ والتعلم منها، بحيث نعمل على بناء كوادر وطنية نوعية تتماشى مع التحديات المقبلة في الاستراتيجيات المنشودة في كافة القطاعات، فنحن أمام العديد من الأمور التي تتطلب المعرفة والوعي والإلمام بها من أساليب الإدارة الحديثة ومفاهيم التنمية المستدامة الأكثر حداثة وسبل بناء منظومات الصناعات العصرية وغيرها من الأهداف المتعددة التي يصعب حصرها.

يظل الإنسان هو الهدف المرتجى في محصلة هذا المشهد باعتباره هدف التنمية عبر كافة عصورها، بالتالي فالتدريب والخبرات التي نحتاجها تقوم بشكل مركزي على المزيد من بناء هذه المنظومات الدولية المفيدة، التي تنعكس على تطوير وتأهيل الكوادر وتحسين بيئات العمل وغرس مفاهيم الابتكار والتقانة الجديدة وغيرها.

إن السلطنة وهي تستشرف الأفق البعيد في «رؤية 2040» سيكون عليها أن تستفيد ما أمكن من كافة المنظمات والمؤسسات الدولية التي من شأنها أن تساعد في تلمس البعد الجديد في سياسات العمل وإكمال مسيرة النهضة العمانية.

هنا لابد من الاهتمام بذلك البعد المتعلق بطبيعة العصر الحالي ومستجدات الحياة الإنسانية التي لن يكون الكائن البشري بمعزل عنها، بل عليه أن يصبح مساهمًا وأساسيًا ومركزيًا بها، يعطي ويأخذ ويحاور وينشد البناء والتحديث من خلال هذا الحراك التفاعلي والإيجابي مع كل العالم.