1124259
1124259
عمان اليوم

«البلديات الإقليمية» و «البحث العلمي» تؤسسان برنامجا استراتيجيا في سلامة وجودة الغذاء يعد الأول من نوعه

04 فبراير 2019
04 فبراير 2019

يهدف لإيجاد منصة للبحوث والدراسات والابتكارات ذات العلاقة بالغذاء -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية

أكد سعادة حمد بن سليمان الغريبي وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية رئيس اللجنة التوجيهية للبرنامج البحثي الاستراتيجي لسلامة وجودة الغذاء أنه على الرغم من مستوى التطور في الرعاية الصحية الذي وصلت إليه البشرية في الوقت الحاضر إلا أن الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء ما زالت تمثل هاجسًا يؤرق جميع المؤسسات المسؤولة عن الصحة العامة، حيث أظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2010 أن ما لا يقل عن 10% من البشر يصابون سنويًا بأمراض سببها الغذاء ويتوفى منهم 2.2 مليون شخص، كما أظهرت الإحصاءات زيادة حالات الغش الغذائي بنسبة 400% في عام 2015 مقارنة بعام 2007م.

وقال في كلمة ألقاها في حفل افتتاح حلقة العمل حول برنامج سلامة وجودة الغذاء أمس والمقرر أن تختتم اليوم في مجمع الابتكار بمسقط انه «سيتم تتويج منظومة سلامة الغذاء بالسلطنة المتمثلة في التشريعات والقوانين ذات الصلة منها قانون سلامة الغذاء، والمرافق الحكومية المنتشرة في ربوع البلاد بإنشاء مركز سلامة وجودة الغذاء، والكوادر المؤهلة المتخصصة، والتعاون مع الهيئات والمنظمات ذات الصلة محليا وإقليميا وعالميا»، مشيرا إلى أن وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالتعاون مع مجلس البحث العلمي قد تبنيا مشروعا بحثيا استراتيجيا في سلامة وجودة الغذاء، ويعد الأول من نوعه محليا وإقليميا ودوليا».

وأوضح سعادته أن السلطنة مقبلة على مرحلة جديدة من التطور والنمو الأمر الذي يجعل الاهتمام بقضايا سلامة الغذاء وجودته يحتل أهمية بالغة وذلك للمحافظة على استمرارية دافعية نمو الاقتصاد العماني تحقيقا لرؤية 2040م، فعلى سبيل المثال تمثل السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة والمحركة للاقتصاد العماني في رؤية 2040، كما أن قطاع السياحة أكثر ما يتأثر بقضايا الصحة العامة وسلامة الغذاء وحيث إن غالبية الغذاء المستهلك في عمان مستورد فان تأمين الغذاء بالسلطنة يعتبر من القضايا بالغة الأهمية. وأضاف: إن «الدراسات العلمية الحديثة أظهرت وجود ارتباط وثيق بين نوعية الغذاء وانتشار عدد كبير من الأمراض غير المنقولة كالسرطان والسكري وأمراض القلب، حيث أظهرت آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2015 م أن 71% من مجمل الوفيات العالمية كانت بسبب الأمراض غير المنقولة، كما أشارت الدراسات إلى أن 30% من تلك الوفيات يمكن تفاديها عن طريق تغيير نمط الغذاء، بالإضافة إلى ذلك أشارت الإحصائيات إلى توقعات بزيادة مطردة في أعداد المصابين بالأمراض غير المنقولة بحيث أن 30-50 % من البشر سيصابون بأحد تلك الأمراض على الأقل خلال فترة حياتهم الأمر الذي سيكلف الاقتصاد العالمي الذي يبلغ مجموعه 47 تريليون دولار أمريكي بحلول 2030، أما في منطقة الخليج فقد بلغت التكلفة 36 مليار دولار في عام 2013 وهو ما فاق الميزانية المرصودة في موازنات دول المنطقة بنسبة 150%.

تقنيات أكثر أمانا

من جهته قال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي: «إن فكرة برنامج سلامة وجودة الغذاء جاءت كمبادرة من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لتأسيس برنامج بحثي استراتيجي يهدف بشكل أساسي ليكون بمثابة منصة للبحوث والدراسات والابتكارات ذات العلاقة بسلامة وجودة الغذاء في السلطنة، والربط بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمتخصصين من الخبراء والباحثين بمختلف دول العالم وتعزيز الوعي لدى مختلف فئات المجتمع حول سلامة وجودة الغذاء والأنماط الاستهلاكية الغذائية وعلاقتها بالصحة العامة».

وأضاف في كلمة له «من المؤمل أن يعمل البرنامج على تطوير شبكة من الخبراء متعددي التخصصات لتعزيز أنشطة البحث والابتكار في مجال سلامة الأغذية وجودتها، وربط الباحثين وقطاع الصناعة للتعاون المثمر في هذا المجال بما يكفل القيام بأبحاث تطبيقية تسهم بشكل رئيسي في طرح الحلول لمعالجة التحديات واستغلال المعرفة المنتجة من المشاريع البحثية لتحويلها لمنتجات وتقنيات أكثر أمانًا وأعلى جودة، وكذلك الاستفادة منها في وضع سياسات قائمة على الأدلة العلمية من منظور المساهمة في الأمن الغذائي وحفظ الموارد الطبيعية والمساهمة في توفير المعرفة والتدريب والخبرة في إنتاج وتنظيم الأغذية الآمنة والخالية من مسببات الأمراض الضارة أو المواد السامة الكيميائية والفيزيائية».

وأوضح سعادته «إن موضوعات الغذاء تكتسب أهمية في أجندات البحث العلمي لكونها القاسم المشترك الذي يربط جملة من الأهداف الإنمائية الأخرى مثل البيئة والطاقة والصحة، وتسعى الهيئات والمنظمات العالمية المعنية بالغذاء إلى تحويل النظم الغذائية لتصبح أكثراً ابتكاراً في معالجة التحديات الناشئة، والتي تستوجب توظيف المعرفة وتبني التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».

تنبؤ بمشاكل مستقبلية

وقدم الدكتور أحمد بن علي العلوي رئيس اللجنة الفنية وعضو اللجنة التوجيهية للبرنامج البحثي الاستراتيجي لسلامة وجودة الغذاء ورقة عمل بعنوان «سلامة وجودة الغذاء، الأهمية والتحديات» دارت حول توضيح التحديات التي تواجه قطاع الغذاء، إذ تسعى الجهات والمؤسسات المعنية بإدارة سلامة وجودة الغذاء في السلطنة إلى تحسين جودة الإنتاج وكسب المزيد من ثقة المستهلك من خلال منتجات غذائية آمنة وذات جودة مما يسهم في زيادة الحركة التجارية والسياحية وفرص العمل والاستثمار في قطاع الغذاء في السلطنة.

وقال العلوي: «إن حلقة العمل تناقش المقترح البحثي لمشروع سلامة وجودة الغذاء بالتعاون بين وزارة البلديات وموارد المياه ومجلس البحث العلمي، كما يتم مناقشة جميع الأهداف وآلية العمل والميزانية التي يمكن اعتمادها لهذه المشروع بوجود ذوي الاختصاص المعنيين بالسلطنة وخبراء دوليين، ومحاولة التنبؤ بالمشاكل المستقبلية التي تهم السلطنة بشكل خاص والمجتمع المحيط بشكل عام ووضع الحلول لمعالجتها قبل وقوعها من خلال دراسة أربعة محاور أساسية تتمثل في المخاطر التي تؤثر على سلامة وجودة الغذاء وطرق التعامل معها، والغش الغذائي الذي يحتل مكانة كبيرة في سلامة الغذاء حيث انه يؤثر على سلامة المستهلكين وربحية الشركات، بالإضافة إلى مناقشة الأطر التنظيمية والهيكلية لبرامج ومؤسسات سلامة وجودة الغذاء، واستعراض الأنماط الغذائية وقواعد بيانات الأغذية. «كما استعرض خبراء دوليين خلال اليوم الأول للمؤتمر التوجهات العالمية في مجال بحوث جودة وسلامة الغذاء.

جلسات مثرية

وتناقش حلقة العمل وثيقة البرنامج البحثي الاستراتيجي لسلامة وجودة الغذاء في ثلاث جلسات علمية، تتمحور عن الحديث حول الأهداف العامة للبرنامج والرؤية والمهام لتحديد نطاق العمل، أما الجلسة الثانية فتناقش المحاور البحثية الرئيسية للوثيقة، وهي المخاطر الكيميائية والبيولوجية لسلامة الأغذية وآليات التصدي لها، وقضايا الغش في الأغذية ومتطلبات الأغذية الحلال والإطار التنظيمي لقضايا سلامة وجودة الغذاء والأنماط الغذائية للمجتمع وبنوك البيانات الغذائية وأما الجلسة الثالثة فخصصت لمناقشة الخطة التشغيلية والبرنامج الزمني.

الجدير بالذكر أن البرنامج الاستراتيجي لسلامة وجودة الغذاء يأتي في إطار التعاون القائم بين مجلس البحث العلمي ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وعضوية الجهات ذات العلاقة بقضايا سلامة وجودة الغذاء، وقد تم إعداد وثيقة متكاملة عن البرنامج الذي يهدف أن يكون بمثابة منصة للبحوث والدراسات والابتكارات ذات العلاقة بسلامة وجودة الغذاء في السلطنة، والربط بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمتخصصين من الخبراء والباحثين بمختلف دول العالم وتعزيز الوعي لدى مختلف فئات المجتمع حول سلامة وجودة الغذاء والأنماط الاستهلاكية.