1124265
1124265
المنوعات

بيت السيد نادر والسيدة مزنة صرحان ثقافيان يحتفيان بتاريخ أسرة البوسعيد

04 فبراير 2019
04 فبراير 2019

بعد ضمهما إلى المتحف الوطني -
«العمانية»: ينفذ المتحف الوطني حاليا في إطار المشاريع التوسعية التي يجري العمل عليها الآن مشروع تأهيل بيت السيد نادر بن فيصل آل سعيد وبيت السيدة مزنة بنت نادر آل سعيد ليصبح البيتان بعد الترميم صرحا ثقافيا متكاملا يحتفيان بتاريخ أسرة البوسعيد ومدينة مسقط التاريخية.
وقد تعاقد المتحف مع مؤسسة الايكروم التابعة لمنظمة اليونيسكو والتي تعد المرجع الدولي الأبرز في تأهيل التراث المعماري عالميا، لتنفيذ عمليات الرفع الهندسي وإعداد المخططات المعمارية للبيتين وإجراء الأبحاث والدراسات الميدانية، إضافة إلى وضع خطة متكاملة للتأهيل المعماري.
وقال جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني في حديث مع وكالة الأنباء العمانية: إن المتحف بدأ في عام 2018 بالتعاون مع مؤسسة الايكروم التابعة لمنظمة اليونيسكو ومن خلال خبرائها تقييم البنى الإنشائية وتوثيق المكونات المعمارية لكل من بيت السيد نادر بن فيصل آل سعيد وبيت السيدة مزنة بنت نادر آل سعيد في مسقط التاريخية وهما من أواخر ما تبقى من البيوت التاريخية في مدينة مسقط إضافة إلى بيت فرنسا المجاور لهما، وبحمد الله تم نقل وأيلولة ملكية هذين البيتين إضافة إلى بيت مدرسة ابوذينة إلى المتحف الوطني خلال عام 2018، والعام الحالي 2019 سيشهد استمرار التنسيق مع الخبراء في مؤسسة الايكروم لإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لتأهيل هذه البيوت لتعود إلى حالتها الأصلية باستعمال المواد التي استعملت في الأصل سواء في الهيكل الخارجي للبناء أو الهياكل والمكونات الداخلية لهذين البيتين ليصبحا تجارب ثقافية لاحقا يوثقان لمظاهر حياة الأسرة المالكة الكريمة قبل بزوغ فجر النهضة المباركة». وأضاف: أن «المشروع سيستغرق تنفيذه بضع سنين من العمل عليه ويجري التنسيق مع عدة جهات تمثل القطاع الخاص لدعم خططنا تجاه البيتين المذكورين وبما يحقق ويمكننا من تنفيذ الأهداف التي وضعت بحيث تصبح هذه البيوت تجارب ثقافية مكملة لتجربة المتحف الوطني ومكملة للتجارب الثقافية والمتحفية في محيط مسقط التاريخية منها بيت فرنسا التابع لوزارة التراث والثقافة والمدرسة السعيدية التابعة لوزارة التربية والتعليم ومتحف بيت الزبير وجاليري بيت مزنة»، مؤكدا: أن « مجمل هذه العناصر الثقافية ستقدم تجربة ثقافية فريدة من نوعها وتكاملية في ذات الوقت لزوار مسقط وهذا ما نسعى إليه أن تتحول مسقط التاريخية بالتدريج إلى مزار ثقافي متكامل يكون المتحف الوطني قلبه ونقطة انطلاقه».
وكان صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني قد استقبل في سبتمبر الماضي الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي «الايكروم» التابع لمنظمة اليونيسكو في إطار مشروع تأهيل بيت السيد نادر بن فيصل آل سعيد وبيت السيدة مزنة بنت نادر آل سعيد.
وتعتبر «الايكروم» منظمة حكومية دولية تعمل في خدمة الدول الأعضاء على تعزيز عملية صون وإعادة التأهيل لكافة أنواع التراث الثقافي في كل منطقة من العالم. تعمل هذه المنظمة انطلاقاً من روح البيان العالمي لمنظمة اليونيسكو في عام 2001 حول التنوع الثقافي، والذي ينص على «احترام تنوع الثقافات، التسامح، الحوار والتعاون، في جو من الثقة والتفاهم المتبادلين، وهي تعتبر من أهم الضمانات لاستتباب السلام والأمن في العالم». وتلتزم المؤسسة بتعزيز الوعي وتقديم الدعم لعمليات الصون والترميم على جميع المستويات، من الهيئات الدولية إلى الحكومات والمجتمعات، كما تقدم المساعدة التقنية للدول الأعضاء عن طريق مشاركة المواد التعليمية، المعلومات، وحلقات العمل وفرص التدريب.
وبيت السيد نادر هو أحد منازل أسرة البوسعيد في مسقط، ويرجح تاريخ بنائه إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ويستمد البيت اسمه الحالي من اسم آخر من سكنه من السادة وهو السيد نادر بن فيصل بن تيمور البوسعيدي شقيق السلطان السيد تيمور بن فيصل البوسعيدي. وبعد وفاة السيد نادر في عام 1971 ميلادي استخدم البيت لفترة وجيزة كمكاتب وزارية ومن ثم أصبح متحفا وبعد ذلك احتوى على مكاتب إدارية تابعة للمنشآت السلطانية واليوم تؤول ملكيته للمتحف الوطني.
أما بيت مدرسة أبو ذينة فتنسب المدرسة إلى محمد علي بوذينة الذي وفد من تونس إلى السلطنة في عهد السلطان السيد تيمور بن فيصل وكان يقوم بالتدريس في مدرسة الزواوي، وفي هذه المدرسة اشتركت البنات في تلقي العلم مع البنين في منزل مستأجر في مسقط لهذا الغرض. واستمرت المدرسة تزاول نشاطها ابتداء من عام 1914م وكانت تدرس مواد القرآن الكريم واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والحساب. وتميزت المدرسة كذلك باعتمادها على خطة دراسية اشتملت على ست حصص يوميا وبلغ عدد طلبتها (120) طالبا وطالبة يدرسون جميعا في غرفة واسعة وفي عام 1930م انتقل بوذينة بتلاميذه إلى المدرسة السلطانية الأولى التي أنشأتها الحكومة آنذاك ومن الذين درسوا في مدرسة بوذينة السلطان السيد سعيد بن تيمور والسيد شهاب بن فيصل.
يذكر أن المتحف الوطني أنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم (62 /‏‏ 2013) الصادر بتاريخ 16 محرم 1435 هـ الموافق 20 نوفمبر 2013م ليكون مشروعًا حيويًا مهمته الحفاظ على مكنونات التراث العُماني والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وثقافة وفنون السلطنة بكافة تجلياتها وبالشكل الذي يبرز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة. ويهدف المتحف الذي تم تدشينه رسميا في ديسمبر عام 2015 إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار ومختلف الفئات العمرية خاصة للأطفال والفئات العمرية للطلاب ومن خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة وللفئات الخاصة.