صحافة

آرمان : الخطوة الأخيرة في الاتفاق النووي

03 فبراير 2019
03 فبراير 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «آرمان» تحليلاً نقتطف منه ما يلي: يبدو أن الدول الأوروبية ومن خلال إقرارها للائحة التجارية والمالية مع إيران جادّة في تطبيق بنود هذه اللائحة لأن ذلك سيعود عليها بفوائد اقتصادية وتجارية ولا يدخلها في الوقت نفسه بأزمة مع أمريكا لأن العلاقات والمصالح الاستراتيجية بين الجانبين تفوق كثيراً العلاقات والمصالح المتبادلة بين أوروبا وإيران.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الدول الأوروبية قد أخذت بعين الاعتبار تحذيرات أمريكا إزاء خرق العقوبات المفروضة على إيران، وهذا- بحسب الصحيفة - كان من الأسباب التي أدت إلى تأخير إقرار اللائحة التجارية الأوروبية، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالأمور السياسية والتقنية وضرورة التنسيق مع واشنطن في هذه المجالات.

ورأت الصحيفة أن العلاقات الأوروبية - الإيرانية التي شابها التوتر في فترات مختلفة قد تؤثر أيضاً على إمكانية استمرار تطبيق اللائحة التجارية والمالية طالما كانت هناك قضايا عالقة لم يتم حسمها بعد ومن بينها ما يرتبط بالملف النووي وبرنامج إيران الصاروخي.

ونوّهت الصحيفة إلى أن أي تأخير في تطبيق بنود اللائحة التجارية الأوروبية مع إيران سيترك أثراً سلبياً على مدى استعداد طهران لمواصلة التعاون مع أوروبا في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، ما يتطلب- والقول للصحيفة- من الجانب الأوروبي إثبات حسن النية في هذا الخصوص رغم الضغوط التي يتعرض لها من قبل واشنطن وعواصم أخرى لا تربطها علاقات جيدة مع طهران.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين التي أعلنوا فيها إمكانية خروج إيران من الاتفاق النووي في حال لم تنفذ كافّة بنوده لاسيّما المتعلقة برفع الحظر المفروض على طهران رغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بكافّة تعهداتها التي وردت في الاتفاق وفي مقدمتها خفض نسبة تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية، معربة عن أملها بأن تكون اللائحة التجارية والمالية الأوروبية مُقدمة لرفع الحظر بشكل كامل عن إيران وليست بديلاً عنه بأي حال من الأحوال.

واعتبرت الصحيفة عدم الجدية في تنفيذ اللائحة التجارية الأوروبية مع طهران بأنه سيلحق الضرر بالجانبين وسيعقّد الأمور في كثير من الملفات التي هي شائكة في الأصل وفي مقدمتها الملف النووي والصواريخ البالستية الإيرانية، مستبعدة في الوقت ذاته اندلاع مواجهات عسكرية بين إيران من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى حتى في حال أخفقت الجهود الرامية لحلحة أزمة الملف النووي لاعتقادها بأن الأوضاع في المنطقة والعالم لا تتحمل أبداً وقوع مثل هذه المواجهات التي ستكون أبعادها وآثارها كارثية على كافّة الأصعدة إقليمياً ودولياً.