oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

آفاق تطوير القطاع الصناعي

03 فبراير 2019
03 فبراير 2019

على مدار مسيرة النماء العماني، فقد كان ثمة حرص على تنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن النفط بوصفه المصدر الأساسي لعوائد البلاد، ومن هنا جاء الاهتمام المبكر بالصناعة والحرص على تطويرها لعدة أسباب تتعلق أولًا بالاكتفاء الذاتي على الصعيد المحلي في عدد من المنتجات وفي الوقت نفسه التصدير وتعزيز الدخل الوطني.

قبل 36 سنة كان تاريخ المدن الصناعية قد بدأ في السلطنة مع إنشاء هيئة منطقة الرسيل الصناعية في عام 1983 التي حملت لافتة أول جهة تتبع للقطاع الحكومي، تقوم ببناء وإدارة وتشغيل المناطق الاقتصادية في السلطنة، لينتقل الإنتاج الصناعي في عهد النهضة إلى سياق منظم وحديث يقوم على البرامج والخطط، وهي المشاريع التي نمت وتوسعت مع الزمن لتدخل المزيد من الآفاق الأرحب عبر السنين.

لقد استطاع القطاع الصناعي في السلطنة بفضل الاهتمام السامي والرعاية التي يلقاها من جانب الحكومة والمشاركة التي يوليها القطاع الخاص بما يحفز هذا الجانب من جوانب التنمية، أن يحقق نجاحات متتالية وكانت التجربة تتطور مع الأيام وتتسع من خلال المناقشات وتجاوز التحديات بهدف الوصول إلى ما هو أكثر فائدة للجميع.

دائما كانت التطلعات متسعة لا يحدها حد ما دامت الروح مفعمة بالأمل والطموحات، ومن هنا توالت المشاريع الصناعية لنصل اليوم إلى قطاع كبير ومثمر يعول عليه لاسيما في عصر جديد يتسم بالابتكار واستغلال الوسائط الأكثر حداثة في التشغيل والتصنيع مع تقنيات الآلة والذكاء الاصطناعي والاهتمام بالكوادر النوعية البناءة التي تضيف على مستوى الإبداعية وليس مجرد العمل المباشر.

إن هذا القطاع في علاقته مع كافة جوانب الحياة الاقتصادية في السلطنة ينظر إليه بآفاق رحبة، تتحقق عبر العمل المستمر وتطوير البرامج والخطط، وهو الأمل المرتجى الذي تصنعه أيادي الشباب العماني، فالشباب هم الأكثر قدرة على التقاطع مع لغة العصر والحاجات الإنسانية وهم يفهمون طبيعة المجتمعات الجديدة بما يجعلهم قادرين على نقل القطاعات المتنوعة ومنها القطاع الصناعي؛ إلى الجديد والمستثمر.

ومع اقتراب الاحتفال بيوم الصناعة العمانية بالسلطنة في التاسع من فبراير، الذي يوافق ذكرى الزيارة السامية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لمدينة الرسيل الصناعية يوم التاسع من فبراير عام 1991م، فإن الأمل والعزائم والفرص تتجدد بدفع نماء القطاع الصناعي استلهامًا للمعاني السامية لتصل إلى الآفاق البعيدة وتستشرف المستقبل بخطى ويقين ثابت بأن التطور تصنعه الإرادة والعمل.

هذا يعني المضي في برامج الاستثمارات وتنويع الصناعات وإنشاء المدن الصناعية الجديدة وربط حاجة الصناعة بالمجتمع المحلي والفائدة المنعكسة عليه في العوائد المادية والتوظيف لشرائح الشباب، كذلك الفائدة الكبيرة على المستوى الوطني في رفد المدخول العام وتحريك الحياة نحو المزيد من الرفاه الاجتماعي المنشود.

وإذا كانت التطلعات بلا حدود فليكونَ العنوان اللافت للانتباه في مسيرة النهضة الصناعية المستمرة، هو المراجعة والتجديد والاستثمار الذكي في العقول والموارد المادية ليكون النتاج الأكثر عوائد بإذن الله.