صحافة

الألمانية: مصير مُحيّر لمفاوضات محيّرة

02 فبراير 2019
02 فبراير 2019

الصحف الألمانية اهتمت جداً هذا الأسبوع بموضوع اقتراح تجديد المفاوضات البريطانية الأوروبية بخصوص الاتفاق حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقد رفض مجلس العموم البريطاني، خروجاً فوضوياً وأية فوضى قد تنجم عن عدم الاتفاق، كما رفض مجلس العموم إقفال الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا. المعروف أن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، طلبت رسمياً من الاتحاد الأوروبي إعادة فتح باب المفاوضات. لكنَّ المسؤولين الكبار في المؤسسات الرسمية الأوروبية الكبرى، رفضوا علناً البتَّ بهذا الطلب، وبالتالي رفضوا التفاوض مجدداً.

وفيما بالمقابل تدور مشاورات رسمية أوروبية مؤسساتية حول الخيارات البديلة، جريدة «دي تاجزتاز» الألمانية كتبت أنّ الكرة هي اليوم فعلاً في ملعب الاتحاد الأوروبي لأنه من غير الجائز أن يبقى موقفه على حاله ويستمر بالإعلان أنَّ استمرار المفاوضات هو أمر مرفوض أو غير وارد أو مستحيل. المعروف أنَّ الرفض هو الجواب المشترك الذي يصدر عادة عن مؤسسات الاتحاد الأوروبي، كردة فعل أولى، لكن الواقع يشير إلى أنَّ القبول بإعادة التفاوض، ليس أمراً مستحيلا بل هو موضوع إرادة سياسية فقط لا غير. إذا تمعنَّا حالياً بمختلف المواقف، نلاحظ أنَّ الجانب البريطاني يُظهِرُ إرادة فعلية بالسير بالمفاوضات حتى إنجاحها، بينما لا يحرك الاتحاد الأوروبي ساكناً ويبدو غير متجاوب مع اليد البريطانية الممدودة صوبه مجدداً. بنتيجة هذه المواقف، توضَّحت الخيارات: إمَّا أن يتم تعديل الاتفاق بشكل يُرضي الطرفين بشكل نهائي، ويرضي أيضاً مجلس العموم البريطاني، أو أن يتمَّ خروج بريطانيا من الاتحاد من دون أي اتفاق. إذاً المطلوب من أوروبا الموحدة اليوم أن تختار وتتمسك بخياراتها. من جهتها يومية «زت» اهتمت بموضوع بيئي يتعلق بحماية المناخ، وكتبت أنَّ عشرات الآلاف من الشباب الأوروبيين قاموا خلال هذا الأسبوع، وسيقومون خلال الأسابيع المقبلة بنشاطات وتظاهرات من أجل التوعية المناخية وقد اتَّخذوا لهم مثلاً أعلى وهو تحرك المناضلة السويدية الشابة جريتا ثنبرج البالغة من العمر ستة عشر عاماً. المفارقة تكمن في أن هؤلاء الطلاب يخشون من عقوبات مدرسية إن لم يلتحقوا بصفوفهم. جريدة «زت» الألمانية صنَّفت بمرتبة الفضيحة التعليمية، عمليات رفض بعض المدارس الألمانية، القبول بغياب التلاميذ عن الصفوف ورفضها السماح للطلاب بالمشاركة بأيام التحرك من أجل المناخ. هنالك مدارس في ألمانيا لا تعترف بأن التظاهر هو سبب شرعي لغياب التلميذ عن المدرسة. السؤال المطروح بإلحاح هنا هو التالي: ما الذي يجب أن يفعله التلاميذ عندما يفقدون الثقة بقدرة الكبار على حل المشاكل البيئية التي سيكون لها الأثر البالغ في مستقبلهم؟ إن ساعات الغياب عن المدرسة من أجل إطلاق صرخة مُحِقَّة هو أهم من حصة مدرسية يمكن أن تُستلحق. لذلك على التلاميذ أن يحتفظوا بكل فخر بدفاتر علاماتهم التي ستدوّن المدارسُ عليها عددَ ساعات الغياب بداعي التظاهر. هذا التظاهر اليوم الذي تراه المدارس سلبياً، سيكون له فعل إيجابي في المستقبل وهذا هو المهم.