1121103
1121103
عمان اليوم

الألعاب الإلكترونية .. تطور نوعي يفاقم المخاوف ويرفع المطالب بتوخي الحذر !

01 فبراير 2019
01 فبراير 2019

بين إهدار الوقت وإهمال الواجبات ورغبة الترويح عن النفس -

بعض الألعاب تقود للإدمان وهناك ألعاب غامضة تدفع إلى الانتحار في نهاية المطاف -

استطلاع ـ أكرم العبري -

تتطور التقنيات الإلكترونية كل يوم وتتطور معها البرمجيات بحيث أصبحنا على اتصال دائم بالإنترنت، مما أوجد برمجيات الواقع المعزز التي أفرزت بدورها ظاهرة انتشار الألعاب الإلكترونية الملحوظة في الآونة الأخيرة، ومن هذا الجانب جاءت فكرة هذا الاستطلاع لمعرفة الآثار الاجتماعية والنفسية للألعاب الإلكترونية وكيف يتعامل معها الأطفال والشباب المراهقين في الوقت الراهن ومدى التأثير المرتقب لهذا النوع من الألعاب على الجيل الجديد.

يقول سالم العزري لاعب ألعاب إلكترونية: «إن الألعاب الالكترونية تغلب سلبياتها على إيجابياتها ، فالجانب الإيجابي يكمن في استغلال الألعاب التعليمية وألعاب الذكاء التي تطور الأفكار والمهارات، كما تستخدم الألعاب للترويح عن النفس ، أما الجانب السلبي فقد يحدث حين تستخدم اللعبة دون السن المخصص لها أو عندما تتسبب بإهدار الوقت وعدم تنظيمه ، كما أنها في كثير من الأحيان تفسد العلاقات الاجتماعية و التي بنهاية المطاف تسبب الإدمان، وفي المجمل تعتمد آثار الألعاب الإلكترونية على مستخدمها وعلى طبيعة اللعبة كما يكمن ضرر الألعاب الإلكترونية في حال لم تستخدم للأعمار المخصص لها أو تلك التي تحتوي على مشاهد كالعنف والمشاهد غير الأخلاقية، والبعض الآخر تحتوي على رسائل قد تؤدي إلى الانتحار أو التي تحمل عقائد مخالفة للعادات والشريعة الإسلامية مما تتسبب بتغيير أفكار المستخدم لتلك الألعاب على وجه العموم .

لا إفراط ولا تفريط

بدوره يقول محمود الريامي « ولي أمر» :» إن التوعية ومدى التأثير الذي تحدثه الألعاب الإلكترونية يعتمد على عدة عوامل أهمها نوعية هذه الألعاب والوقت الذي يستغرقه الطفل في اللعب، كما أن هنالك ألعاب تؤثر تأثيرا إيجابيا على لاعبيها مثل ألعاب الذكاء والألعاب التعليمية التي قد يكتسب منها الطفل المهارات العقلية المفيدة، وعلى النقيض من ذلك أرى أن هنالك بعض الألعاب المضرة التي قد تؤثر تأثيرا سلبيا، وهذه الألعاب في الغالب تكون مصممة بشكل يضرب الجانب الفكري مثل بعض الألعاب القتالية والألعاب التي تتضمن طلبات من اللاعب عند كل مرحلة حتى يصل لإيذاء نفسه أو حتى الانتحار كمرحلة نهائية، أما العامل الثاني الذي يتحدد من خلاله مدى تأثير هذه الألعاب هو مدة اللعب بهذه الألعاب، حيث يفضل الاعتدال فلا إفراط ولا تفريط، فحتى وإن كانت هذه الألعاب مفيدة فإن الإفراط فيها قد يؤدي إلى أضرار عديدة تحول دون تحقيق أهدافها الأولويات، كما قد تؤدي الألعاب إلى الانطوائية في الوقت الذي ينبغي أن يتعلم الطفل مهارات التواصل مع أفراد مجتمعه ومشاركته الحياة كطفل طبيعي، وهناك بدائل للألعاب الإلكترونية مثل تشجيع الطفل على القراءة والرياضة الجسدية التي تحافظ على صحة الطفل وبناء جانبه الفكري والجسدي معا، وإذا كان لابد من الألعاب الإلكترونية فيفضل أن تكون تحت رقابة الوالدين» .

الجانب النفسي للألعاب

من جانبه يرى د. بكار سليمان أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس: إن تأثيرات الألعاب خطرة على المستوى الفسيولوجي والنفسي، فعلى المستوى الفسيولوجي فإنها تؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ و الخلايا العصبية المتصلة بالنظر والسمع وبشكل عام تتأثر منطقة الدماغ بشكل سلبي بهذه الألعاب، أما التغيرات النفسية فهي ما يسمى بعملية الإدمان ، كما للألعاب الإلكترونية تأثيرا سلبيا من خلال العزلة مما قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والحزن و سلوكيات مثل العنف والعدوان نحو الذات مثل الانتحار أو العدوان نحو الآخرين وذلك يعتمد على طبيعة اللعبة، ويمكن أن تولد تأثيرات نفسية مثل فقدان الشهية أو تؤدي إلى تناول أطعمة ذات سعرات حرارية عالية وذات القيمة الغذائية المنخفضة، كما أن هناك أساليب عدة للعلاج من هذه التأثيرات منها إيجاد بيئة جديدة مناسبة من خلال محاولة تجنيب الأطفال لممارستها ، ومراقبة محتوى هذه الألعاب، ويمكن تعزيز الأطفال في الأمور مثل المشاركة في المناسبات والرحلات العائلية و في الوقت نفسه لا نفضل أساليب العقاب أو التنفير التي يمكن أن تحدث ردود فعل سلبية لدى الأطفال.

لا فوائد

و يبيّن الدكتور حمود النوفلي أستاذ العمل الاجتماعي المساعد بجامعة السلطان قابوس : «إن الألعاب الإلكترونية قد تحدث ثغرات على مستوى الفرد منها الإهمال لواجباتهم التعليمية و الوظيفية و الاجتماعية مما يؤدي إلى الإدمان، أما بالنسبة على مستوى المجتمعي فإن التطور التقني يجعل الأجهزة الإلكترونية والإنترنت متوفرة لدى شريحة أكبر من المجتمع مما يوجد جيلا يستخدم الأجهزة الإلكترونية ويتأثر بها، ولا أرى للألعاب الإلكترونية أي فوائد عدى إشغال الوقت بسبب هذه الألعاب وفي المقابل تسعى بعض الألعاب إلى غرس قيم دخيلة على مجتمعاتنا المحافظة أو تدفعهم إلى اكتساب معتقدات قد تؤدي إلى الانتحار، أما في الجانب الاجتماعي فإن الأجهزة وما تحتويه من ألعاب جعلت من الأطفال يركزون على العالم الافتراضي في التطبيقات الذكية أكثر من الحياة الاجتماعية وهذا ما قد يؤثر على تفاعلهم الاجتماعي ومستواهم التعليمي، وكل ذلك يتأتى بسبب وقت الفراغ وحب اكتشاف كل ما هو جديد والبديل يكمن في إشغال وقت الفراغ بما هو مفيد كالمكتبات والمهرجانات التعليمية والمسابقات الثقافية.

غالبية الألعاب ترفيهية

تقول الدكتورة خولة الحوسنية مشرفة تربوية بجامعة السلطان قابوس: «الألعاب الإلكترونية يمكن أن تمثل جانبا تربويا في حال صممت للأغراض التعليمية، أما الألعاب غير المصممة للتعليم فإنها لن تفيد الأطفال، ومن خلال معايشتنا للواقع فإننا نلاحظ أن معظم الألعاب الإلكترونية التي يتداولها الأطفال والراشدون هي ألعاب ترفيهية غير صحية ، لأنها تعتمد على سرعة الحركة و استنزاف التركيز والطاقات العقلية من خلال إدخاله اللاعب في عالم اللعبة وقد تكسب الطفل قيم واتجاهات سلبية ، وفي المقابل هناك ألعاب الرياضات والحساب الرقمي التي يمكن ان تفيد وتنمي عقول الأطفال ولكن عدد المستخدمين للألعاب التعليمية أقل مقارنة بالألعاب الترفيهية، وأعتقد أن هناك وعيا كافيا من قبل أولياء الأمور حول الألعاب الإلكترونية، كما يمكن أن نطوع هذه التقنية الحديثة بما يفيد الجيل الحديث ليكتسب فوائد هذه التقنية ويبتعد عن مضارها وذلك من خلال أمور منها التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام بحيث يتم وضع خطة عمل مترابطة و الرقابة على طبيعة الألعاب ومدة لعب الأطفال بها وأخيرا يفضل مشاركة أولياء الأمور في اللعب مع أطفالهم بحيث لا نجعل الألعاب الإلكترونية خيارهم الأول.

10 خطوات للخروح من المأزق

يحدد خبراء السلامة على الإنترنت 10 نقاط أساسية يمكنك من خلالها ان تسيطر على الألعاب الالكترونية لطفلك بشكل مقنن وفعال بينها ان تحدث طفلك عن اللعبة التي يفضلها وتكتشف منه لماذا هي المفضلة لديه وكذا مشاركة الطفل ألعابه المفضلة إلكترونيا لتعزيز الصداقة والمصارحة بينكما ، وتحديد فترة زمنية للعب عبر المواقع الالكترونية والاطلاع على التقييم الإرشادي المرفق من اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الالكترونية واختيار الألعاب المناسبة للمرحلة العمرية وتفعيل ميزة المراقبة عبر مواقع الألعاب الالكترونية الشهيرة لمتابعة أوقات وأنواع الألعاب بأمان وشراء ألعاب تنمي الذكاء وتثري الوقت بنشاطات جديدة وغراسة حب قراءة الكتب بداخله من خلال سرد القصص المسلية قبل النوم ومشاركة الطفل رسم لوحة فنية لإخراج طاقاته الكامنة المحفزة على الإبداع وتحصين الطفل ذاتيا لتعدي كل ما هو ضار ومخالف للعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية.