AZZA
AZZA
أعمدة

عُمان في مصاف الدول المتقدمة وثيقة رؤية «عمان 2040»

01 فبراير 2019
01 فبراير 2019

د. عزة القصابية -

عندما تتطلع عُمان نحو المستقبل بأفق واسع، مشفوعة بعنفوان الشباب وأحلامه، فإنها تعمل جاهدة في وضع تصورات لرؤية مستقبلية أفضل، تهدف للارتقاء بشعبها ومنجزها الوطني لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة. التنمية المستدامة غايتها إشراك المجتمع لاستيضاح ذلك المستقبل المترامي الأطراف والقطاعات القريبة من رؤى المجتمع وتوقعاته.

انطلقت بادرة إعداد تصور رؤية مستقبلية عُمان 2040 بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ترتكز هذه الرؤية على اتباع الطرق المُثلى لتصحيح مسارات خدمة المجتمع بكافة أطيافه، لتعبر عن تطلعاتهم لمستقبل أفضل، أداتها الأولى التفاعل المجتمعي، والعمل على استدعاء المربع الناقص لحاجات الناس، ورفع سقف طموحاتهم وتوقعاتهم لحياة أفضل، والتعرف على أولياتهم لتوفير حياة أسعد تتبلور رؤيتها في غضون عقدين من الزمان.

تعددت محاور رؤية عمان 2040 لتشمل عناصر كثيرة، هدفها الأول العمل هو الإسراع بعجلة التنمية المستدامة وتحقيق رخاء الإنسان العماني، واضعة الأوليات الوطنية في المحك لحدوث تحولات وتغيرات ممكنة مستقبلا في التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية والصحة والتنويع الاقتصادي والقطاع المالي وسوق العمل والتشغيل وتنمية المحافظات والمدن والبيئة والموارد الطبيعية وحوكمة الجهاز الإداري والموارد والمشاريع، وغيرها من المحاور التي تندرج في عملية التنمية المستدامة التي تنطلق من الحاضر، وتستكمل مسيرتها في الغد القريب.

يتصدر الاهتمام بالإنسان أولويات هذه الرؤية، وبرامجها وخططها، كونه المستهدف الأول، فجيل اليوم والغد من الشباب الواعدين، هم من يصنع رؤية عمان 2040م. وقبل أن تخرج الرؤية كوثيقة رسمية كرست كافة الجهود لاستقطاب الإنسان العماني المعاصر. ويؤكد أهمية إشراك المواطنين: الرجل والمرأة والطفل، وكبار السن، وذوي الإعاقة، في معاصرة رؤى التحول القادمة.

تشكلت بؤر العمل من لجان عديدة، وفق خطة الرؤية المعتمدة من القطاعين الحكومي والخاص، وكان أعضاء هذه اللجان من مجلس الشورى ومؤسسات المجتمع المدني، ومجالس البلدية، والمؤسسات والهيئات الأكاديمية.

توالت خطوات العمل قدما لصياغة الرؤية 2040، وفق مشاريع التنمية المستدامة التي يرتكز عليها التخطيط لرسم مستقبل عمان القادم . واستندت الرؤية في أطارها العام على التقارير والدراسات الاستراتيجية السابقة، في محاولة للاستفادة من مضامينها، والبدء من حيث توقف الآخرين، إضافة إلى التعلم والاطلاع على تجارب الدول الأخرى لتقويم مسارات العمل التنموي الحالي، فكانت أهداف التنمية المستدامة الصادرة من الأمم المتحدة لعام 2030 حاضرة، إضافة إلى خطة التنمية الخمسية التاسعة والمؤشرات الدولية المتعلقة بركائز الرؤية، ومخرجات مكتب الرؤية الحالي.

رؤية 2040، رؤية مستقبلية تقودنا إلى منتصف القرن الواحد والعشرين تقريبا، الشباب هم وقودها المحرك، أجيال ستخطط وسترحل، وأجيال أخرى ستقود دفة هذه الرؤية، وهناك من سيقطف ثمارها اليانعة في المستقبل، بعد ترجمة تصوراتها إلى خطط استراتيجية تتبناها كل وزارة وجهة حكومية إلى برامجها، تحاول مواكبة الزمن، الذي يتقدم سريعا مع ثورة الاتصالات المعلوماتية والتقنية والاقتصادية.

الإنسان هو صانع التنمية الأول، وهو العقل المدبر، وهو العمود الذي يرتكز الاقتصاد عليه لصنع رؤية 2040، في محور الرؤية «الإنسان والمجتمع» جميع الرؤى اقترضت إن الشباب القادم، شباب مفكر مبتكر مبدع، ينطلق من حيث انتهى الآخرون، وهم من يصنعون الاقتصاد الوطني. لذلك يفترض أن التعليم والتدريب يكون مواكبا للمتغيرات السريعة والتحولات الاقتصادية في العالم، لابد لأجيال عمان القادمة أن تكون في سباق مع الزمن في مواكبة التقدم العلمي ، كوننا نعيش ضمن عالم مفتوح، لا يقبل التأخر أو التسويف.

وسيكون الرهان الأكبر على الشباب واقعا بين عالمين؛ الافتراضي والواقعي(المجتمع). سيكون الفضاء الافتراضي متصل بمنصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات الرقمية، التي ستخضع هي الأخرى لتصورات وتغيرات جديدة.

المأمول في وثيقة رؤية عمان 2040…

وثيقة محفوفة بأحلام وتطلعات وآمال الإنسان العماني، الذي يتوقع أن يخلو الغد من التحديات والعقبات التي يوجهها اليوم. وإن تعمل الرؤية على ردم الثغرات الحالية في مجالات الحياة المختلفة، ومعالجة الخلل، وتحويل الإخفاق في الأداء أو الضعف إلى نقاط قوة…بالتأكيد سيتبع ذلك، رفع سقف التوقع في حجم الإنتاج في كافة القطاعات الحيوية المحلية، الاقتصاد، التعليم، الصحة . والشروع في تنفيذ خطط جديدة تتجاوز التحديات الراهنة، وتبحث عن البدائل الممكنة في الموارد الطبيعية والطاقة البديلة، وتمضي بكل ثقة وتقدم.

وصولا إلى درجة توفير سبل العيش الكريم للمواطن العماني، الذي ما أن توفرت له مقومات الحياة والاستقرار؛ كالعمل والخدمات الضرورية للحياة كالصحة والتعليم والاقتصاد، فإن ولائه لوطنه يزداد صلابة وقوة، والإيمان بأن رؤية عمان 2040، في سبيلها أن تصبح واقعا ملموسا، يتجاوز العقبات، وصنع غد أفضل.