hassan
hassan
أعمدة

آسيا: حكاية إنجاز تاريخي

30 يناير 2019
30 يناير 2019

حسان ملكاوي -

ضرب العنابي موعدا في المباراة النهائية وفرض تواجدًا عربيًا في نهائي أمم آسيا، وحقق إنجازًا غير مسبوق، وهذا الإنجاز ما كان وليد الصدفة ولا ضربة حظ، بل كان بجدارة واستحقاق، فمنذ اليوم الأول أعلن عن نفسه وظهر بشخصية البطل القادم، واستمر بالأداء التصاعدي رغم أنه قابل منتخبات عريقة لها صولات وجولات في كرة القدم، واستحق العنابي العلامة الكاملة في كل لقاءاته في البطولة، وفي وقت المباراة الأصلي، وبأعلى سجل تهديفي بين الفرق المشاركة، وقدم مهاجمًا يسجل أجمل الأهداف، ومن أنصاف الفرص واستطاع الوصول إلى الرقم القياسي في التهديف، وإن شاء الله يتمكن من تجاوزه لينفرد المهاجم العربي بهذا الرقم، كل ذلك قد يكون على صعوبته شيئًا ممكنًا وواردًا، ولكن الشيء النادر حقًا في مثل هذه البطولات العالمية أو القارية هو أن تصل إلى المباراة النهائية بشباك خالية من الأهداف ليكون العنابي بلغة الأرقام الأقوى هجومًا ودفاعًا، وخلفهم الحارس العملاق كالقلعة الحصينة التي استعصت على كل المهاجمين رغم وجود أسماء لها رهبة كروية، وتعرف كيف تصطاد الشباك، وتمتلك الحس التهديفي، واستطاع خط وسط العنابي فرض السيطرة والتواجد؛ ليكون الفريق أشبه بخلية نحل تعمل بروح الفريق، وماكينة لا تهدأ، حيث سخر العنابي وإدارته ومدربوه الإمكانيات الفردية لخدمة المجموعة، وللوصول إلى الهدف والمبتغى ليشكل أفضل منظومة جماعية في البطولة، وسيكون لها شان أكبر في قادم الأيام -إن شاء الله- وخاصة في مونديال قطر ٢٠٢٢؛ لأن المنتخب بمتوسط الأعمار شكل رقمًا ممتازًا، ومزج بين الخبرة المعتقة وطاقة الشباب المتجددة ومواهب فنية ومهارات فردية وقدرات كروية وفكر تدريبي مميز، كل ذلك هو ثمار عمل سنين مضت واستراتيجيات بنيت، وغايات وضعت، وطرق رسمت، وأهداف تحققت، من رجال يعملون بإخلاص وتفانٍ وعطاء واجتهاد؛ ليصل المنتخب إلى ما وصل إليه، وليكون رقمًا صعبًا في عالم المستديرة،

ولا يفوتني أن أتقدم بتحية الإجلال والاحترام إلى المنتخب الإماراتي الشقيق الذي قدم وامتع وأعطى واجتهد، وأدى مباريات شهد لها الجميع، وأؤكد على ما قلته سابقا أنه لولا القرعة ونتائج دوري المجموعات التي فرضت الديربي العربي في دور الأربعة، لوجدنا نهائيًا عربيًا بين قطر والإمارات، وقد ربحت الإمارات تنظيمًا مميزًا ومنتخبًا من طينة الكبار، تقدم بالتصنيف الكروي. وكل أمنيات التوفيق في قادم الأيام.

وختامًا فإن العرب والمحبين سيقفون يوم الجمعة يناصرون المنتخب القطري في لقائه مع المنتخب الياباني صاحب أعلى رقم في مرات التتويج بالبطولة، والذي رغم أنه أنهى معظم لقاءاته بفارق هدف إلا أنه ظهر بشكل مختلف وأقوى أمام المنتخب الإيراني، ولكن -إن شاء الله- سيكون الحسم للعنابي الذي راهن عليه الكثيرون، وأنا منهم أنه سوف يتوج بالبطولة بعونه تعالى وتوفيقه.