lama
lama
أعمدة

ذات: زارته الملائكة يوما

30 يناير 2019
30 يناير 2019

لما دعدوش -

نعم زارته وتزوره، ويجد جمال تلك الزيارات الروحية الرقيقة إيمانا، خشوعا، حبا ورقة في قلبه. وجد نفسه في استقبال لتلك اللطائف الربانية ليشعر بتواجدها في حياته مبتسما، فسأل قلبه الملائكي مستغربا: من أين له هذا؟
أجابه قلبه فقال: حين أغلقت أبوابا كثيرة كانت حائلا دونها، وأولها باب الحقد والكره وعدم التسامح، هي أثقال لا تليق بنورانية العبد المحب، فوجدت نفسك كائنا رقيقا شفافا شبيها بهم في نقاء السريرة، وأدرت ظهرك لعالم المادة والأنانية والاستغلال، وأخرجت من دائرتك كل من لم يرحم ولا يرحم، من لا يريد إلا أناه، أخرجه عدم التناسب الشديد بينكم.
أسكنت قلبك محبة الخلق أجمعين دونما أحكام ولا تعصب، فالخلق كلهم عيال الله، ودينه دين رحمة للعالمين، وملأت روحك من نشوة اليقين التي لا تأتي إلا بالتخلي والتسليم، فهو الكنز النفسي والدواء القلبي الذي لا يقدر بثمن.
شعرت أن الكون لله والأرض بما فيها لله، فهي لا تساوي في عينك شيئا إلا ما فعلت فيها لأجله. أدركت أن خلاصك معه .. سرورك معه .. شفاؤك معه… غناك معه.. ويجب أن يكون كلك معه وله.
قد أخطأت كثيرا من قبل، ولكنك حاولت أن تقف دوما ولم تقدم الأعذار لنفسك، فقد أمرت بالطاعة لا المراء والجدال لترضي نفسك الدنيوية ورغباتها في المثالية واللا خطأ، طبيعي أنك تخطئ، وطبيعي جدا أن تظل على الباب وتعود إليه مرارا وتكرارا، حبا وطواعية، بروح فطرية، خلقت وجبلت على محبته، فأصبحت عبدا نورانيا، إنسانيا، تماثلهم في الشفافية والنقاء، فكان اللقاء.
هو السمو الروحي الذي يشعره الإنسان في أقوى حالات الترفع عن الماديات والتعلق بها وبالأشياء، ومحاولة الوصول إلى ما هو أعلى وأرقى وأجمل.
مستويات روحية ليست بعيدة المنال، ولكن يلزم صاحبها رياضات نفسية تبتعد به عن أناه، وتقربه من مولاه، وتجعله في نور أخاذ يعيش معهم ولكنه الغريب بينهم، يبصر بقلبه ما لا تبصره عيناه، ويحيا بروحه ما لا يحياه سواه.
فحياته مشابهة ومختلفة في آن واحد، ولكن العبرة فيما خفى ولم تدركه العيون الناظرات.
والسؤال الآن:
هل ملكت هذا القلب الملائكي؟
ثم يسألك ثانية بقلب صادق وعين محبة:
متى كانت آخر زيارة الملائكة لك؟