Humaid
Humaid
أعمدة

توعويات: صحار مدينة الثقافة والحضارة

30 يناير 2019
30 يناير 2019

حميد الشبلي -
[email protected] -

شهدت ولاية صحار خلال الفترة من 21-23 يناير الحالي، تنظيم المؤتمر الدولي (الثورة الصناعية الرابعة وأثرها على التعليم)، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم ممثلة في تعليمية شمال الباطنة، تميز هذا المؤتمر بمشاركة واسعة لأكثر من 500 مشارك قدموا من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، وكذلك من دول أجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا، ومن بعض الدول الآسيوية والإفريقية والعربية والخليجية، وقُدمت فيه العديد من أوراق العمل الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة والمرتبطة بموضوع التعليم، كما احتوى على معرض مصاحب شاركت فيه العديد من الشركات العالمية والمحلية ذات العلاقة بموضوع التقنيات، كذلك تواجد في هذا الحدث العلمي البارز مجموعة من المنظمات والجامعات الأجنبية ومراكز تعليم وتدريب دولية.

والجميل في هذا الموضوع والذي على أثره كتبت هذا المقال، أنه أعاد لهذه المدينة التاريخية السيرة العطرة التي تميزت به مدينة صحار عبر مختلف العصور، حيث مارست صحار دورها في الاتصال الخارجي لعمان منذ القدم، لذا ربطتها علاقات ببلاد الجزيرة العربية وبلاد الرافدين، وتوسعت هذه العلاقات لتمتد من جهة الشرق إلى بلاد الصين مروراً ببلاد الهند والسند ومن الجنوب نحو شرق افريقيا إلى غير ذلك من البلدان، لذلك كانت العلاقات متنوعة في المجال التجاري والفكري والعلمي ..الخ.

وهنا يتضح لنا أن مدينة صحار كانت معروفة منذ القدم بدورها الحضاري والثقافي، وكانت محط أنظار وأسفار كثير من الباحثين والمؤرخين والمكتشفين، وتنظيم مثل هذا المؤتمر الدولي الكبير يؤكد على قدرة هذه المدينة مواصلة دورها التاريخي، كمدينة تتمتع بموقع استراتيجي بين دول العالم، كما إن لها القدرة نحو استضافة العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية والإقليمية، وخصوصا إذا ما علمنا أنها تمتلك العديد من المقومات تجعلها جاهزة لمواصلة دورها الريادي، حيث حظيت ولاية صحار ببنية تحتية متميزة من شبكات الطرق والفنادق الضخمة والعديد من المراكز التجارية، كذلك لها القدرة على استضافة الزائرين من الدول الشقيقة المجاورة عبر المراكز الحدودية المحيطة بالولاية، كما أن مطار صحار إضافة قوية لإمكانية استقبال الضيوف من مختلف دول العالم إذا ما تم تفعيله وتطويره بالشكل الصحيح، كما أن ميناء صحار يضيف قوة لهذه المدينة لتمارس عملية التواصل مع مختلف بلدان العالم.

إلا أن هناك بعض الجوانب التي تتطلب سرعة الإنجاز من بعض المؤسسات المعنية بالأمر، والتي يطالب بها أهالي ولاية صحار منذ عدة سنوات، لضمان مواصلة الدور الفعال لهذه الولاية وليستمتع سكان وزوار صحار بتلك المرافق والخدمات، ويأتي في مقدمة ذلك تفعيل سوق صحار الذي يواصل تجميد نشاطه منذ عدة سنوات، والذي بسببه فقدت صحار أحد المعالم البارزة الجاذبة للسائحين، وبالقرب من هذا السوق هناك قلعة صحار التاريخية التي ما زالت مغلقة منذ سنوات أمام الزائرين، كذلك الأمر يتطلب فتح الاستثمار السياحي والترفيهي في هذه الولاية مثل (حديقة للحيوانات وحديقة ثلجية وحديقة مائية ومدينة ألعاب كهربائية واستغلال شاطئ صحار بمشاريع سياحية وترفيهية)، ولن ننسى ضرورة الإسراع في تفعيل مطار صحار وتشييده ليكون مطار دولي يستقبل جميع الرحلات العالمية. كل تلك الأفكار والمقترحات ليس فقط لدعم نشاط وفاعلية الدور التاريخي والحضاري لمدينة صحار، وإنما أيضا للمساهمة في رفع إيراد الاقتصاد الوطني من خلال تشييد تلك المشاريع، ولزيادة كذلك نسبة عدد السائحين والزوار لأرض السلطنة.