ربما: سيماهـُم في قُلوبهم

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

مدينة الحُب.. لايدخلها العُقلاء.

•••••••••••

الكلام لا ينتهي

ولن ينتهي

الذي ينتهي فقط هو الجدوى من الكلام

الرغبة في الكلام

الداعي إلى الكلام

آخر مرحلة من مراحل الصبر على الآخرين

هي انعدام الرغبة في الكلام

مع من كانوا لنا قبل كل الناس.. كُل الناس

وبعدهم كلّهـم

نحنُ نصل أحياناً إلى نقطة

نتوقف فيها عن الكثير

نكبرُ على التبرير

نصل إلى مرحلة الترفّع المُطلق

والاستعداد للاستغناء التام عن أي شيء

وكل شيء

عن أي شخص

وكُل شخص لا يُشعرك معه

بأن لا مخلوق فوق الأرضِ سواكَ أنت

يُحبكَ أنت

يسأل عنك أنت

عن أحوالك وأوجاعك.. أنت

يخاف عليك أنت

يشعر بقلقه عليك أنت

سرّه وملاذه.. أنت

من الحُزنِ والهّم يُعيذك أنت

وصلت إلى مرحلة عُمري الذهبية

فلا أفرح بموجود

ولا أحزن على المفقود

مرحلة تبلّد المشاعر

وتجمدها كالصقيع تماما

إلى ما تحت الصفر بكثير

أحياناً

نتمنى لو أنّا منحناهم أعمارنا

ليبقوا هِم ونرحل عنهم فجأة

بلا مقدمات.. بلا استئذان

بلا وداع

رحيلك سيّعلمهم بالضبط من تكون

سيُحدد مكانك بالقلوب

لا تبذل مجهوداً للحفاظ عليهم

إذا كنت تشعر أنك لا تعني لهم شيئاً

إذا تساوى حُضورك مع غيابك.. ارحلْ

إذا شعرت بأنك ثقيلاً عليهم.. ارحل

انشغلوا عنك.. ارحل

قسوة

إهمال

تجاهل

قل احترام… ارحل

اعط العالم ظهرك.. وارحل

ثمّة أشياء كثيرة أهم من الحُب

غادرهم بكرامتك قبل أن يُغادرونك بدونها

قبل أن تكتشف متأخراً جداً

أنك منحت من لا يستحق

ما لا يستحق.

لا يرضى الله الحُزن للنساء

النساء لا يليق بهن انكسار القلب

ووجع الحنين

لا يستحقون كُل هذه المُعاناة

كل هذا التعب

الظُلم في الحُب

شقاء الحديث

إرهـاق المشاعر

جرح الكرامة

عاملوهن بشكلٍ أنيق

أنيق جداً

لا تشعروهن بالتعاسة

قلوبهـن متضخمة بالكثير

ولا يطلبن إلا القليل

يطلبن القُرب لا الوجود

قرب الروح

الاهتمام

عاملها ك طفلة

تعشق شرود ذهنها

الذي يأتي بك إليها

لا تعرف معنى الألم

ولا طعم الفراق

تنام .. لا تعرف ماهو التفكير

لا تخشى من الغد

من رجلٍ جبان في الحب

كريم في التجريح

شحيح في العواطف

عاملها كالأميرات

أثبت لهـا أنك تربيّت على يدّ ملكة.

• إليه حيثما كان:
  

  هـزمتني.