oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

توسيع مواعين الشفافية

29 يناير 2019
29 يناير 2019

تعطي القفزة التي حققتها السلطنة بـ 15 مركزًا على المستوى العالمي في مؤشر مدركات الفساد، العديد من الدلالات التي ينبغي التوقف عندها في إطار تعزيز مفاهيم الشفافية، وحيث أن هذا المؤشر تصدره منظمة الشفافية الدولية.

وقد جاء المؤشر الجديد ليعكس نتائج طيبة وملموسة على صعيد التصدي لمدركات الفساد، الأمر الذي كان له انعكاسه الجلي على مكانة السلطنة وموقعها الذي يتطور باطراد على المستوى الإقليمي ومن ثم العالمي.

هذه المؤشرات لها أهمية كبيرة على بناء التقديرات الدولية وتعزيز مكانة السلطنة في إيجاد بيئة العمل المحفزة للأعمال والاستثمار، وهو هدف تنشده كل دولة في إطار سعيها نحو تحقيق الأفضل لشعبها وبناء فرص المستقبل، من خلال المضي في السياسات التي تنتصر للقيم والمفاهيم الإيجابية في بناء الحياة الإنسانية.

وإذا كانت السلطنة تحتل الآن المرتبة الثالثة والخمسين على مستوى العالم من مجموع 180 دولة في التقرير، فإن المطلوب هو المضي إلى المزيد من بذل الجهود للقفز بدرجات أكثر في السنوات المقبلة، ولاشك أن هذا يأتي من خلال العمل الدؤوب والمستمر والحرص على توسيع مواعين الشفافية وهو سعي تقوم عليه السلطنة وتؤكده وتقوم بإنزاله على أرض الواقع، من خلال التشريعات والقوانين والممارسات، ولعل ما تحقق هو أكبر دليل على الصورة الراهنة المشرقة.

استند التقييم الدولي على العديد من التقارير العالمية ذات الطابع المتنوع من مناقشة قضايا الاقتصاد إلى الحريات إلى غيرها من المعاني التي ترتبط بالمفهوم الكلي والشامل للشفافية في أوسع معانيها في العالم الحاضر، مع الانتباه إلى أن هذه المعاني تتغير وتتجدد يوما بعد يوم في عالم باتت سمته التحرك باتجاه ابتكار المفاهيم نتيجة اتساع التجارب الإنسانية والمعارف وتعقد المعرفة في حد ذاتها بفعل الوسائط الحديثة كالإنترنت. وتستفيد السلطنة من هذه النتائج والقفزة المتحققة في جذب المزيد من الضوء باتجاهها على المستوى العالمي في إطار تعزيز بيئة الاستثمار والاستفادة من المعطيات الجوسياسية؛ بحيث يمكن أن تتحول هذه التقارير الإيجابية إلى ادخار مادي على مستوى رفع القيمة الاستثمارية وبالتالي التأثير النوعي على الاقتصاد الوطني وفائدة الجميع في نهاية المطاف. ولاشك أن أي نتيجة متحصلة هي نتاج التشارك المجتمعي والحكومي، فالقفزة التي تحصل في أي مجال كان، تأتي بفعل الجهود الجماعية التي تنشد الخير للوطن ورفعته والارتقاء به في كافة القطاعات والمجالات باتجاه ما هو أكثر ديمومة واستقرارا وتحقيقا لمعاني السعادة والإشراق المنشود.

وبناء على هذه المحصلات والنتائج ينبغي الانطلاق نحو تعزيز القدرات والفرص والاهتمام بكل الأمور التي يمكن لها أن تخدم في تلمس الخير والرخاء، وفي هذا الشأن فالعمل ينصب في تحليل التقارير الدولية واستخراج النتائج وتتبع مكامن القوة والضعف للحصول على الأكثر رسوخا دوما، وهذا يأتي بمزيد من العمل وصب الجهود من كافة الأطراف لتحقيق الرؤى والتطلعات.