صحافة

خبر : إيران وأوروبا والسير على الجليد الرقيق

27 يناير 2019
27 يناير 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «خبر» مقالا جاء فيه: بعد إعلان أمريكا عن نيتها إقامة مؤتمر بشأن الشرق الأوسط في العاصمة البولندية «وارسو» الشهر القادم تركز الاهتمام على معرفة طبيعة وأبعاد هذا المؤتمر ودور أوروبا فيه لاسيّما فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران وما قد يترتب على ذلك من نتائج بخصوص مستقبل الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية قبل أكثر من ثلاثة أعوام والذي انسحبت منه واشنطن قبل عدّة أشهر بدعوى عدم انسجامه مع سياساتها الاستراتيجية في المنطقة والعالم.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن مؤتمر «وارسو» في حال إقامته سيكون بمثابة محطة مفصلية بين أن تضطر إيران لتغيير سياساتها حيال قضايا الإقليمية والدولية أو أن يُصار إلى تشكيل تحالف ضدها خصوصا بعد أن أخفقت واشنطن وحلفاؤها في بلورة إجماع أممي يهدف إلى عزل إيران عن المجتمع الدولي على خلفية الأزمة النووية مع الغرب.

ورأت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية برئاسة «دونالد ترامب» تسعى جاهدة إلى إقناع الدول الأوروبية بالمشاركة في مؤتمر «وارسو» لاعتقادها بأهمية هذه المشاركة بالضغط على إيران، في حين ظهرت بوادر كثيرة تشير إلى أن العديد من العواصم الأوروبية والمسؤولين الغربيين لا يحبذون المشاركة في هذا المؤتمر لاعتقادهم بأنه سيعمق الهوّة مع طهران في وقت يستدعي من الجميع السعي للتوصل إلى تفاهم جديد معها لحلحلة الأزمة التي نجمت عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وألمحت الصحيفة إلى أن الكثير من الدول الأوروبية لا تزال مقتنعة بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي رغم خلافاتها مع طهران لاعتقادها بأن هذا الاتفاق يهيئ الأرضية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ونوّهت الصحيفة إلى أن الدول الأوروبية تعتزم كذلك الاستفادة من الآلية التجارية الخاصة (SPV) مع إيران خلال الأيام القليلة القادمة للحفاظ على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، وفي ذلك -والقول للصحيفة- دليل آخر على أن أوروبا لا تريد الابتعاد عن طهران إرضاءً لواشنطن، ومن هنا فإن مؤتمر «وارسو» سيواجه صعوبة في تأليب العواصم الأوروبية على إيران، بحسب الصحيفة.

وشبّهت الصحيفة العلاقات الإيرانية - الأوروبية بالسير على الجليد الرقيق، في إشارة إلى ضرورة مراعاة الدقّة والحذر في التعامل بين الجانبين إزاء مختلف القضايا، وعدم التفريط بما هو متاح من مجال لمواصلة التفاهم بين الطرفين حيال تلك القضايا خصوصا ما يتعلق بالصفقة النووية التي دخلت حيّز التنفيذ مطلع عام 2016.