hamda
hamda
أعمدة

كيف كنت؟

27 يناير 2019
27 يناير 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -
[email protected] -

جميعنا معرضون لتلقي تغذية مرتدة بشكل أو بآخر وبشكل يومي فهي جزء من الحياة، سواء كانت هذه التغذية المرتدة نقدا أو مديحا أو تقييما، وطبيعة البشر أنهم يتحسسون من النقد، حتى وإن كان نقدا بناء وكانوا على قناعة بأنه في محله، خاصة في مجتمعنا المحلي والذي قد يكون وراء سرية تقرير تقييم الأداء في المؤسسات الحكومية حتى الآن، إلا أنه وللأسف الشديد فإن غياب النقد يؤدي إلى التمادي في الخطأ، أو الانحراف عن المسارات التي توصلنا إلى أهدافنا حتى وإن كان بدون قصد منا، لهذا فإن كثيرا من الدراسات تشير إلى أن أولئك الذين يتقبلون النقد بصدر رحب هم الأكثر نجاحا، وفي دراسة - نسيت للأسف أين اطلعت عليها - أجريت من قبل (أي كيو القيادة) أظهرت أن 46% من الموظفين الجدد يفشلون خلال الـ 18 شهر الأولى من مسيرتهم المهنية، ويعود ذلك إلى حساسيتهم المفرطة تجاه النقد، النقد ضروري جدا للنمو والتطور.

كما أن الناجحين يستخدمون النقد كوقود لنموهم وتطورهم وتقدمهم المهني، ومقاومة النقد تعني مقاومة التغيير،لذا يستحسن أن تكون دائما مستعدا للنقد من خلال تدريب نفسك على رؤية (الحقيقة) في النقد الموجهة لك حتى لو كان من شخص غاضب ومنفعل، هناك دائما جزء من الحقيقة في ما يقوله الآخر، وإن كانت السيطرة على الذات أحد أهم المهارات القيادية على الإطلاق، كن واثقا من نفسك، محصنا عن أي ردة فعل غير محسوبة العواقب، وتعلم تفرق بين النقد الموجه لشخصك وذاك الموجه لأدائك، لن تتجنب النقد طالما أنك تعمل، فهو أحد أهم أدوات رحلة النجاح، لأنه يساعدك في الوصول، فنحن غالبا ما نركز على الهدف ونغفل عن الطريق، مما يؤدي أحيانا بنا إلى الانحراف عن المسار وهذا دور التغذية المرتدة لأنها تنبهنا لهذا الانحراف، وتذكرك بنقاط قوتك عندما توشك على السقوط فتستمد منها القوة، وتمنحك الحافز للنهوض والاستمرار، إنها هدية يمنحك إياها المقيم لا ترفضها مهما بدت لك مؤلمة أحيانا، إذا ما شعرت بأن فيها شيئا من الحقيقة.