1116411
1116411
العرب والعالم

«العموم البريطاني»: الخروج من الأوروبي قد يتأجل أسبوعين لمنح النواب وقتا للتصديق عليه

26 يناير 2019
26 يناير 2019

لندن تنضم إلى دول أوروبية في تحديد مهلة لرئيس فنزويلا -

عواصم - (رويترز - أ ف ب) : قالت أندريا ليدسوم وزيرة شؤون الدولة في مجلس العموم البريطاني إن الموعد الرسمي لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي قد يتأجل أسبوعين لمنح مزيد من الوقت لتصديق النواب على التشريع المتعلق به.

وليدسوم هي أكبر مسؤولة تشير إلى مثل هذا الاحتمال.

ومن المقرر أن تنسحب بريطانيا، خامس أكبر اقتصاد في العالم، من التكتل في 29 مارس القادم لكن النواب رفضوا اتفاق الخروج الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد مما ترك الباب مفتوحا أمام عدة احتمالات من بينها الانسحاب بشكل فوضوي دون اتفاق.

أكبر أزمة سياسية

ومن المفترض أن يصوت البرلمان على سلسلة من التعديلات بعد غد. وتواجه بريطانيا أكبر أزمة سياسية في نصف قرن في ظل ما تعانيه من مصاعب بشأن كيفية الخروج من التكتل الذي انضمت إليه عام 1973، أو حتى ما إذا كانت ستخرج منه بالأساس.

وقالت ليدسوم لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «بإمكاننا تمرير التشريع .. وأعتقد أننا على الرغم من كل شيء لدينا علاقة قوية جدا بأصدقائنا وجيراننا في الاتحاد الأوروبي وأنا واثقة من أننا إذا احتجنا أسبوعين إضافيين أو ما شابه فإن ذلك سيكون قابلا للتطبيق».

لكن متحدثة باسم رئاسة الوزراء قالت إن موقف الحكومة لم يتغير وإنها لا تبحث تمديد الفترة المتبقية للانسحاب الرسمي بموجب البند 50 من ميثاق الاتحاد الأوروبي. في شأن مختلف انضمت بريطانيا أمس إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مطالبة بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا خلال ثمانية أيام ومحذرة من أنه اذا لم يتم ذلك فإن لندن ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا.

وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على تويتر «بعد منع مرشحي المعارضة وتزوير صناديق الاقتراع والمخالفات في عمليات الفرز في الانتخابات التي تضيق بالعيوب، أصبح من الواضح أن (الرئيس) نيكولاس مادورو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا».

وأضاف «غوايدو هو الشخص المناسب للمضي بفنزويلا إلى الأمام».

وهدد بأنه «اذا لم يتم خلال ثمانية أيام إعلان إجراء انتخابات جديدة ونزيهة، فإن المملكة المتحدة ستعترف به (غوايدو) رئيسا مؤقتا يقود العملية السياسية في اتجاه الديمقراطية».

وتابع «حان الوقت لبداية جديدة لشعب فنزويلا الذي يعاني».

وحددت أسبانيا وفرنسا وألمانيا سابقا مهلة مماثلة مع تزايد الضغوط الدولية على نظام فنزويلا للموافقة على إجراء انتخابات جديدة.

واعترفت الولايات المتحدة وكندا وعدد من كبرى دول أميركا الجنوبية بغوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا خلال احتجاجات شعبية واسعة هذا الأسبوع.

مهلة 8 أيام

من جهته كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة تزامنا مع إعلان أصدره رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في الاتجاه ذاته أنه «بدون الإعلان عن اجراء انتخابات في غضون 8 أيام، سنكون مستعدين للاعتراف بغوايدو رئيسا مكلفا لفنزويلا من أجل بدء عملية سياسية. نحن نعمل مع شركاء أوروبيين».

وكانت باريس وجهت أمس الأول دعوة «حازمة» الى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، «للامتناع عن اي شكل من اشكال قمع المعارضة».

ودعا خوان غوايدو الذي اعلن نفسه «رئيسا» بالوكالة لفنزويلا بدعم من الولايات المتحدة، الى مواصلة التعبئة ضد حكم الرئيس نيكولاس مادورو، قبل ساعات من اجتماع السبت لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في كراكاس.

ويأتي الإعلان المزدوج لفرنسا واسبانيا فيما لم تتوصل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، مساء أمس الأول الى الاتفاق على «اعلان مشترك» يدعو الى الإسراع في الدعوة الى انتخابات في فنزويلا.

وجاء في مشروع الإعلان الذي قدم الى حكومات الدول الثماني والعشرين، أنه إذا لم يوافق نيكولاس مادورو على تنظيم انتخابات جديدة، «فسيدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية اتخاذ اجراءات جديدة، بما في ذلك الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا بالوكالة». وقد رفضت اسبانيا دعم هذه الصيغة، وبدعم من عدد كبير من العواصم الاخرى، وطلبت استبدالها بـ «ستقرر اتخاذ تدابير جديدة، منها الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا بالوكالة».

«كانو» في بريطانيا

على صعيد آخر أعلن زعيم حركة «شعوب بيافرا الاصلية» الانفصالية نامدي كانو المطلوب بتهمة الخيانة في نيجيريا، أمس أنه موجود «في بريطانيا» بعدما فر من بلاده واختفى لأكثر من عام قبل أن يظهر في إسرائيل.

وكتب كانو، الذي يقود حركة «شعوب بيافرا الأصلية» التي تطالب بإنشاء دولة مستقلة في جنوب شرق نيجيريا حيث الأكثرية من شعب «إغبو»، على تويتر «عدت إلى بريطانيا لمواصلة العمل لتحرير بيافرا من الظلام».

ونشر كانو سمسار العقارات السابق في لندن، صورة يظهر فيها واقفا أمام مطار ليدز برادفورد في شمال بريطانيا مرتديا ملابس شتوية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «قدّمنا مساعدة لرجل بريطاني موجود في إسرائيل». وتابعت «نظرا لالتزامنا بموجب قانون حماية المعلومات، ليس مسموحا لنا بالإفصاح عن مزيد من التفاصيل».

ويزعم كانو، الذي يدير محطة «راديو بيافرا» المحظورة، أن شعب إغبو يعود تاريخه إلى قبيلة إسرائيلية مفقودة، ويقول إن مهمته تقضي بأن يقودهم إلى أرض بيافرا الموعودة.

وتصاعد التوتر منذ اكتوبر 2015 عندما تم اعتقال كانو في وقت سابق من ذلك العام.

وهو يواجه اتهامات بالخيانة في قضية سبق ان اعتقل فيها حتى اطلاق سراحه بكفالة في ابريل 2017. لكنه لم يمثل أمام المحكمة مجددا في ابوجا، ما أثار تكهنات حول مكانه.

وفي أكتوبر الفائت، ظهر كانو في إسرائيل. ودعا أنصاره حينها لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في نيجيريا المقررة في فبراير 2019.

وفي نيجيريا مئات المجموعات الاتنية واللغوية، لكنها منقسمة بشكل عام بين شمال بغالبية مسلمة وجنوب بغالبية مسيحية.

وبعد حرب استمرت ثلاث سنوات وسقوط اكثر من مليون قتيل، استسلم جنود بيافرا عام 1970 للجيش النيجيري وتخلوا عن حلمهم بالانفصال. ولكن بعد خمسين عاما، يبقى تاريخ بيافرا مسألة بالغة الحساسية في نيجيريا.