1115779
1115779
المنوعات

أمسية ثقافية في الأمثال العمانية التونسية بمكتبة دار الكتاب بصلالة

26 يناير 2019
26 يناير 2019

صلالة: أمينة الزوامري:-

أُقيمت مساء الخميس بمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة الأمسية الثقافية بعنوان «الأمثال العمانية التونسية» وذلك بحضور عدد من الكتاب والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في المحافظة.

بدأ اللقاء بكلمة للدكتور محمد الغساني مدير مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة قال فيها: «إن عنوان الملتقى الفكري هذا يعيد لنا الذكريات التي كنا نسمعها من الأهالي بين فترة وأخرى من الأمثال التي سنستضيفها الليلة ولا يخفى عليكم أن الأمثال هي جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي للمجتمع وهي صوت الشعب لأنها تعبر عن عقلية الشعب وطريقة معيشته وأخلاقه وعاداته وتقاليده وقيمه ولا تقتصر هذه الأمثال على لغتنا العربية الأم بل هناك اللهجات الشحرية في ظفار والأمازيغية في شمال إفريقيا فنرى فيها البلاغة والحكمة عندما تتم ترجمتها للعربية كما عّبر الغساني خلال كلمته عن مدى سعادته لاستضافة المكتبة لمثل هذه الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها من الجوانب التي تهتم بالجانب الأدبي وقال: إن المكتبة تهدف بشكل أساسي إلى استضافة مثل هذه اللقاءات المثرية الغنية بالموروثات الثقافية والأدبية كما تعد حاضنة لتلك الأفكار التي تخدم المجتمع الذي يتطلع لغد مشرق».

استعرض اللقاء مجموعة من الأمثال الشعبية التي تمتاز بها محافظة ظفار إلى جانب أشهر الأمثال العربية التونسية.

حيث بدأت الكاتبة العمانية ثمنة هوبيس الجندل في الحديث حول الأمثال الشعبية» صورة عن المجتمع العماني محافظة ظفار أنموذجا «والتي تعد نمطا من الحياة الاجتماعية السائدة قديما ولا تزال متوارثة والجندل هي كاتبة عمانية لها عدة إصدارات أدبية مثل: «اعرف ظفار من خلال 350 سؤالا وجوابا» ومجموعة قصصية فردية بعنوان «بحر الزين»، وخلال اللقاء تناولت الكاتبة أمثالا تتعلق بجوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية كالجانب الأسري والحياة الزوجية وأمثال أخرى في الإرشاد والنصح وأخرى تتعلق بالجانب السلوكي والأخلاقي والتي كانت تتردد بين أفراد المجتمع بهدف النصح والوعظ واكتساب المعرفة والخبرات من الآخرين وفي هذا الإطار تؤكد الكاتبة على أهمية الأمثال الشعبية وضرورة المحافظة عليها بين أبناء الأسرة الواحدة لما لها من أهمية بالغة في تحقيق الترابط والتآلف والوعي إضافة إلى تأثيرها بشكل إيجابي في المجتمع وتقول: إن لدينا الكثير من الموروثات الثقافية الثمينة تحمل المبادئ والعادات الأصيلة التي يجب أن ننهل منها في حياتنا وهي قصة حياة تروى للأجيال وحكمة سطرها التاريخ صالحة لكل زمان ومكان وقالت إن الأمثال الشعبية استمدت جمالياتها من خصوصيتها من اللهجة المحلية التي تصب سحرها وقوتها في العبارة والمعنى وتضيف قائلة: إن المثل من أكثر الآداب الشعبية المتداولة والمعبرة عن ظروف الناس وأحوالهم المختلفة إذ تختزل الخبرات وتستعرض دروس الحياة في جمل قصيرة مكثفة المعنى رشيقة الكلمات ومن الأمثال التي تدعو إلى التواصل مع الأرحام ومساعدتهم هناك المثل العماني الذي يقول «لقمة في السبيل أهل الدار أحق به» وفي السياق نفسه يقول المثل التونسي «الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه» وغيرها من الأمثال ذات القيمة في المعنى والتي أوضحت لنا مدى التقارب الثقافي بين البلدين.

ومن جانبها قدمت الكاتبة التونسية دلندة قاسم الزغيدي محاضرة تحت عنوان «الأمثال الشعبية فلسفة مجتمع» تحدثت فيها عن مجموعة من الأمثال الشعبية التونسية حيث أثرت اللقاء الفكري الثقافي بعدد من الأمثال الشهيرة في تونس التي تحوي في مضمونها مبادئ وقيما متعددة عن الحياة الاجتماعية بين الناس، كما تطرقت الكاتبة إلى سرد نماذج من القصص الشعبية وأمثالها كنوع من الفكر الثقافي والأدبي في المجتمع التونسي وقالت: «لقد أبرزت المحاضرتان توأمة ثقافية بين البلدين من خلال استعراض الأمثال العمانية وما يقابلها من أمثال تونسية وأضافت بأن اللقاء قد جمع بين المادة الفكرية القيمة والطرح الهادف المتسم بالبساطة والإيجاز في اللفظ وإصابة المعنى وحسن التسلية وجودة الكناية» وأشارت الزغيدي إلى العديد من الأمثلة الشعبية التونسية أشهرها «يرفس في حلاب مقعور» وهو يقال عندما لا تأتي النصيحة لشخص ما بفائدة ولا نتيجة ،و«فليِّس مع فليِّس يولِّيوْ كدَيِّس» وهي دعوة لادخار المال كما استعرضت أيضا نماذج لعدد من الأغاني التونسية القديمة التي تحمل معاني لأمثال وقصص تونسية شعبية.

والجدير بالذكر أن لها عديد من المشاركات الأدبية حيث شاركت في كتب جماعية مثل «عندما تورق الكلمات» الجزء الثاني وكتاب أبجدية أولى الجزء الثالث، ولها كتاب سيصدر قريبا بعنوان «متجر الأحلام» وقدمت العديد من أوراق العمل في مؤتمرات ومحافل تربوية بالسلطنة.

بعد ذلك قدمت الكاتبتان مناظرة من جانب الأمثال الشعبية العمانية والأمثال الشعبية التونسية امتزجت بالطرافة والتشابه في بعض العادات الاجتماعية والتقارب الثقافي الاجتماعي إضافة إلى تقديم عرض مرئي للجمهور بهدف المشاركة والتفاعل في جانب الأمثال الشعبية، وأدارت اللقاء الكاتبة إشراق النهدية.