oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

«الرؤية المستقبلية 2040»

26 يناير 2019
26 يناير 2019

في إطار الإعداد لوثيقة الرؤية المستقبلية لعُمان «2040» يبدأ اليوم «المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية 2040»، الذي يشكل أحد المسارات والأنشطة الرئيسية المكملة لإعداد هذه الوثيقة التي يعول عليها في بناء فرص المستقبل الأفضل للسلطنة ونسج التطلعات للأجيال الصاعدة، وحيث يعتمد إعداد هذه الوثيقة على العديد من المسارات من ضمنها المشاركة المجتمعية والمؤتمرات والندوات التي تساعد في بلورة الأفكار عبر العصف الذهني وتشارك الآراء، فصناعة الاستراتيجية هي عمل ملهم يتم عبر تلاقي العديد من الرؤى التي يتشاركها مجموعة من الناس.

تدرك حكومة السلطنة وهي تنظر إلى الآفاق البعيدة في المنشود مستقبليًا أن هناك العديد من الفرص والإمكانيات التي يمكن الاشتغال عليها لصناعة واقع اقتصادي أفضل وحياة أكثر رفاهية وسعة، بيد أن ذلك يتطلب في المقام الأول الإعداد الكافي للخطط والبرامج القائمة على دراسة الواقع أو الراهن مع الاستفادة من التجارب السابقة والمتغيرات والإضافات على مستوى العالم ككل، بأخذ الخلاصات، ومن ثم الانطلاق نحو تكييف واقع جديد يأتي ثمرته بإذن الله.

فالطريق إلى «2040» لا يعني نهاية الرحلة أو الهدف النهائي بل هو يعني أعمق من ذلك في إدراك مسار الرحلة نفسها والتحديات التي تكتنفها، ما يتطلب إعداد الكوادر البشرية والتأهيل وفق المعاني العصرية وإعادة التفكير في روح الحياة الحديثة وإمكانيات السلطنة التي تساعد في الإلهام والبناء والتطوير المأمول.

إن المناقشات المتوقعة من خلال المؤتمر والأجواء التي تصطحبه بمشاركة من داخل وخارج السلطنة من شأنها أن توفر رؤى مفيدة تساهم في تلمس الخيارات الأفضل، لاسيما مناقشة الأفكار والتجارب التي قامت عليها دول ومجتمعات أخرى ما يساعد بشكل جلي في الأخذ بالمفيد والإيجابي وإبعاد السلبيات، وحيث إن كل تجربة تتطلب شروطًا خاصة يجب أن توضع في الاعتبار، فمهما تشابهت التجارب الإنسانية وكانت هناك خطوطًا مشتركة، إلا أن واقع كل بلد وجغرافية تكون له خصوصيته التي لابد أن توضع في الاعتبار في إطار وضع السياسات وتكييف الرؤى والأفكار المستقبلية.

إن العالم يتحرك بالكثير من الأفكار الجديدة منها الأصيل والثابت ومنها المتغير والسريع، ما بين مكتسبات الشعوب والأمم عبر التاريخ وما يدور في فلك اللحظة الراهنة، ومن هنا فأي دولة تأخذ ما يناسب اللحظة التاريخية التي تمر بها من قراءة موضوعية للمعطيات والموضوعات المتوفرة أمامها ومن ثم العمل على ربط كل ذلك بالسياق المعولم لأنه في عالم بات مترابطًا ومتشابكًا سيكون على أي فرد أو مؤسسة الاشتغال جماعيًا، فالنسيج العالمي هو الأساس للتطور والتغيير والرحلة إلى استكشاف الفرص المستقبلية وبناء الحياة الإنسانية الأكثر رحابة.

وفي هذا الأجواء فالمشاركة الفاعلة مطلوبة من الجميع.. شرائح الشباب والمرأة وحتى الأجيال الأصغر سنًا يمكن أن تكون ملهمة بالأفكار المفيدة، كذلك الشراكة في صناعة الأفكار والقرارات عبر مؤسسات القطاع الخاص الذي يعول عليه في مرحلة مقبلة في تعزيز الاستثمار ومزيد من النهضة المرتقبة.