الرياضية

حصاد آسيا أداء يرتفع وتألق ونجاح عربي

26 يناير 2019
26 يناير 2019

حسان ملكاوي -

بعد انقضاء دور الستة عشر، كانت أبرز نقاطه استمرار الأخطاء التحكيمية، واشتدت ضرورات تطبيق نظام (الفار) الذي ساهم تطبيقه في دور الثمانية بمعالجة الأخطاء، وكان له أثر كبير في منع الظلم الكروي نتيجة الخطأ البشري،. وتراجع الحصاد العربي في دور ١٦ وذلك بتأهل فريقين فقط: الإمارات وقطر، من أصل سبعة فرق لعبت في هذا الدور، حيث كان من المفروض على الأقل أن يتأهل بجانبهم الأردن قياسًا على الأداء السابق وعلى الخصم في هذا الدور، وإن جاز التعبير فإن خروج الأردن كان هو المفاجأة الوحيدة، في هذا الدور، ونتمنى أن يعود الأردن في قادم الأيام إلى ما هو أقوى من وصولهم إلى الملحق العالمي، ولاحظنا أيضًا استمرار تخلي الحظ عن المنتخب العماني، لا بل بقي أكثر الفرق تأثرا بالضعف التحكيمي، الأمر الذي فرض عليه مواجهة نارية مع المنتخب الإيراني، ومرة أخرى احتسب على المنتخب العماني ركلة جزاء مشكوك في صحتها، وعانده الحظ عندما أضاع ركلة جزاء في دقائق المباراة الأولى، ولو سجلت لكان هناك كلام آخر، ولكنه أظهر تحسنًا كبيرًا في الأداء من كل مباراة إلى أخرى، وله نوجه أجمل تحية. وكشفت البطولة عن أسماء ومواهب كروية عمانية تمتاز بالفنية والمهارة، نتمنى أن نستفيد منها ونطورها في قادم الأيام، ورغم التحسن النسبي في الأداء للمنتخبين السعودي والبحريني لكنه لم يكن كافيا لمنع الخسارة من المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي، كما أن دور الستة عشر ونتائجه، حرمتنا من فرصة نهائي عربي عربي ولكن الحمد لله عدنا إلى النجاح العربي الكبير في مباريات دور الثمانية وبنسبة ١٠٠% وضمنا من خلال نتائج هذا الدور وجود فريق عربي طرفًا بالمباراة النهائية. ونستعرض بشكل خاص مباريات الفرق العربية في دور الثمانية ١. المنتخب القطري ومنتخب كوريا الجنوبية: فقد واصل المنتخب القطري سكة الانتصارات وتحقيق أفضل النتائج والأرقام رغم أن طريقه لم تكن مفروشة بالورود، فقد واجه المنتخب السعودي في دوري المجموعات، والعراق في دور الستة عشر، ثم في دور الثمانية كوريا الجنوبية الذي يضم كتيبة من المحترفين في أوروبا والذي يشكل رعبا حقيقا لكافة الفرق، وكان مرشحًا للوصول إلى المباراة النهائية، إلا أن الفريق القطري أكد أن كرة القدم تعطي من يعطيها وأن من يجتهد يصل ويحقق مبتغاه، فاستطاع العنابي من خلال إعداده المدروس ضمن خطة ومنهاج، ومن خلال مدربه الكفء، ولاعبيه المتميزين حسم المباراة وفرض أسلوبهم على الفريق الكوري الجنوبي، بغض النظر عن نسب الاستحواذ والتسديد، حتى إن الشوط الأول، ورغم الاستحواذ الكوري، إلا أنه لم يستطع التسديد الحقيقي بين الخشبات الثلاث، بل استطاع العنابي أن يكون الأخطر، ويستنزف قدرات الفريق المنافس ويباغته بالشوط الثاني بأسلوب جديد وتهديد اكبر، وتسجيل هدف، كان كافيا للعبور إلى دور الأربعة، وللأمانة فإن الفريق القطري ظهر في كافة لقاءاته بشخصية البطل القادم والفريق المنظم وحافظ بالتشارك مع المنتخب الإيراني بأنهم هم الأعلى تسجيلا باثني عشر هدفًا، والذين لم تتعرض شباكهم إلى أي هدف، وامتاز الفريق القطري أيضا بأنه حقق الفوز وسجل الأهداف في وقت المباراة الأصلي في كافة لقاءاته، بينما تعادل الفريق الإيراني مع العراق سلبيا في دور المجموعات، وأتوقع إن شاء الله، المزيد للعنابي وخصوصا في البطولات العالمية والقارية القادمة، حيث انه فرض اسمه بقوة وأصبح يحسب له ألف حساب، وقدم خلال البطولة هدافا متميزا وحارسا رائعا وخطوطا مترابطه، وفكرا ناجحا وانضباطا تكتيكيا، وكل أمنيات التوفيق له في كل المحافل.

٢. المنتخب الإماراتي والمنتخب الأسترالي: قدم المنتخب الإماراتي أفضل مباراياته في البطولة، وحفر اسمه بين الأربعة الكبار، واستطاع هزيمة البطل الآسيوي، وبنفس النتيجة الذي هزم بها المنتخب الأردني الكنغر الأسترالي في الدور الأول، وأثبت المنتخب الإماراتي انه يستغل كل عوامل النجاح، ،وأنه قادر على الاستغلال الإيجابي لأخطاء الفريق المنافس، وبهذا الفوز المستحق ضرب موعدا مع الفريق القطري في المباراة القادمة يوم الثلاثاء القادم، وهي مباراة قوية كرويا بين الأشقاء، ويصعب التكهن بنتيجتها لتقارب المستوى الفني بين الفريقين، وان كانت الأرقام في البطولة تميل للمنتخب القطري، وأيا كان المتأهل للمباراة النهائية، فإننا نرفع القبعة للفريقين على ما قدما وأمتعا، وأعتقد أنه لولا أن القرعة والنتائج فرضت هذا الدربي العربي لكان الفريقان في المباراة النهائية. وبالمناسبة أيضا فإن الدربي العربي الوحيد في دور الستة عشر بين قطر والعراق حرمنا من تأهل الفريق العراقي الذي أدى أداء طيبا في البطولة ويبشر بمستقبل واعد.

وأما على الطرف الآخر، فإن مباراة اليابان وإيران يوم الاثنين ستكون أمسية ووجبة كروية دسمة لتحديد الطرف الثاني لنهائي أمم آسيا وإن كان المنتخب الإيراني قياسا على ما قدم في البطولة هو الأقرب للفوز، وننتظر لقاءات دور الأربعة بفارغ الصبر ولهفة وشوق، للاستمتاع والمشاهدة.

وللحديث بقية،وإلى لقاء جديد.