1114972
1114972
العرب والعالم

ترامب يؤكد اعترافه بـ «غوايدو» وموسكو تعتبره «انقلابا على السلطة» والأمم المتحدة تدعو للحوار

24 يناير 2019
24 يناير 2019

رئيس البرلمان الفنزويلي يتحدى مادورو وينصب نفسه «رئيسا» بالوكالة -

بروكسل - (أ ف ب): لقي التحدي الذي أطلقه زعيم المعارضة خوان غوايدو ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بإعلان نفسه «رئيسا» بالوكالة ردود فعل متفاوتة حيث اعترفت به الولايات المتحدة وعدة دول في أمريكا اللاتينية فيما نددت روسيا بما اعتبرته «اغتصابا للسلطة».

وامس الاول، في ذكرى سقوط حكم ماركوس بيريز خيمينيس في 1958، أعلن غوايدو البالغ من العمر 35 عاما أمام حشد من أنصاره «أقسم أن أتولى رسميا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا لإنهاء مصادرة (السلطة وتشكيل) حكومة انتقالية واجراء انتخابات حرة».

من جهتها دعت الأمم المتحدة إلى الحوار فيما حض الاتحاد الأوروبي على إجراء انتخابات حرة.

وسارعت واشنطن وكندا وعدة دول أمريكية لاتينية الى تقديم دعمها لإعلان غوايدو الذي كشف عنه أمام حشد من عشرات آلاف المؤيدين في العاصمة كراكاس امس الاول.

في المقابل عبرت عدة دول اخرى عن دعمها لمادورو مؤكدة عدم اعترافها بإعلان رئيس البرلمان.

وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان «أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا».

وتقيم واشنطن علاقات متوترة جدا مع كراكاس منذ وصول الرئيس السابق هوغو تشافيز إلى السلطة في 1999، وتدهورت مؤخرا تدريجيا، وقال ترامب إن «الفنزويليين عانوا طويلا بين أيدي نظام مادورو غير الشرعي».

من جهتها، اعتبر الكرملين أن مادورو هو «الرئيس الشرعي» لفنزويلا، وندد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بـ «اغتصاب السلطة» من جانب المعارضة. وفي بيان شديد اللهجة داعم لمادورو حليف موسكو حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن الدعم الدولي لزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن امس الاول نفسه «رئيسا بالوكالة»، «يؤدي مباشرة إلى الفوضى وسفك الدماء».

وقال بيسكوف للصحفيين «نعتبر محاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا… بمثابة انتهاك للقانون الدولي»، مشيرا إلى أن «نيكولاس مادورو هو رئيس الدولة الشرعي» للبلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

كما، عبرت الصين عن معارضتها «التدخل الخارجي» في السياسة الفنزويلية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ في بكين إن «الصين تؤيد باستمرار مبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية للدول الأخرى، وتعارض التدخل في الشؤون الفنزويلية من قبل قوى خارجية».

وأضافت «نحن نتابع الوضع الحالي في فنزويلا عن كثب وندعو كل الأطراف الى الحفاظ على التعقل والهدوء والسعي الى حل سياسي للمشكلة الفنزويلية عبر الحوار السلمي ضمن الإطار الدستوري الفنزويلي».

من جهتها، أعلنت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها جاير بولوسنارو باستمرار عن عدائه لمادورو، أنها «تعترف بخوان غوايدو رئيسا».

لكن برازيليا تستبعد أي تدخل خلافا لواشنطن التي لا تستبعد ذلك إذا سحق مادورو الاحتجاج بالقوة، إذ كتب ترامب في تغريدة أن «كل الخيارات مطروحة».

وقال نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو في دافوس بسويسرا إن «سياستنا الخارجية ليست التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى».

وإلى جانب البرازيل اعترفت عشر دول أخرى أعضاء في مجموعة ليما التي تدين باستمرار تجاوزات نظام مادورو، بغوايدو.

وهذه الدول هي الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي والبيرو.

وقال الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا «نحن مقتنعون بأن ما يسمى خطأ -الرئيس- مادورو جزء من المشكلة وليس من الحل».

أما وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري، فقد قال «نريد أن يستعيد الفنزويليون الديمقراطية».

وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند «ندعم التزامه قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة».

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى «الحوار» في فنزويلا لمنع «تصعيد» يمكن أن يؤدي إلى «كارثة».

وقال غوتيريش على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي «نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان فنزويلا والمنطقة».

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم «انتخابات حرة وتتمتع بالصدقية بموجب النظام الدستوري».

وقالت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إن «الشعب الفنزويلي يملك حق التظاهر بطريقة سلمية واختيار قادته بحرية وتقرير مستقبله»، مؤكدة أنه «لا يمكن تجاهل صوته».

وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر أنه «يأمل في أن تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا»، وأضاف «خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديمقراطيا».

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ «شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم» في مواجهة «الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو»، وأكد أن أوروبا «تدعم إعادة الديمقراطية» إلى البلد.

من جهته ،اعتبر مدير عملاق النفط الفرنسي «توتال» باتريك بويانيه ان ما يحصل في فنزويلا، حيث الشركة الفرنسية متواجدة منذ 25 عاما، (قد يكون نبأ سارا للشعب الفنزويلي).

وقالت اسبانيا إن تنظيم انتخابات جديدة هو «المخرج الوحيد» لفنزويلا، وقال وزير الخارجية الاسباني جوزيب بوريل «يجب ان نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب بلا شك عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات».

وأجرى رئيس الحكومة بدرو سانشيز اتصالاً هاتفياً مع غوايدو مشدداً على ضرورة تنظيم «انتخابات حرة».

وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب اردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع مادورو ليعبر له عن دعمه.

وصرح الناطق باسم الرئاسة ابراهيم كالين أن الرئيس التركي قال لمادورو «الأخ مادورو يجب أن تبقى مرفوع الرأس وتركيا تقف إلى جانبكم»، وتقاسم كالين على تويتر وسم «كلنا مادورو» تعبيرا عن الدعم للرئيس الفنزويلي. وكتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل في تغريدة على تويتر «نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية».

أما وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز فقد أكد «دعمه الحازم» لمادورو ودان التحرك، معتبرا أنه «محاولة انقلابية».

وكتب الرئيس البوليفي ايفو موراليس في تغريدة «نعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى القتال بين الأخوة الفنزويليين»، وأضاف «في الديمقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الامبراطورية».

وأكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري اندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا.وقالت وزارة الخارجية المكسيكية «بموجب مبادئها الدستورية بعدم التدخل.. لن تشارك المكسيك في العملية التي تقضي بعدم الاعتراف بعد الآن بحكومة بلد تقيم معه علاقات دبلوماسية».