الرياضية

الإمارات المضيفة تقارع أستراليا حاملة اللقب في ربع النهائي

24 يناير 2019
24 يناير 2019

(أ ف ب) - تتبارز الإمارات المضيفة مع أستراليا حاملة اللقب على مقعد في نصف نهائي كأس آسيا 2019 اليوم في مدينة العين، من دون تقديم المنتخبين حتى الآن مستويات مرضية لطموحات جماهيرها.

في العادة، يعتبر عامل الأرض سيفا ذا حدين، فإما أن يحفز صاحب الضيافة على تقديم الأفضل والمضي قدما وباستحقاق في البطولة، وإما أن يشكل ضغطا على اللاعبين، الأمر الذي يفضي الى مضاعفة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فيخرجون من الباب الضيق.

ولا يعكس تصريح المدير الفني، الإيطالي البيرتو زاكيروني، واقع حال فريقه إذ كشف قبل مباراة دور الـ16 أمام قرغيزستان (3-2 بعد التمديد) بأن «الهدف من تعاقدي مع منتخب الإمارات وحضوري الى هنا هو الفوز بهذه البطولة. أستطيع رؤية ذلك في عيون اللاعبين. لديهم الرغبة نفسها التي أحملها لإسعاد الجماهير».

ورغم الأداء العادي لـ«الأبيض» من مباراة الى أخرى، ما زال زاكيروني الذي سبق له تذوق طعم الفوز باللقب القاري عام 2011 مع اليابان، يردد «سأحاول تصحيح الأخطاء ومواصلة تطوير المنتخب مباراة تلو الأخرى، حتى نصل الى هدفنا الختامي. نفتقد أحيانا السرعة في الأداء والتحول من الدفاع الى الهجوم، وهذا ما عملت على تصحيحه في الفترة الماضية».

لكن الإمارات بقيت متحفظة في الجانب التكتيكي ولا شك في أن غياب عمر عبدالرحمن «عمّوري» عن البطولة نتيجة إصابته بركبته خلال إحدى مباريات فريقه الهلال السعودي، حرم الإمارات من قلبها النابض وصانع ألعابها الذي يعتبر من الأفضل في القارة.

يدافع زاكيروني عن نفسه أمام من يعتبره مدربا بمنحى دفاعي بالقول «لست متحفظا كما يشاع بدليل الإضافة الهجومية في المباريات الماضية، لكن التوازن مهم في هذه البطولة» التي بدأها صاحب الضيافة باحتلال صدارة المجموعة الأولى بخمس نقاط إثر تعادل مع البحرين 1-1 وفوز صعب على الهند 2-صفر وتعادل مخيب مع تايلند 1-1 قبل مواجهة قرغيزستان في دور الـ16 والفوز عليها بصعوبة بالغة 3-2 بعد التمديد وبهدف من ركلة جزاء في الدقيقة 103 للبديل أحمد خليل الذي يرى فيه مدربه الذي تولى المنصب في نهاية 2017 واحدا من أفضل لاعبي آسيا.

وأصبح خليل على بعد هدف واحد من الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع المنتخب الإماراتي والموجود في حوزة النجم السابق عدنان الطلياني (52 هدفا).

وكان لافتا في التصريح الأخير لزاكيروني (65 عاما) الساعي الى الوصول بالإمارات الى النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد 1996 عندما استضافت العرس القاري وخسرت أمام السعودية بركلات الترجيح، قوله إنه لا يعرف شيئا عن منتخب استراليا الذي سيواجهه في ربع النهائي.

وكشف المدرب بأنه سينكب مع مساعديه على دراسة منتخب الـ«سوكروز» عبر تسجيلات الفيديو الخاصة بمباريات الأخير خلال البطولة.

ويرى زاكيروني الذي قاد ميلان الى لقب الدوري المحلي في 1999 مع النجوم باولو مالديني، الليبيري جورج وياه، البرازيلي ليوناردو والالماني اوليفر بيرهوف، أنه رغم عدم امتلاء ملعب المباراة امام قرغيزستان بالكامل من قبل جماهير أصحاب الضيافة الا ان الفريق حظي بمساندة كبيرة، وشدد على انه لم يواجه أي أخطاء دفاعية رغم معاناة لاعبيه من الكرات العرضية الهوائية، مشددا على انه لم يلجأ الى الدفاع بدليل إقحام ثلاثة مهاجمين هم إسماعيل مطر وخلفان مبارك وعلي مبخوت.

وبعيد التأهل إلى ربع النهائي الذي سيشهد استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم («في ايه آر»)، رفع المدرب شعار «لا وقت للراحة» حيث بدأ المهمة بالتخلص من آثار خوض 120 دقيقة أمام قرغيزستان والتركيز على تجهيز البدائل لسد النقص الناتج عن غياب خليفة مبارك بعد تعرضه لكسر في الساق في الشوط الأول من المباراة الأخيرة، وخميس إسماعيل للإيقاف بتراكم البطاقات الصفراء.

أستراليا غير مقنعة

في المقابل، لم تكن أستراليا مقنعة بقيادة المدرب جراهام أرنولد الذي عين بعيد مشاركة الفريق في كأس العالم 2018 في روسيا وخروجه من الدور الأول، والذي سيستمر في المنصب حتى مونديال 2022 في قطر.

بدأت أستراليا البطولة بخسارة مفاجئة أمام الأردن بهدف قبل الفوز على فلسطين 3-صفر وسوريا بصعوبة 3-2، لتشغل المركز الثاني في مجموعتها. واحتاجت الى ركلات الترجيح في دور الـ16 لتخطي عقبة أوزبكستان 4-2 بعد التعادل سلبا في مباراة متوازنة لم تظهر فيها أفضليته.

ويفكر أرنولد (55 عاما) في تغيير طريقة لعبه أمام الإمارات «يمكنني ان أغير الطريقة بغية الاعتماد على مهاجمين اثنين في مركز 9، وربما نعتمد على 4 لاعبين في خط الوسط. الأمر الجيد أننا لن نضطر الى السفر. نحن هنا في العين وهم (منتخب الإمارات) عليهم السفر لمواجهتنا. لاعبونا جاهزون وقادرون على التعافي سريعا».

ولا شك في ان أرنولد كان سعيدا بعودة ماثيو ليكي جناح هرتا برلين الألماني الى التشكيلة رغم ابتعاده عن الملاعب منذ ديسمبر الماضي. وغاب ليكي (27 عاما) عن مباريات الدور الأول ودخل في الدقيقة 68 في المباراة أمام اوزبكستان وسجل ركلة الترجيح الأخيرة لمنتخب بلاده.

وقال المدافع ترينت ساينسبوري «عودة ليكي أشبه بشراء فريق للاعب جديد. هو دائما شخص إيجابي حتى على مقاعد البدلاء وفي غرفة الملابس. انه إضافة قوية لترسانتانا».

ويتألق في صفوف «سوكروز» أيضا حارس مرمى برايتون الانجليزي ماثيو راين خليفة مارك شفارتسر منذ 2012، غير ان الفريق ما زال يفتقد الى أسطورته تيم كايهل الذي قرر الاعتزال مع ميلي يديناك، والى لاعبين بارزين آخرين غابوا بسبب الإصابة أهمهم آرون موي.