Randa-New
Randa-New
أعمدة

عطر : رسالة

23 يناير 2019
23 يناير 2019

رندة صادق -

تحية وبعد إلى فخامة الأمل

الموضوع: “الصورة قاتمة لكن الأمل قائم”

أجمع الجميع على أن عام 2018 هو عام سيء، سياسيا واقتصاديا وأيضا اجتماعيا وعاطفيا، سيطرت على ملامحه وتفاصيله الكآبة،عام الكوارث والموت المجاني والطفولة المشردة الحزينة، والنزاعات والحروب والانهيارات والكوارث الطبيعية. ومع بدايته انهالت علينا تقارير من نوع “حصاد العام “التي رتبت الأحداث والتطورات وفقا للمراتب الأولى من حيث أهميتها وقوتها.

من الناحية السياسية اشتدت الخلافات العربية-العربية، والخلافات العربية -الغربية، ورأينا تحالفات جديدة صادمة، حيث بات أعداء الأمس حلفاء اليوم، يتغنون بعلاقاتهم التاريخية والإنسانية، أعلن معظم العرب فشل “الربيع العربي” في إحداث التغييرات السياسية والاقتصادية، وتكررت جملة كونداليزا رايس:” أننا في مرحلة ولادة الشرق الأوسط الجديد”.

تشرذمت أحلام المواطن العربي، الذي بات مقيدا جغرافيا وعاطفيا، فهو لا يعرف كيف يتعامل مع جيران الأمس الذين أصبحوا أعداء اليوم؟ لذا جلس يراقب وينتظر أن يقوم العقلاء في الأمة بتهدئة النفوس وإعادة الروابط العربية فيما بينها، لكن الخطاب السياسي استخدم لهجة التهديد والوعيد، مما ضاعف خطر الحروب والقلق من الأحداث المباغتة، كذلك تراجع تصدر القضية الفلسطينية أولية الهم العربي، واحتلت أمور أخرى قائمة الصدارة في الذهنية العربية. خفت نجم داعش الذي تمت تغذية شرعية وجوده من الفكر الديني، وبدأنا نسمع عن هزائمه هنا وهناك، تغير خطاب الجميع، والمواطن العربي في حيرة من أمره يكاد لا يفهم ما يحدث، ولماذا يحدث؟. شهد هذا العام اغتيالات لا يجرؤ خيال أي كاتب على كتابة تفاصيلها، ورأينا فضائح وجرأة غير معهودة عربيا، أما سيد العام فقد كان الخوف تلته العصبية والعنصرية والعدائية والكراهية. من الناحية الاقتصادية تصدرت أمريكا قائمة الأقوى اقتصاديا، تلتها الصين ثم ألمانيا، لكن الحرب الاقتصادية الصامتة بين أمريكا والصين في أوج تحضيراتها، فالمارد الصيني ينفث نار تنينه في وجه الدولة المسيطرة على اقتصاد العالم منذ اكثر من ستين عاما، لذا ارتفعت شدة النزاعات في النقاط المشتعلة، وارتفع صوت التهديدات والتحديات، وكذلك الوعيد بالشر المستطير وصعّدت أمريكا من جنونها الترامبي الغريب شكلا، الخطير مضمونا، ولم تسلم دولة مثل فرنسا من انتفاضات ضد سياسية رئيسها الاقتصادية في حين دول أخرى تنتظر دورها. أما طبيا فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان، وسجلت أرقاما مخيفة في الشرق الأوسط بسبب ارتفاع نسبة التلوث البيئي وإهمال الأمن الغذائي. ومن الأمور الملفتة غرق المواطن العربي في عالم “السوشيل ميديا” وتقبله لمفاهيم جديدة أخلاقية تحت غطاء الحرية الشخصية، وحق الآخر في الحياة، حيث تراجعت وجهة النظر الدينية لتحتل مكانها مفاهيم هي نتاج العولمة الأممية، وتنامت ظاهرة “الفاشينيستات “و”المتحولين جنسيا “وضاعت البوصلة، وبالطبع تصدرت السخافة مؤشر الترصدات العربية وتحول المجتمع إلى صانع للفضائح ومتلذذ بحدوثها.

الصورة قاتمة لكن الأمل قائم، قائم في رغبة الحياة والتفاؤل بمصير البشرية. وفي قراءة لكل التقارير الشرق أوسطية، سنجد أنها اشتدت واستفحلت واقترب الفرج، وانه من الممكن أن نشهد في عام 2019 بعض الانفراجات في المنطقة، حيث سيبدأ ظهور شكل المرحلة في الخمس سنوات المقبلة، التي قد تتضمن تحالفات جديدة وتطبيعا جديدا بين بعض الفرقاء في المنطقة، حتما لن يكون عام السلام، ولكن المعطيات تشير إلى إمكانية حلحلة بعض القضايا التي وصلت إلى قمتها، من هنا الأمل سلاح المواطن العربي، لا يمكنه أن يتخلى عنه، لذا تطلعاته نحو المفاجآت الإيجابية هو عنوان عام 2019. رسالتنا لك أيها الأمل أن لا تغادر منطقتنا لنتمكن من الحب والحلم والتعايش بلا ضغائن أو أطماع .

وتقبل فائق أمانينا المرسل: مواطن عربي