الزاجرة .. تراث من الزمن العُماني الأصيل

تستخدم الزاجرة قديماً لاستخراج المياه من الآبار لرّي المزروعات في الماضي بمساعدة الحيوانات مثل البقر أو الحمير وتتكون من الطوي ( البئر ) والحب والمنجور والفقه والجر والدلو واللجل، والمنجور هو عجلة خشبية مسننة تدور حول محور يسمى ( حطبة المنجوار ) حيث يقوم الحيوان بجر عبر الحبل ذهابا وإيابا باستمرار في ممر مائل أمام البئر إذ يتم خلال مرحلة الذهاب جر الإناء مملوء بالماء من البئر لتفريغه في الجابية، أما خلال رحلة العودة فإن الإناء يعود فارغا إلى البئر ليملأ بالماء مرة أخرى، وقد يكون هناك مساعدون للسقاي مهمتهم استقبال الإناء المملوء بالماء وتفريغه في الساقية وبعدها إعادته إلى البئر، المشهد يستمر طويلا وقد يستغرق وقتا لا حدود له لكنه كان في ذلك الزمن عنوان الحياة فكلما استمر صوت المنجور تدفق الماء وارتوت المزروعات لتنتعش، وصوت المنجور قصة أخرى من أساطير ألف ليلة وليلة وسمفونية تدغدغ كل الحواس وتشد كل من يسمعها ليتابعها باهتمام فهي تشد الهمة وتفجر الإرادة وتدفع للمزيد من العطاء ورغم أن عزفها لا يتطلب آلات خاصة أو عازفين مهرة إلا أن صوتها الذي يصدر من احتكاك الخشب مع الحبال له وقع خاص كما يصدر صوتا موسيقيا شجيا يتحكم في نغمة صاحب الثور نتيجة احتكاك المنجور بحطبته أو محوره أثناء الدوران، كما أن بعض القرى لا زالت تستخدم الزواجر للمحافظة على هذا الإرث الشعبي، وهذه الصنعة تتجسد ضمن مفردات القرية التراثية بمهرجان مسقط بمتنزه العامرات .