1112574
1112574
عمان اليوم

مؤتمر الثورة الصناعية الرابعة يبحث التطورات الرقمية المتسارعة وإنشاء بيئة إبداعية

22 يناير 2019
22 يناير 2019

المشاركون يؤكدون على مواكبة المؤتمر لآخر مستجدات العلم والتكنولوجيا -
المعرض المصاحب يضم تجارب استخدام التقنية في ابتكارات طلابية وتعليمية -

صحار- سيف بن محمد المعمري -

تواصلت لليوم الثاني على التوالي جلسات المؤتمر الدولي للثورة الصناعية الرابعة وأثرها على التعليم المنعقد حاليا بولاية صحار بتنظيم من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة. جلسات المؤتمر في اليوم الثاني أقيمت تحت رعاية سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة بحضور عدد من أصحاب السعادة وجمع من التربويين والمشاركين في المؤتمر من داخل السلطنة وخارجها.

جلسة المؤتمر الرئيسية الأولى التي ترأسها سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم تناولت عددًا من أوراق العمل، الأولى جاءت حول الاتجاهات العالمية للتعليم العالمي في التنمية المستدامة لعام 2030 والتي قدمها الدكتور أنيس بو هلال والذي تناول فيها التطور الذي شهده العالم في مختلف القطاعات منذ الثورة الصناعية الأولى إلى الثورة الصناعية الرابعة، بما يحتم على الدول العالمية التركيز على التعليم نتيجة هذه الثورات الصناعية سواء في تكوين المناهج أو الطرق التي تتحقق من خلالها مكونات الثورة الصناعية الرابعة مع المطالبة باستكمال مزيج السياسة الحالية في الأسواق المفتوحة والمنافسة وريادة الأعمال والتعليم. وقال إنه يجب توجيه استراتيجية البحث والتطوير من خلال سياسة تكنولوجية منسقة تنطبق على جميع الدول الأعضاء في اليونسكو، حيث يجب أن تلعب تلك السياسة دورًا نشطًا في تعزيز وتركيز واسع من الجهود المبذولة لإنشاء بيئة إبداعية للابتكار تشمل شركاء أكاديميين وشركات وحكومات.

أما الورقة الثانية فقدمها دانيل باتريك فيليبس وجاءت حول تكنولوجيا التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وتناول فيها استفادة الإنسان ومن مختلف الأعمال من التكنولوجيا في كافة مجالات الحياة ومنها التعليم، حيث أدخلت التكنولوجيا في التعليم من خلال الوسائل التعليمية وأيضا طرق التدريس وصولا إلى تسهيل وصول المعلومة للمتعلم.

وتحدثت الورقة الثالثة من الجلسة الأولى من المؤتمر حول استشراف أدوار المعلم في ظل الثورة الصناعية الرابعة قدمها الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي مدير مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس وأكد من خلالها على أن التطورات المتسارعة في عالم الثورة الرقمية الذي أدى إلى ظهور ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة يفرض تحديات كبيرة في شتى مجالات حياة الإنسان ومنها مجال التربية والتعليم، وهذا يتطلب من القائمين على التربية والتعليم الاستعداد للتعامل مع ما تفرضه هذه الثورة من تحديات.

بعدها قدمت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية ورقة حول التمكين في مجال التعليم في الثورة الصناعية الرابعة والتي تحتم على الجميع أن يتغير نتيجة التغيرات التي تحدثها تلك الثورة وبما يعكس التطور الذي يجب أن يكون لتمكين التعليم فيها سواء على مستوى القيادات التعليمية أو الطلبة أو المؤسسات التعليمية، فيما جاءت الورقة الختامية من الجلسة الأولى من المؤتمر في يومه الثاني حول تقنية النانو في الثورة الصناعية الرابعة والتي قدمها الدكتور محمد بن زاهر العبري، تحدث من خلالها عن التعريف بتقنية النانو ومجالاتها واستخداماتها إلى جانب تأثيراتها على الحياة بشكل عام، مع التطرق أيضا إلى الوظائف المرتبطة بها وما تقدمه للبشرية، والتوجهات العالمية في تعليم هذه التقنية بشكل عام.

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية من المؤتمر التي ترأسها سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، فتضمنت خمس ورقات عمل الأولى حول الحرم الجامعي الذكي: خطوة نحو التعلم الذكي قدمها الدكتور عبدالحميد سليمان، وتناول فيها تصورًا عامًا عن التعليم الجامعي في ظل التقدم التكنولوجي وحياة الطالب في حرم جامعي متصل بكافة أدوات التكنولوجيا التقنية، من قاعات تعليمية وتوافر مصادر المعلومات للطالب بأسلوب ذكي ومبتكر ، وجاءت الورقة الثانية حول فهم الحاجة لرؤية جريئة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات قدمها الدكتور يوسف محمد مالك، استعرض من خلالها أنواع المهارات التي يتعلمها الطالب في عدد من المواد الدراسية حيث يتعلم الطلاب من خلال دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي مواضيع تُعرف مجتمعة باسم STEM.

وتحدثت ورقة العمل الثالثة التي قدمها الدكتور وليد علي بعنوان «مستقبل التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة الاتجاهات والتقنيات والوظائف»، مؤكدًا على أن التعليم هو في صميم إعداد الأجيال الحالية والمستقبلية للنجاح في هذا العصر، ويجب أن يتكيف نظام التعليم هذا ويجب أن يتم تعطيله من أجل إعداد الناس من أجل الفرص والوظائف التي ستجلبها اختراقات الثورة الصناعية الرابعة.

أما ورقة العمل الرابعة فقدمها الدكتور يحيى بن خميس الحارثي تحدث فيها عن مهارات القرن الحادي والعشرين للمتعلم العماني، وقال: على الحكومة بشكل عام ووزارة التربية والتعليم بشكل خاص، العمل على إيجاد مجتمع قائم على المعرفة من خلال نظام تعليمي عال المستوى من التنافسية ومواكب لمتطلبات التنمية المستدامة ومهارات المستقبل، يقدم مسارات متنوعة أكاديمية وتقنية ومهنية، ويتسم بالجودة والريادة والشمولية، ويتصف ويعمل وفق اللامركزية الممنهجة ويتبع نظام حوكمة فاعل مراع للمعايير الوطنية والعالمية، ليقود اقتصاد المعرفة وبمصادر تمويل متنوعة ومستدامة.

واختتمت الجلسة الرئيسية الثانية من المؤتمر بورقة عمل حول تطبيقات العلوم السلوكية على السياسات التعليمية في ظل الثورة الصناعية الرابعة قدمها الدكتور فادي علي مكي تناول فيها تطبيقات الاقتصاد السلوكي ومفهوم «النادج» على السياسات التعليمية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، واستخدام أساليب فعالة لمعالجة تحدّيات لها مكونات سلوكية.

وتواصلت حلقات العمل المصاحبة للمؤتمر في يومه الثاني، من خلال تقديم أكثر من 40 ورقة وحلقة عمل في مختلف المواضيع التي تعنى بالثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على التعليم بكافة مجالاته، هذا إلى جانب استمرار العروض في المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يضم عددا من التجارب المحلية في عالم الثورة الصناعية الرابعة واستخدام التقنية في ابتكارات طلابية وتعليمية إلى جانب تجارب المؤسسات الحكومية والخاصة في توظيف التكنولوجيا في عدد من التطبيقات الذكية.

المشاركون في المؤتمر عبروا عن انطباعاتهم عن ما جاء في المؤتمر من جلسات وورقات عمل رئيسية، حيث يقول الدكتور فارس بن صلاح حيدر استشاري تربوي من الأردن: المؤتمر شكل نقلة نوعية للعاملين في القطاع التربوي من حيث طبيعة المعلومات والمهارات اللازمة عن الثورة الصناعية الرابعة، كما يعد المؤتمر سابقة رائدة على المستوى العربي من حيث عمق الموضوعات التي طرحها حول الثورة الصناعية الرابعة ، متوجها بالشكر للقائمين والمنظمين على إنجاح فعاليات المؤتمر.

ويشاركه الرأي طلال بن أحمد بن سالم الزعابي الذي يعتبر أن المشاركة في المؤتمر تعد فرصة سانحة لاكتشاف كل ماهو جديد حول الثورة الصناعية الرابعة، ويضيف: يأتي تنفيذ المؤتمر من وجهة نظري في وقت مثالي، فنحن في مرحلة زمنية تشكل فيها الثورة الصناعية الرابعة المنطلق الأساسي لكل تقدم ،فالاختراعات متوالية وبشكل متسارع وتسهم بشكل ملحوظ في تغيير حياة الناس للأفضل.

فيما تقول الدكتورة مريم بنت بلعرب بن محمد النبهانية مديرة قطاع التعليم والموارد البشرية في مجلس البحث العلمي عن المؤتمر: إن موضوع الثورة الصناعية الرابعة في التعليم هو موضوع الساعة، فالتعليم والبحث العلمي هو من أفرز هذه الثورة الصناعية التي أثرت بشكل متسارع وغير مسبوق على كافة مناحي الحياة، لهذا تميز المؤتمر بتنوع أوراق العمل وشموليتها وارتباطها بالاحتياجات الحالية والمستقبلية للتعليم.

ويقول تركي بن علي بن سعيد الزهراني من المملكة العربية السعودية عن المؤتمر: يشكل المؤتمر نقلة نوعية في تنظيم مثل هذه المؤتمرات ، فكان له أثره البالغ في نفسي من خلال الأطروحات والمواضيع التي تضمنها، لنؤكد للعالم باننا نبدأ من حيث وصل الآخرون بقياداتنا المبدعة ونصل معا للتميز على الصعيد الدولي بثورة ونقلة نوعية رقمية متقنة.

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر برنامجه اليوم من خلال جلستين رئيسيتين تناقش محاور جديدة حول تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف مستويات ومراحل التعليم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.