1111748
1111748
عمان اليوم

بدء فعاليات المؤتمر الدولي للثورة الصناعية الرابعة وأثرها على التعليم بصحار

21 يناير 2019
21 يناير 2019

[gallery columns="1" size="full" ids="664989"]

يستعرض التجارب والإستراتيجيات والسياسات التعليمية -

صحار- سيف بن محمد المعمري -

بدأت أمس فعاليات المؤتمر الدولي للثورة الصناعية الرابعة وأثرها على التعليم بولاية صحار والذي تنظمه المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة والذي يعقد في فندق «راديسون بلو» صحار.

وانطلق برنامج المؤتمر تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، بحضور سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة وسعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم إلى جانب عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة؛ وأكثر من ٥٠٠ مشارك ومشاركة من داخل وخارج السلطنة.

وقال الدكتور علي بن ناصر الحراصي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة رئيس اللجنة الرئيسية للمؤتمر في كلمة الافتتاح: إن الثورة الصناعية الرابعة أخذت تطل علينا بما تحمله من تكنولوجيا هائلة تسعى إلى دمج المساحات الحسية والرقمية والبيولوجية لتشكل عالما يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا النانو والواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات التي تحتم علينا التكيّف مع الواقع التكنولوجي الذي سيتصدر المشهد العالمي في العقود المقبلة ويغيّر من عاداتنا وأنماط حياتنا اليومية ونظرتنا لبعض المسلمات التي تشكل هويتنا وسيطال كل مناحي حياتنا بطرق لم يسبق لها مثيل وسيفرض علينا تطوير المنظومة التربوية والبرامج التدريبية بوتيرة أسرع ليصبح القائمون على العمل التربوي يمتلكون الكفايات اللازمة لمتطلبات المرحلة القادمة ويتمكنون من تخريج جيل قادر على تلبية متطلبات سوق العمل بوظائفه الجديدة والمختلفة كليا عن الوظائف الحالية والتي سيختفي كثير منها.

وأكد الحراصي على أن تطوير التعليم وتحسينه من أولويات عاهل البلاد المفدى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حيث قال جلالته « إننا نولي التعليم جل اهتمامنا ونسعى لتطويره وتحسينه ورفع مستواه وتحديث المعارف وتعميقها وإثرائها وتكييفها مع عالم دائم التغيير» واستجابة لذلك النهج السامي وتكاملا مع جهود وزارة التربية والتعليم ومؤسسات الدولة المعنية بالثورة الصناعية الرابعة تنظم المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة هذا المؤتمر الدولي الثورة الصناعية الرابعة وأثرها على التعليم بمشاركة خبراء ومتخصصين من داخل وخارج السلطنة.

وأشار الحراصي في كلمته إلى أن المؤتمر يحقق عددا من الأهداف منها نشر الوعي بين أوساط التربويين بتقنيات ومحركات الثورة الصناعية الرابعة وتبادل الخبرات والتجارب المحلية والدولية والآراء المطروحة حول توظيف تقنيات الثورة الصناعية في مجال التعليم، إضافة إلى التعرف على أفضل الممارسات في إدراج مفاهيم ومهارات ومعارف الثورة الصناعية الرابعة في المناهج وطرائق التدريس، وتطوير خدمات التوجيه المهني في إعداد الطلبة لمسارات جديدة في ظل الثورة الصناعية الرابعة.

خمسة محاور رئيسية

مؤكدا أن الإقبال الذي شهده المؤتمر في عمليات التسجيل سواء للمشاركة بأوراق العمل أو الحضور، وقال: رغم المدة الزمنية القصيرة التي أعدّ ونفذ فيها هذا المؤتمر إلا أننا نشعر بالارتياح لما تحقق فالإقبال الشديد للمشاركة في المؤتمر فاق التوقعات وبلغ مجموع المشاركين فيه أكثر من 500 مشارك وعدد أوراق العمل المقدمة 125 ورقة أحيلت جميعها للجنة التحكيم أجازت اللجنة منها 100 ورقة عمل وتكونت لجنة التحكيم من 30 محكما يمثلون مؤسسات أكاديمية وبحثية من داخل السلطنة وخارجها. حيث إن المؤتمر يتضمن عددا من أوراق العمل وفق خمسة محاور رئيسية وهي: التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وتقنيات ومحركات الثورة الصناعية الرابعة، وأخلاقيات وقيم ومهارات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى محور سوق العمل والوظائف المرتبطة بها في ظل الثورة الصناعية الرابعة ودور التوجيه المهني في إعداد الطلبة لها، وكذلك البرامج والمبادرات والمشاريع التربوية ذات العلاقة بتقنيات ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.

وذكر مدير عام تعليمية شمال الباطنة في كلمته أنه سيتم تنفيذ 48 حلقة تدريبية في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة خصصت للطلبة والتربويين من غير المشاركين في المؤتمر ستنفذ في جامعة صحار وسيصل عدد المستفيدين منها 1500 مشارك، وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس وهيئة تقنية المعلومات وجامعة صحار واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ومعهد الإدارة العامة.

وألقى الدكتور واين هولمز من معهد تكنولوجيا التعليم بالجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة المتحدث الرسمي المؤتمر كلمة تحدث فيها عن الذكاء الاصطناعي في التعليم وانعكاساته على التعليم والتعلم مقدما جملة من الجوانب المعرفية حول تفعيل الذكاء الاصطناعي في الحياة العامة ومن ثم في القطاع التعليمي والمجالات التي يشملها هذا المجال من الثورة الصناعية الرابعة.

وبعد ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر الرئيسية بورقة عمل قدمها سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم والذي استعرض فيها الاستراتيجية الوطنية للتعليم في سلطنة عمان 2040، موضحا أن الاستراتيجية ترتكز على خمسة مرتكزات وهي فلسفة التعليم في سلطنة عمان، والتخطيط التنموي وأبعاده الاجتماعية والتنمية البشرية والاقتصادية وعوامل التغير للمرحلة القادمة (عمان 2040)، وعمان والقوى الاقتصادية العالمية، كما وتتوافق هذه الاستراتيجية مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة وعناصرها.

وأشار الربيعي إلى أن تحديات قطاع التعليم تكمن في التحديات المتعلقة بإدارة قطاع التعليم وتحديات أخرى متعلقة بجودة التعليم، والتحديات الخاصة بالبحث العلمي وأخرى متعلقة بالتمويل، إلى جانب التطرق إلى الثورة الصناعية الرابعة واثرها على التعليم وربطها بعناصر التحول الرئيسية في المنظومة التعليمية مع شرح ما نحتاج إليه لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة في التعليم.

بعدها قدم سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج ورقة عمل ضمن الجلسة الرئيسية للمؤتمر تناول فيها توجهات وزارة التربية والتعليم لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، معرفا بمفهوم الثورة الصناعية الرابعة وشارحا ماذا تعني الثورة الصناعية الرابعة للتعليم في السلطنة وأهمية دور وزارة التربية والتعليم في التعامل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، مع عرض نماذج من مشاريع وزارة التربية والتعليم للانتقال التدريجي نحو عصر الثورة الصناعية الرابعة، مع التطرق إلى التحديات ومتطلبات وفرص النمو في هذا القطاع.

مقترحات لتطوير التعليم

بعد ذلك قدم الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات عرضا مفصلا عن تأهيل المهارات والقدرات الوطنية لعصر الثورة الصناعية الرابعة تناول فيه أربعة محاور رئيسية تمثلت في الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها، والتخصصات التقنية المستقبلية واستعداد السلطنة لها، وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الوظائف إضافة إلى المهارات الأخرى المطلوبة ومقترحات لتأهيل المهارات والقدرات الوطنية.

كما قدم الرزيقي خلال العرض عددا من المقترحات لتطوير التعليم ومهارات وقدرات المتعلمين ومنها التدريب العملي والتجريبي بالمؤسسات التعليمية وبالمنازل، والتوسع في إنشاء درجات تقنية توازي الدبلوم الجامعي، وإعطاء الطلاب مرونة أكبر في تكوين محتوى الدرجات الجامعية، وأن مؤسسات الإرشاد الأكاديمي تلعب دورا أكبر في مساعدة الطلاب على تكوين منهاج دراسي مناسب لكل طالب طبقا لميوله وقدراته. إلى جانب إعداد وتفعيل برامج تأهيلية لاكتساب وصقل القدرات، وإعادة تأهيل أفراد المجتمع الذين يتوقع أن تتأثر وظائفهم من دخول التقنية والآلات الذكية إلى مجالات العمل.

لتختتم الجلسة الرئيسية للمؤتمر بورقة عمل قدمها الدكتور يوسف بن عبدالله البلوشي تحت عنوان «نحو إطار وطني لمهارات المستقبل» تناول من خلالها تحديات التخطيط لمهارات المستقبل، مستعرضا الإطار الوطني لمهارات المستقبل المتمثل في تحديد المهارات وتطوير المواهب واكتساب المواهب والنمو المستدام للمواهب.

معرض التجارب الناجحة

كما قام معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية راعي المناسبة بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي ضم عددا من التجارب الناجحة في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي والهندسة وغيرها من المجالات التي توضح الاهتمام الكبير الذي يشهده العالم بالثورة الصناعية الرابعة، حيث تعرض عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة أعمالها وتطبيقاتها في الذكاء الاصطناعي وارتباطها بالتعليم.
وفي ختام الحفل قام معالي الشيخ وزير الخدمة المدنية راعي المناسبة بتكريم مقدمي ورقات العمل في الجلسة الرئيسية للمؤتمر إلى جانب تكريم المؤسسات الراعية والداعمة.
وتستمر فعاليات المؤتمر اليوم وغدا وذلك بتقديم عدد من الجلسات الرئيسية والحلقات التدريبية وتقديم أوراق العمل في مختلف المواضيع الخاصة بمحاور المؤتمر.