1111973
1111973
العرب والعالم

الفلبين تنظم استفتاء على الحكم الذاتي في بانجسامورو

21 يناير 2019
21 يناير 2019

مانيلا- (رويترز): نظمت الفلبين أمس استفتاء في المناطق التي يغلب عليها المسلمون في الدولة الكاثوليكية لحسم الرأي في منح الحكم الذاتي لواحدة من أكثر مناطق جنوب شرق آسيا تعرضا للصراع.

ويمثل الاستفتاء ذروة عملية مضطربة لإحلال السلام بين جبهة تحرير (مورو) الإسلامية والحكومات المتعاقبة بهدف وضع حد للصراع الذي أسفر عن مقتل 120 ألفًا على الأقل منذ سبعينات القرن العشرين.

ويتعين على نحو 2.8 مليون ناخب في منطقتين في إقليم مينداناو بأقصى جنوب الفلبين الإجابة على سؤال عما إذا كانوا يؤيدون تشريعا لإقامة منطقة تخضع للحكم الذاتي وتسمى بانجسامورو فيما يمثل توسيعا وتعميقا للقدر الحالي من الحكم الذي يرى كثيرون أنه غير فعال.

  • ما مدى أهمية الحكم الذاتي؟

    المناطق التي يعيش فيها المسلمون في مينداناو من أكثر المناطق اضطرابا وتعرضا للإهمال إذ تفتقر للبنية الأساسية والوظائف والمدارس. وتأمل السلطات أن تتيح الإدارة الذاتية للمنطقة مزيدًا من السلطات والإرادة السياسية وزيادة الميزانية لمعالجة أوجه النقص وتوظيف أعداد أكبر في سلك الوظائف العامة وجذب المزيد من الاستثمارات لاسيما في الزراعة والتعدين.

    وتظهر البيانات الحكومية أن أكثر من نصف الأسر في الإقليم تعيش في فقر بالمقارنة مع المتوسط العام على مستوى البلاد البالغ 21.6%.

    وفي 2015-2016 سجل الإقليم أدنى مستوى لعدد الملتحقين بالمدارس وأعلى مستوى للتسرب منها. وبلغت نسبة الشباب في المدارس الثلث فقط مقارنة مع النسبة العامة البالغة 68%.

    وتقول جماعات حقوقية: إن ما يتردد عن الإهمال والظلم ونقص التعليم وغياب الفرص يجعل المنطقة أرضا خصبة لتجنيد الناس لحساب المتشددين الذين استلهموا فكر تنظيم (داعش) مثل حركة مقاتلي الحرية في بانجسامورو الإسلامية وجماعة أبو سياف المعروفة بالتفجيرات وضرب الأعناق والخطف والقرصنة.

  • هل ستتم الموافقة على خطة بانجسامورو وماذا

    سيحدث بعدها؟

    من المرجح أن تعلن النتيجة بحلول يوم الجمعة ومن المتوقع أن تكون الموافقة على الخطة بأغلبية كاسحة.

    وسيجرى استفتاء على نطاق أصغر في السادس من فبراير لاستطلاع الآراء في بعض المناطق الأخرى عما إذا كانت توافق على الانضمام للكيان الجديد عقب إقامته.

    وستعين الحكومة المركزية سلطة بانجسامورو الانتقالية التي ستحكم حتى تجري انتخابات في عام 2022 لاختيار مجلس تشريعي يضم 80 مقعدا سيتولى تعيين رئيس للوزراء. وتتمتع جبهة تحرير مورو الإسلامية بتأييد واسع النطاق ومن المتوقع أن تلعب الدور الرئيسي في تلك العملية.

    وسيكون لإقليم بانجسامورو مجلسه التشريعي وسلطات تنفيذية ومالية غير أن الحكومة المركزية في مانيلا ستظل تسيطر على الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والسياسة النقدية.

    وستؤدي الموافقة إلى تسليم ما يقدر بنحو 40 ألف قطعة سلاح في أيدي مقاتلي الجبهة والمدنيين.

  • ما هو أثر الحكم الذاتي على الأمن؟

    المأمول أن يعمل الحكم الذاتي على معالجة أسباب عدم الاستقرار رغم أنه ليس من المتوقع أن يكون دواء شافيا بعد سنوات من السعي للانفصال والتمرد من جانب الإسلاميين والماويين وغياب القانون والصراع بين العشائر.

    ويخضع إقليم مينداناو للأحكام العرفية منذ هاجم تحالف من متشددين محليين وأجانب يستلهمون فكر داعش مدينة ماراوي في محاولة لإقامة دولة خلافة في مايو 2017.

    واستغرق الجيش خمسة أشهر لاستعادة المدينة ودمر نصفها في تلك العملية. وثمة مخاوف أن يعيد من نجا من المتشددين وربما مقاتلون فارون من العراق وسوريا تجميع صفوفهم لشن هجوم آخر.

    وتشير تفجيرات دامية العام الماضي في مركز تجاري بمدينة كوتاباتو ومهرجان في الهواء الطلق في سلطان قدرات وتفجير قنبلة قبل الأوان في شاحنة فان بمدينة باسيلان إلى أن عناصر ربما تحاول تخريب العملية السياسية.

  • ماذا إذا انتهى الاستفتاء برفض الخطة؟

    سيسود الوضع الحالي. ورغم استبعاد التصويت بالرفض فمن المحتمل أن ترفض الخطة بعض المناطق التي ستتم دعوتها للانضمام إلى منطقة الحكم الذاتي المقترحة. وتبين بعض استطلاعات الرأي إلى أن من تلك المناطق مدينة كوتاباتو التي يمثل سكانها مزيجا من المسلمين والمسيحيين ولم تؤيد فكرة الانضمام. وكوتاباتو هي المقر الأرجح لسلطة بانجسامورو الجديدة. وربما تحتاج السلطة للبحث عن مقر آخر.

  • هل يمثل الإقليم أولوية لدى الحكومة؟

    لم يكن هذا هو الحال فيما سبق إلا أن هذه ربما تكون أفضل فرصة للتغيير في وجود الرئيس رودريجو دوتيرتي الذي أصبح أول رئيس للبلاد يزور مينداناو. وفي ضوء عدم تنفيذ معظم وعود دوتيرتي في انتخابات 2016 سيمثل النجاح في انتقال الحكم إلى سلطة بانجسامورو إنجازا يحسب له. ورغم أن الرئيس السابق هو الذي تفاوض على اتفاق السلام فمن الممكن توقع تأييد قوي من جانب دوتيرتي. ولا يخفي دوتيرتي عزمه على دعم إقليم مينداناو وكثيرا ما يبدي الفخر بتحويل مدينة دافاو من حالة من الفوضى إلى مركز تجاري مزدهر. وقد شجع دوتيرتي المانحين على ضخ المساعدات في مينداناو ويبدو أن شعبيته لم تنل منها العثرات الأمنية التي أدت إلى معركة ماراوي. وتربط دوتيرتي علاقات طيبة بقادة الانفصاليين وكثيرا ما يتحدث عن جدته الراحلة التي نشأت في منطقة بانجسامورو رغم أنه ليس مسلما وعن تجنيد المتشددين لبعض من تربطهم به صلة قرابة بعيدة. ولأنه لم يتبق سوى ثلاث سنوات أمامه لتحقيق وعوده الطموح فمن المحتمل أن يكون إقليم مينداناو أفضل إنجازاته كرئيس للبلاد.