صحافة

تداعيات رفض البرلمان اتفاق ماي للبريكست

21 يناير 2019
21 يناير 2019

مُنيت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي بهزيمة كبيرة في مجلس العموم يوم الثلاثاء الماضي، بعد رفض البرلمان لاتفاقها مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأغلبية كبرى في أكبر هزيمة برلمانية تتلقاها حكومة في تاريخ بريطانيا، حيث صوّت 432 نائبا بالرفض مقابل موافقة 202 فقط.

الصحف البريطانية لم تدخر جهدا في التركيز على تداعيات هذا الرفض وتأثيراته المستقبلية على بريطانيا، ظهر ذلك فيما نشرته من تقارير وافتتاحيات على الصفحات الأولى والداخلية.

صحيفة «الجارديان» نشرت على صفحتها الأولى صورة للنواب الرافضين للاتفاق الذين ازدحمت بهم طرقات قاعة البرلمان وهم في طريقهم للتصويت ضد الصفقة، مع عنوان رئيسي يقول: «ماي عانت هزيمة تاريخية حيث خذلها المحافظون».

وقالت الصحيفة «في يوم من الأحداث الدرامية التي لا تصدق في ويستمنستر أصدر مجلس العموم حكما تاريخيا ضد صفقة ماي بتصويت 432 ضد 202. وهو حكم غير مسبوق في تاريخ البرلمان. وابرزت صورة للداعمين للبريكسيت مثل جاكوب ريز موغ وبوريس جونسون وهم يسيرون في اللوبي المنقسم جنبا إلى جنبا مع معسكر البقاء».

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان «انتهى الأمر، ما هي الخطوة التالية؟» على الهزيمة بقولها ماي تقود حزبا منقسما وبلدا يخزّن الغذاء والأدوية كأنه يستعد لحرب، وهي بحاجة إلى التواصل بكل تواضع مع خصومها في البرلمان وإيجاد وسيلة لمنع بريطانيا من مغادرة الاتحاد الأوروبي في غضون أسابيع دون اتفاق. وتحت عنوان «إهانة كاملة» وصفت صحيفة «ديلي تلجراف» الهزيمة بأنها تاريخية، وان حجم الخسارة يفوق حتى توقعات الحكومة الأكثر غموضا، ويترك خروج بريطانيا في حالة من الشلل. وفيما تعاني ماي من هزيمة قاسية، وترفض اي تأخير في تنفيذ البريكست في موعده، يطالب حزب العمال بسحب الثقة منها ومن حكومتها.

وترى افتتاحية الصحيفة أن ماي اخطأت قراءة توقعات الهزيمة، وأساءت قراءة حزبها والبرلمان، ويتعين عليها إعادة النظر في الاتفاق بشكل جذري، والذهاب إلى الأوروبيين كجبهة موحدة.

ونشرت صحيفة «التايمز» تقريرا بعنوان «ماي تعاني من هزيمة تاريخية»، قالت فيه ان النشطاء المناهضين للبريكست يبدو انهم سعداء على قدم المساواة مع بعض من أولئك الذين يتظاهرون خارج البرلمان مطالبين بإجراء استفتاء اخر. وتصف الصحيفة رئيسة الوزراء بأنها «تحت ضغط هائل» لتأخير البريكست قبل 72 يومًا فقط من تاريخ تنفيذه حسب القانون.

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها بأن تيريزا ماي لم يبق أمامها للنجاة سوى اتباع نهج جديد والفوز بدعم المعارضة، ويجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتأمين تمرير اتفاقها بتجنب الخروج من دون اتفاق والاستعداد لقبول الانفتاح على اتحاد جمركي دائم او طلب دعم الاتفاق في استفتاء اخر. وفي حال رفضها القيام بما هو ضروري لتفادي الفوضى، فعلى البرلمان ايجاد من يقوم بالمهمة.

واعتبرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أن هناك مأزقا فظيعا ومنيعا بعد أن خسرت ماي التصويت على صفقة البريكست، ولم يعد سوى استفتاء «الكلمة الأخيرة» الخيار الوحيد المتبقي على الطاولة.

ومن جانبها نشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا بعنوان «لا صفقة.. لا فكرة.. لا ثقة»، ركزت فيه على دعوة جيرمي كوربن إلى سحب الثقة من تريزا ماي وحكومتها. واعتبرت الهزيمة «أكثر الهزائم التاريخية المهينة لرئيسة الوزراء ماي». أما «ديلي إكسبرس» فنشرت تقريرا عنوانه في كلمة واحدة هي «ذعر Dismay»، دون ان تعبر عن غضبها للهزيمة، لكونها محسوبة على حزب المحافظين وداعمة للبريكست. ودافعت عن ماي بقولها انها «قاتلت بشجاعة من أجل الصفقة».

وظهر جليا دعم صحيفة «ديلي ميل» لرئيسة الوزراء وخطتها، في تقرير نشرته بعنوان: «تقاتل من أجل حياتها». وقالت إن ماي دعت النواب المتمردين لدعمها في النقاش حول نزع الثقة منها، وهزيمة أخرى قد تؤدي إلى انتخابات جديدة تقود جيرمي كوربن إلى 10 داونينغ ستريت».

واختارت صحيفة «فايننشال تايمز» عنوانا يقول: «سحق خطة ماي في مجلس العموم». وحاول التقرير تقديم حجم الخسارة بالقول: «خطة ماي للبريكسيت، نتاج عامين صعبين من المفاوضات في بروكسل، تم رفضها ليلة أمس بغالبية ساحقة في مجلس العموم».