صحافة

فشل المعارضة العمالية في الإطاحة بحكومة المحافظين

21 يناير 2019
21 يناير 2019

للمرة الثانية خلال خمسة أسابيع تنجو رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي من فقدان الثقة بها، الأولى كانت في 12 ديسمبر الماضي باجتيازها تصويت حزب المحافظين الذي تتزعمه في الثقة بها كزعيمة للحزب، والثانية في 16 يناير وكانت حول سحب الثقة والإطاحة بها وبحكومتها، لكنها فازت بثقة البرلمان بغالبية 19 صوتا، بدعم 325 نائبا مقابل 303، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يجري فيها التصويت على الثقة في مجلس العموم منذ عام 1993 في ظل حكومة جون ميجور.

وفور إعلان النتيجة دعت ماي نواب البرلمان إلى وضع المصلحة الشخصية جانباً، والعمل معا بصورة بناءة لإيجاد وسيلة لمتابعة عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي. واعلنت عن بدء حوار مع قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان لبحث القضايا الخلافية حول بريكست، على أن تقدّم خطة بديلة بعد ثلاثة ايام، امتثالا للمهلة التي تم التصويت عليها بعد رفض خطتها للبريكست.

وفي غضون ذلك التقت تريزا ماي بأعضاء من حزب الديمقراطيين الأحرار، والحزب الوطني الاسكتلندي، و»بلايد كامري» الويلزي. كما اعربت عن «خيبة أملها» إزاء عدم مشاركة زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، الذي وضع لائحة مطالب للتعاون، من بينها مناقشة تأجيل بريكست إلى ما بعد 29 مارس، واستبعاد سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، واصفا إياه بالـ»كارثي».

وفي هذا السياق تزعم صحيفة «مترو» أن البرلمان «يعاني من الشلل» مع رفض زعيم حزب العمال جيريمي كوربين الانضمام إلى جميع الأحزاب. فيما تقول صحيفة «الجارديان» ان ماي تحاول احياء التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن البريطانيون مازالوا يعيشون في مازق البريكست، وان نواب البرلمان المحافظين مازالوا منقسمين بشدة حول كيفية قيام ماي بتكييف صفقتها، مشيرة الى ان ماي مازالت غير مستعدة للتنازل عن خطتها.

اما صحيفة «ديلي ميرور» فهي تشير الى رفض جيريمي كوربين الاشتراك في محادثات مع تريزا ماي ما لم تسحب سيناريو الخروج من دون اتفاق من على الطاولة، وقالت الصحيفة ان تريزا ماي «تتوسل لقادة الأحزاب المتنافسة» للانضمام إلى محادثاتها بعدما «نجت» من التصويت بسحب الثقة على حكومتها بأغلبية 19 صوتًا.

صحيفة «ديلي ميل» الموالية لحزب المحافظين نشرت تقريرا بعنوان «كوربين المخرب يغلق الباب في وجه تريزا ماي»، مشيرة الى رفض كوربين الانضمام الى المحادثات التي تعقدها مع زعماء الأحزاب الآخرىن، ووصفته بأنه «يلعب بالسياسة».

كما اتهمت صحيفة «التايمز»، كوربين بأنه «يزدري بمحادثات بريكست»، وسلطت الضوء على اقتراحه بأن رئيسة الوزراء «تبتز» البلد بالتهديد الوشيك بعدم وجود صفقة. فيما تزعم صحيفة «ديلي تلجراف» أن وزير الخزانة، فيليب هاموند، أبلغ رؤساء شركات الأعمال أن سيناريو صفقة «خروج بريطانيا من دون اتفاق» سيتم استبعاده في غضون أيام. وان لديها تسريبات لمؤتمر ذكر فيه هاموند انه يمكن الغاء المادة 50 الأسبوع المقبل.

وكعادة صحيفة «الصن» التلاعب بالألفاظ، كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «هيا تعالى لتحتل مكاني»، في إشارة الى دعوة رئيسة الوزراء تريزا ماي لغريمها جيمي كوربين الانضمام الى المحادثات التي تعقدها مع زعماء الأحزاب الآخرين، لكنه «تملص» من تلبية الدعوة، على حد قولها.

اما صحيفة «ديلي اكسبريس» فوجهت رسالة للبرلمانيين من خلال تقرير نشرته الصحيفة بعنوان: «لقد فقدتم احترام الامة»، وذلك بعد ان كشف استطلاع للرأي أن 72% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يرغبون في إصلاح شامل للنظام السياسي البريطاني في ظل أزمة البريكست. وذكرت الصحيفة ايضا ان الاستطلاع يشير أيضا إلى أن 53% لا زالوا يرغبون في احترام نتيجة استفتاء عام 2016. وتقول صحيفة «الإندبندنت» إن كوربين يواجه ضغوطا متزايدة من اعضاء حزبه ومن الحزب الاسكتلندي القومي، والديمقراطيين الأحرار، للدعوة الى استفتاء ثاني يتيح للناخبين خيار البقاء في الاتحاد الاوروبي.

وفي هذا السياق تقول صحيفة «التايمز» إن خطط حزب العمال لتكرار التصويت على عدم الثقة في الحكومة قد تعثرت، وان احزاب المعارضة الأخرى تهدد بسحب دعمها. ونقلت عن مصدر ديمقراطي ليبرالي للصحيفة قوله: «لسنا مهتمين بالمشاركة في الألعاب السياسية، لإخفاء فشل كوربين في استفتاء آخر».

واعتبرت رئيسة وزراء سكوتلندا نيكولا ستورجن أن الحل الذي يطرح نفسه هو مطالبة المؤسسات الأوروبية بتأجيل موعد تفعيل إجراءات الخروج التي تنص عليها المادة 50 من معاهدة لشبونة.

وفي تطور جديد قالت صحيفة «الاوبزيرفر» ان زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين، يستعد لدعم خطة للتصدي لخروج بريطانيا من الاتحاد من دون صفقة مع تزايد الضغط داخل حزب العمال والنقابات العمالية لتأجيل مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.