salem
salem
أعمدة

نوافذ: ثالوث الاحتيال

21 يناير 2019
21 يناير 2019

سالم بن حمد الجهوري -
[email protected] -

تتعدد أوجه الاحتيال التي تستهدف المواطن وأبناء دول المجلس هذه الأيام، وتتمركز في 3 أساسية، تسبب الكثير من المعاناة للضحية الذي يقع في براثن ذلك الفخ المحكم الذي يجر ضحيته إلى الإفلاس والابتزاز، وأمامنا الكثير من التجارب الحية التي أوصلت العديد منهم إلى المحاكم وغياهب السجون.

كل ذلك مردة إلى عدم الوعي والمعرفة في اتباع تصرفات احترازية بسيطة جدا ، تمنع إعطاء الفرصة للمحتالين في تحقيق مآربهم من داخل السلطنة وخارجها، حتى يقع الواحد منا في المحظور، ومن ثم نبدأ البحث عن الحلول والحماية، ونتعلم الدرس متأخرا، لتضاعف قضايا الاحتيال ملفاتها لدى الجهات المعنية، ولنضيف عبئا عليها، رغم أنه كان يمكن اختصار كل ذلك في حالة الوعي التي نتحدث عنها.

يتمثل هذا الثالوث المزعج في الوصول إلى البيانات البنكية عن طريق الماسحات الضوئية التي يضعها المحتالون على لوحات أجهزة الصرف الآلي لسرقة بيانات الزبائن وسحب المبالغ من حساباتهم، إلى جانب الوصول إلى البيانات الشخصية في الهاتف المحمول غير المؤمن من صور وبيانات شخصية مهمة كأرقام الحسابات البنكية والأرقام السرية والمحادثات، والتي يتم ابتزاز أصحابها بدفع مبالغ طائلة تجنبا لنشرها على العامة، وثالث الحالات مساعدة الآخرين بحسن نية ماليا أو معلوماتيا ليقع بعدها في المحظور كتحويل الأموال باستخدام بطاقة السحب البنكية أو من خلال محلات الصرافة أو تقديم معلومات عن نفسك في تعريف الآخرين برقم حسابك أو كلمة السر لدى أجهزة الصرف للآخرين بحجة أنك فزت معهم في جوائز أحد البنوك بمبالغ مالية، أو إعطاء عامل المقهى البطاقة ومعها الرقم السري أو عدم مراجعة الفواتير التي تدفع آليا والتي يتم من خلالها سحب مبالغ مضاعفة ومعرفة كل شيء عنك مجانا، أو الرد على مكالمات الهواتف الخارجية التي تديرها شبكات من العصابات التي بمجرد فتح الخط تسحب كل بياناتك أو التعرف على بعض المتحدثات وتسليمها كل شيء.

هناك فرق بين الطيبة والسذاجة وهو كبير جدا، وحتى لا يترسخ لدى الآخرين شعور أن هذا المواطن من السهل اختراق بياناته والوصول إلى ما يمكن الوصول إليه بكل سهولة في عالم خلال بضع سنوات حقق ثورة اتصالات غير مسبوقة، وفي الوقت ذاته غير مستعدين لمواجهة مخاطرها، فالطيبة شيء، والسذاجة شيء آخر، لذلك عليك التخلي عن الثانية لأنها ستكلفك الكثير في عالم يرى أن هذه المنطقة مكدسة بالفرص المالية، وأن سكانها لا يمكن أن تؤثر في ثروتهم الطائلة حسب فهمهم ما يتم آخذة من حساباتهم بشكل مشروع وغير مشروع.

أعجبني رد أحد المواطنين على رسالة وصلته على هاتفه تقول له .. أنه فاز معهم بجائزة مالية كبيرة جدا، وأنهم يريدون منه أن يرسل لهم بيانات رقم الحساب في البنك لتحويل المبلغ عليه، فأرسل لهم رقم حساب فاتورتي الكهرباء والماء وذيلها.. ادفعوا فقط هاذين الحسابين والباقي لكم .. هو رد ساخر يتناسب مع حجم الاستخفاف الذي يرى فيه المحتال ذلك المواطن بتلك الصورة.

في المرحلة المقبلة سوف تتنوع الكثير من حالات النصب والاحتيال وتتلون، وعلينا كماهم يطورون أنفسهم يوميا من خلال ابتكارات وحيل جديدة، أن نطور أنفسنا في حماية المعلومات الخاصة بنا، بوسائل أكثر قدرة على منع أي اختراق لنا، وأن لا نعتمد على حسن النية في الآخرين لأن الكثير منا وقع ضحيتها وعانى منها الأمرين وهدمت حياة أسر بأكملها وأنهت مستقبل العديد من الشباب والبنات وفككت عوائل كانت مترابطة إلى عهد قريب ، وشردت البعض وأنهت مستقبلهم.